الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الملكة رانيا: غزة شهدت إبادة عائلات وتدمير أحياء بأكملها.. هل هذا دفاع عن النفس؟

الملكة رانيا
الملكة رانيا

عبرت الملكة رانيا العبدالله قرينة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، عن صدمة وخيبة أمل العالم العربي من المعايير المزدوجة الصارخة في العالم والصمت الذي صمّ الآذان في وجه الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وقالت خلال مقابلة مع الإعلامية كريستيان أمانبور على شبكة سي إن إن، إنه بالرغم من الرواية السائدة في الإعلام الغربي إلا أن هذا الصراع لم يبدأ في السابع من أكتوبر، حسبما نقلت وكالة الأنباء الأردنية.

وأضافت: «معظم الشبكات تغطي القصة تحت عنوان: إسرائيل في حالة حرب، لكن بالنسبة للعديد من الفلسطينيين على الجانب الآخر من الجدار العازل والجانب الآخر من الأسلاك الشائكة، لم تغادر الحرب أبدًا.. هذه قصة عمرها 75 عامًا؛ قصة موت وتهجير للشعب الفلسطيني».

وتابعت: «أغفلت الرواية إبراز تلك القوة العظمى الإقليمية المسلحة نوويًا التي تحتل وتضطهد وترتكب جرائم يومية موثقة ضد الفلسطينيين».

وأكدت أن الشعب الأردني متحدٌ في الحزن والألم والصدمة على الخسائر البشرية الكبيرة بين المدنيين خلال الأيام الـ 18 الماضية من الحرب.

وقالت الملكة رانيا: «رأينا أمهات فلسطينيات اضطررن لكتابة أسماء أطفالهن على أيديهم بسبب الاحتمالات الكبيرة لتعرضهم للقصف حتى الموت وتحول أجسادهم إلى جثث وأشلاء».

وتابعت: «أريد فقط أن أذكّر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن تمامًا كما تحب أي أم أخرى أطفالها في العالم».

وأكدت موقف الأردن الواضح في إدانة قتل أي مدني، سواء كان فلسطينيًا أو إسرائيليًا، مشيرة أن هذا هو موقف الأردن الأخلاقي والأدبي، كما أنه موقف الإسلام الذي يدين قتل المدنيين.

وشددت على أن قواعد الاشتباك يجب أن تُطبق على الجميع، مشيرة إلى أن إسرائيل ترتكب أعمالًا وحشية تحت غطاء الدفاع عن النفس.

وقالت: «استشهد أكثر من 6 آلاف مدني في غزة حتى الآن.. منهم 2400 طفل.. كيف يمكن اعتبار ذلك دفاعًا عن النفس؟!، نرى مجازر على نطاق واسع باستخدام أسلحة عالية الدقة».

واستكملت: «على مدار الأسبوعين الماضيين، رأينا القصف العشوائي على غزة. تمت إبادة عائلات بأكملها، وتسوية أحياء سكنية بالأرض، واستهداف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد والعاملين في المجال الطبي والصحفيين وعمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة. كيف يعتبر هذا دفاعًا عن النفس؟!».

وأشارت إلى أنه بالنسبة للكثيرين في المنطقة فإن العالم الغربي متواطئ في هذه الحرب من خلال الدعم والغطاء الذي يمنحه لإسرائيل، وقالت: «هذه المرة الأولى في التاريخ الحديث التي نشهد فيها مثل هذه المعاناة الإنسانية والعالم حتى لا يدعو إلى وقف إطلاق النار».

وفي الحديث عما يعانيه الشعب الفلسطيني، قالت: «هناك أكثر من 500 حاجز تفتيش منتشرة في جميع أنحاء الضفة الغربية. وهناك الجدار العازل الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية غير قانوني، والذي قسم الأراضي إلى 200 منطقة محصورة ومنفصلة. وقد رأيتم التوسع الجائر للمستوطنات على الأراضي الفلسطينية، والتي قطّعت الاتصال الجغرافي للمناطق وجعلت من قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات حكم ذاتي أمرا غير قابل للتطبيق».

وذكرت أن إسرائيل تنتهك ما لا يقل عن 30 قرارًا أمميا تطالبها وحدها بالعمل على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، ووقف الاستيطان والجدار العازل وانتهاكات حقوق الإنسان.

وأشارت إلى أن إسرائيل تم تصنيفها على أنها نظام فصل عنصري من قبل منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية.