عاجل| وسط تصاعد القصف الإسرائيلي.. مساع دولية حثيثة لوقف القتال وإيصال المساعدات لغزة
تتواصل الجهود والدعوات الدولية لوقف القتال بين إسرائيل وحركة حماس للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل قصفها للقطاع الذي يعيش فيه الفلسطينيون في ظروف مروعة.
وفي اليوم الـ19 من الحرب على غزة، واصل الطيران الإسرائيلي استهداف المدنيين بعد ليلة شهدت قصفا عنيفا خلّف نحو 100 شهيد، مما رفع الحصيلة الإجمالية إلى 6055 شهيدا، وأكثر من 16 ألف مصاب، جُلهم من الأطفال والنساء، بحسب بيانات مكتب الإعلامي الحكومي.
وشنت إسرائيل ضرباتها الغاشمة على قطاع غزة بعد أن الهجوم المباغت لحركة حماس على بلدات بجنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 1400 شخص، واحتجاز بين 200 و250 رهينة.
ويسعى زعماء العالم إلى منع امتداد الصراع الدائر حاليا بين إسرائيل وحماس عبر منطقة رئيسية لإمدادات الطاقة العالمية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا هاتفيا يوم الثلاثاء واتفقا على توسيع نطاق الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة ومنع اتساع رقعة الصراع.
في غضون ذلك، اشتدت الاشتباكات الدامية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وتجددت المصادمات بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة على امتداد الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وتدعم إيران، التي تسعى إلى فرض هيمنتها الإقليمية منذ عقود، كلا من حزب الله وحماس، وحذرت إسرائيل وطالبتها بوقف هجومها على غزة.
اتهم جيش الاحتلال إيران بإصدار أوامر لفصائل مسلحة تدعمها في اليمن والعراق ولبنان بشن هجمات في الآونة الأخيرة، وقال إن إسرائيل تراقب المنطقة مع حليفتها الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هجاري، في إفادة بثتها محطات التلفزيون، إن إيران في الوقت الحالي تزود حركة حماس في غزة بالمعلومات، وإنها تساعد أيضًا في تأجيج المشاعر المعادية لإسرائيل على مستوى العالم بحملة رسائل عبر الإنترنت.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن صاروخين أُطلقا أيضا من سوريا، حليفة إيران، مضيفا أن طائراته قصفت بنية التحتية وقاذفات موتر تابعة للجيش السوري يوم الأربعاء ردا على ذلك.
ولم يقدم جيش الاحتلال المزيد من التفاصيل، ولم يتهم الجيش السوري بإطلاق الصاروخين اللذين تسببا في انطلاق صفارات الإنذار في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
فيما قال الجيش السوري إن ثمانية من جنوده قتلوا فجر الأربعاء في قصف جوي إسرائيلي استهدف عدة نقاط عسكرية في محافظة درعا في جنوب البلاد.
وقال جيش الاحتلال إنه نفذ ضربة بطائرة مسيرة على فلسطينيين أطلقوا النار على قواته خلال مداهمة بمدينة جنين في الضفة الغربية في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء.
وذكر مسؤولون فلسطينيون أن ثلاثة أشخاص استشهدوا في الضربة الجوية الإسرائيلية.
وأفاد جيش الاحتلال أيضا بأنه استهدف خلية من غواصي حماس كانوا يحاولون دخول إسرائيل عن طريق البحر بالقرب من تجمع زيكيم السكني.
وكانت الولايات المتحدة قد نصحت إسرائيل بتأجيل الهجوم البري المزمع، بينما تحاول واشنطن إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة، والذين يزيد عددهم عن 200 رهينة.
لكن عندما سئل بايدن عما إذا كان يحث إسرائيل على تأخير اجتياحها البري، قال للصحفيين إن الإسرائيليين يتخذون قراراتهم بأنفسهم.
وفي نيويورك، قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني لمجلس الأمن يوم الثلاثاء إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مخطئ في تحميله إيران مسؤولية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأضاف: التزامنا بالسلام والاستقرار الإقليميين يظل ثابتا، الولايات المتحدة هي من أجج الصراع بانحيازها المعلن إلى المعتدي على حساب السكان الفلسطينيين الأبرياء.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية -في بيان- إن ما لا يقل عن 6055 فلسطينيا استشهدوا وأكثر من 16 ألف مصاب جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر، من بينهم 2360 طفلا.
مقترحات أمريكية وروسية متنافسة
وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، دخلت ثماني شاحنات محملة بالمياه والغذاء والدواء إلى غزة قادمة من مصر.
وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما يزيد على 20 ضعفا من الإمدادات الحالية لسكان القطاع الساحلي الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وفي الأمم المتحدة، طرحت الولايات المتحدة وروسيا خططا متنافسة بشأن المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
فقد دعت واشنطن إلى هدنة بينما تريد روسيا وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وتعتبر الهدنة بشكل عام أقل رسمية وأقصر من وقف إطلاق النار.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن إن العالم كله يتوقع من مجلس الأمن دعوة لوقف سريع وغير مشروط لإطلاق النار.
وتدعم الدول العربية بقوة الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وسط دمار واسع النطاق للمباني في غزة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للمجلس: تابعنا بأسف عجز المجلس الموقر مرتين عن إصدار قرار أو حتى نداء بوقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأسبوع الماضي إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
وقال جوتيريش إن حماية المدنيين لا يمكن أبدًا أن تسمح باستخدامهم كدروع بشرية، وإن حماية المدنيين لا تعني إصدار الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص إلى الجنوب، حيث لا مأوى ولا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه.
وقال مسؤول أمريكي كبير إنه على الرغم من أننا لا نزال نعارض وقف إطلاق النار، فإننا نعتقد بأن فترات الهدنة الإنسانية المرتبطة بتسليم المساعدات تستحق الدراسة (خاصة وأنها) لا تزال تسمح لإسرائيل بالقيام بعمليات عسكرية للدفاع عن نفسها.
وقود المستشفيات ينفد
يقول الأطباء في غزة إن المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات تظهر عليهم علامات المرض الناجم عن الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي بعد فرار أكثر من 1.4 مليون شخص من منازلهم في القطاع إلى ملاجئ مؤقتة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أكثر من ثلث المستشفيات في غزة ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية أغلقت أبوابها بسبب الأضرار أو نقص الوقود.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور على منصة X (تويتر سابقًا) من أنها ستوقف عملياتها في غزة مساء يوم الأربعاء بسبب نقص الوقود.
ومع ذلك، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه سيمنع دخول الوقود لمنع حماس من الاستيلاء عليه.
واقترح أن تطلب الأمم المتحدة من حماس إمدادات الوقود، قائلا: اطلبوا الوقود من حماس فعلّكم تحصلون على بعضه.
وتقود الدولة الخليجية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، محادثات وساطة مع حماس وإسرائيل بشأن إطلاق سراح الرهائن.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية إن أي اجتياح بري إسرائيلي لغزة سيعقد جهود إعادة المحتجزين.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن أهم أولويات قطر هي إعادة المحتجزين سالمين ما يتطلب عدم تعرضهم لأذى في تبادل إطلاق النار.
وأضاف الأنصاري أن قطر تركز جهود الوساطة على إطلاق سراح المحتجزين، وهو أمر منفصل عن المناقشات الأوسع نطاقًا لخفض التصعيد.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح أربع رهائن هم أم وابنتها تحملان الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية يوم الجمعة وامرأتين مدنيتين إسرائيليتين يوم الاثنين.