الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تقرير يكشف سر نشر سفن حربية صينية بالشرق الأوسط وسط مخاوف اتساع نطاق الصراع الراهن

الرئيس نيوز

ذكر موقع "تاكتيال ريبورت" العسكري أن وزارة الدفاع الصينية أرسلت 6 سفن حربية صينية مؤخرًا إلى الشرق الأوسط ويقال إن الولايات المتحدة تراقب حركة السفن الحربية الصينية وسط حرب غزة المستمرة.

وسلط الموقع في تقريره التكتيكي الضوء على وجهات نظر الولايات المتحدة بشأن الوجود البحري الصيني في الشرق الأوسط، واحتمال تدخل الصين في حرب غزة وإمكانية أن يؤدي الوجود الصيني إلى إبرام اتفاقيات مع دول مجلس التعاون الخليجي.

من جانبها، أوضحت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية نقلًا عن محللين صينيين أن نشر الصين لسفن حربية في الشرق الأوسط هو جزء من مهمة المرافقة الروتينية والزيارات الودية التي تجريها القوات البحرية إلى المنطقة، وليس تدخلا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحالي، بعد أن بدأت بعض وسائل الإعلام الغربية في الترويج لمخاوف أمريكية وأوروبية بشأن نشر البحرية الصينية في المنطقة.

ودعا المتحدث باسم السفارة الصينية في الولايات المتحدة "ليو بينجيو" في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية إلى إنهاء الضجيج الذي لا أساس له بشأن نشر السفن الحربية الصينية في الشرق الأوسط وسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجاء تعليق ليو بعد أن ضخمت بعض وسائل الإعلام الغربية قيام الصين بإرسال ست سفن حربية إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، قائلة إن هذه الترتيبات ترجع إلى الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.

وفقًا لما ذكره موقع الجيش الصيني على الإنترنت، وصلت قوة المهام البحرية الصينية الرابعة والأربعين، بما في ذلك مدمرة الصواريخ الموجهة زيبو، وفرقاطة الصواريخ الموجهة جينجتشو، وسفينة التجديد الشامل تشيانداوهو، إلى ميناء الشويخ بالكويت صباح يوم 18 أكتوبر لمدة خمس ساعات ويوم زيارة ودية.

وكانت بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني قد كشفت في وقت سابق أن قوة مهام المرافقة البحرية الصينية الخامسة والأربعين، بما في ذلك مدمرة الصواريخ الموجهة أورومتشي، وفرقاطة الصواريخ الموجهة ليني، وسفينة التجديد الشامل دونجبينجهو، كان من المقرر أن تتولى مهمة مرافقة من الصين. الأسطول البحري الرابع والأربعون في خليج عدن والمياه قبالة الصومال وأوضح خبراء عسكريون صينيون أن إرسال ثلاث سفن عسكرية في وقت واحد إلى المنطقة للقيام بمهام مرافقة هو ممارسة روتينية، لذلك ستكون ست سفن موجودة في وقت واحد في المنطقة أثناء تنفيذ العملية الروتينية، مشيرين إلى أن هذا لا علاقة له بالحرب المستمرة في غزة أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال الخبراء إن مهام المرافقة البحرية لجيش التحرير الشعبي في المنطقة تسمح للصين أيضًا بالرد بسرعة على أي حالات طوارئ قد تنشأ، على سبيل المثال، إجلاء المواطنين الصينيين في السودان في وقت سابق من هذا العام ورأوا أن تلك السفن العسكرية قد تتدخل في مهام الإخلاء في حال ظهور أي موقف يستدعي التدخل.

وعلمت صحيفة جلوبال تايمز من السفارة الصينية في إسرائيل أن الصين ليس لديها خطط فورية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل، إذ لا تزال شركة طيران هاينان الصينية تسيّر رحلتين أسبوعيا من تل أبيب إلى شنتشن حاليا ولكنها قالت أيضًا إن السفارة تراقب الوضع عن كثب وستتخذ القرارات وفقًا لذلك.

وربطت وسائل الإعلام الأجنبية بين العمليات العسكرية الروتينية التي تقوم بها الصين في الشرق الأوسط وتكثيف الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، إن الولايات المتحدة سترسل نظام الدفاع الصاروخي عالي الارتفاع (ثاد) وكتيبة إضافية من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية باتريوت إلى الشرق الأوسط وبالفعل، أرسلت الولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من القوة البحرية إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملتي طائرات وسفن دعم لهما وحوالي 2000 من مشاة البحرية.

وقال دينج لونج، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة جلوبال تايمز إنه على عكس الولايات المتحدة، لن تختار الصين أبدًا التدخل العسكري عندما يتعلق الأمر بحل النزاعات الدولية مضيفًا: "في البداية، اتهمت وسائل الإعلام الأجنبية والسياسيون الغربيون الصين بدعم حماس، والآن يقومون بتشويه العمليات العسكرية الروتينية للصين في المنطقة وهذه كلها تكتيكات يستخدمونها لتوريط الصين بشكل أعمق في الصراع وتشويه دور بكين في المفاوضات بشأن السلام الشامل". 

وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي خلال قمة فلسطين في مصر يوم الأحد، قال تشاي جون، المبعوث الخاص للحكومة الصينية بشأن قضية الشرق الأوسط، إن الوضع الحالي في فلسطين حرج، مع سقوط عشرات الآلاف من الضحايا ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص بسبب النزاع وتشعر الصين بحزن عميق إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين وتدهور الوضع الإنساني الناجم عن الصراع، وتشعر بقلق عميق إزاء احتمالات تفاقمه أكثر والتقى تشاي مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار وإجراء إنقاذ إنساني". 

وقال دينج لونج إن سعي الصين لوقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة لاقى صدى لدى المجتمع الدولي، في حين أن تأجيج الولايات المتحدة للصراع وفشلها في كبح غريزة الانتقام لدى إسرائيل يحبط الجهود الدولية لتهدئة الحرب.

وأوضح دينج أن القوات العسكرية الإقليمية، مثل حزب الله اللبناني، ستستخدم العملية البرية الإسرائيلية كذريعة للتورط في الصراع، مما يؤدي إلى انتشاره إلى المنطقة الأوسع في حالة حدوث مثل هذا السيناريو وأشار إلى أن الوجود الأمريكي المكثف في المنطقة يزيد من التوترات المتصاعدة بالفعل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن الولايات المتحدة تتوقع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحماس إذا شاركت قوات عسكرية إقليمية، وأكدا أن إدارة بايدن مستعدة للرد إذا أصبح أفراد أمريكيون أو قوات مسلحة هدفا بأية أعمال عدائية من هذا القبيل.