ارتفاع أسعار الذهب وسط توترات الشرق الأوسط وتحولات حادة بعوائد السندات الأمريكية
أكد محللو موقع "إنفستنج دوت كوم" ارتفاع أسعار الذهب كرد فعل للطلب المتزايد على استثمارات الملاذ الآمن نتيجة مخاوف المستثمرين ورغتهم في التحوط ضد التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط وتحولات حادة شهدتها عوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال أسبوع التداول الجاري.
ووسط مناخ يتسم بتزايد عدم اليقين الجيوسياسي وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، كانت أسعار الذهب تسير في مسار صعودي ملحوظ، مما يجعلها ملاذًا آمنًا للمستثمرين وارتفع سعر الذهب الفوري وفقًا لمشر أسعار الذهب (XAU/USD) بشكل مطرد، في حين ظلت العقود الآجلة للذهب ثابتة، مما يعكس معنويات السوق التي أصبحت على درجة عالية من التعقيد.
ويراقب المستثمرون والمتداولون والبنوك الكبرى على مستوى العالم عن كثب الصراع المتصاعد بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين والقصف الذي يستهدف قطاع غزة وهو الصراع الذي لديه القدرة على تعطيل سلاسل التوريد وتوسيع نطاقه ليتحول إلى أزمة أكبر.
ويعمل هذا التركيز المتزايد على تعزيز جاذبية الذهب كخيار استثماري أكثر أمانًا وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، وعلى الرغم من العائدات المرتفعة، شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 9٪، ليصل إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر.
وقد أدى القرار الاستراتيجي الذي اتخذه المستثمر الأمريكي البارز "بيل أكمان" بتغطية مركزه المكشوف للسندات بسبب هذه المخاطر الجيوسياسية إلى تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية ويقدم هذا التطور الدعم لمزيد من ارتفاع أسعار الذهب.
ويقع السعر اليومي للذهب حاليًا عند 1976.28، ويتداول فوق المتوسطين المتحركين لمدة 200 يوم و50 يومًا ومستوى الدعم الرئيسي عند 1930.64، مما يؤكد بشكل أكبر على معنويات السوق الصعودية للذهب.
ومما يزيد من تعقيد ديناميكيات السوق التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" بشأن التزام بنك الاحتياطي الفيدرالي بالحد من التضخم ونظرًا لتأثره الشديد بهذه التوترات الجيوسياسية وتغير عوائد سندات الخزانة الأمريكية، تظل توقعات الذهب صعودية في هذه البيئة المتقلبة.