عاجل| هل تدعم أمريكا إسرائيل في تنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة؟
على الرغم من الدعم المطلق إلى جانب الضوء الأخضر الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي، لممارسة أقصى أنواع الهمجية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا أن أمريكا لا ترغب ولا تشجع الجانب الإسرائيلي على الاجتياح البري لغزة.
كما بدأ الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال يأتي بمردود عكسي، بعدما سجلت التقارير الحقوقية والصحفية كم المجازر التي يرتكبها الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، وسقوط مئات الشهداء من الأطفال والنساء؛ نتيجة القصف العشوائي والهمجي، مما أحدث حالة من التذمر في صفوف وزارة الخارجية الأمريكية، انعكس في تقديم عدد من الموظفين استقالتهم؛ احتجاجا على الدعم المطلق للكيان الإسرائيلي.
ووفق رويترز، فإن أمريكا تقدمت بمشروع قرار في مجلس الأمن يتضمن ضرورة التزام الدول بالمعاير الدولية وهي تدافع عن حق الدفاع عن النفس، إلا أن مشروع القرار لم يتضمن دعوة لوقف إطلاق النار.
مراقبين أكدوا أنه رغم الدعم المطلق لإسرائيل إلا أنها لا تريد قيام إسرائيل بغزو بري لقطاع غزة، لعدة أسباب يوضحها المحلل السياسي العراقي محمد علي الحكيم: فيقول إن الزيارات المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومن بعده الرئيس بايدين في المنطقة كانت تحمل في طياتها العديد من الرسائل لبعض الأطراف، لكن الأهم كانت الى قطر، حيث طالب بلينكن القطريين بالمتوسط لدى حماس بالأفراج عن الأسرى والرهائن الأمريكان الـ 27 مقابل تعهد الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على إسرائيل بوقف الاجتياح البري ووقف التصعيد على غزة.
يقول المحلل السياسي محمد علي الحكيم: "هناك مخاوف دولية وبالتحديد أمريكية من امتداد وتوسيع رقعة الحرب على الجبهتين السورية واللبنانية، والذي لا يصب لصالح الولايات المتحدة، لذلك واشنطن تعمل المستحيل لعدم اتساع رقعة الحرب، خلافا لرغبة إسرائيل الذي تريد جر وانخراط أمريكا لساحة الصراع".
يوضح الحكيم أن إسرائيل تسعى لتوسيع دائرة عدوانها لتشمل دولا في المنطقة، لاسترجاع القليل من كرامتها وسمعتها الذي تزلزلت واندثرت بعد 7 أكتوبر، لكن رغم المزايدات الأمريكية والدعم اللا محدود لإسرائيل، الا ان الولايات المتحدة تعمل على عدم توسيع رقعة الحرب لأنها تتعارض مع مصالحها بسبب انشغالها بساحات أخرى مثل الحرب (الاكرانية الروسية) وكذلك الحرب الاقتصادية مع الصين.
المحلل السياسي محمد علي الحكيم يقول إن انخراط أمريكا بأي حرب في الشرق الأوسط سيصب لصالح روسيا والصين وسيخفف عنهم الكثير، لذلك حسب المعطيات السياسية لم نشهد أي تدخل أمريكي بصورة مباشرة إلا الدعم اللامحدود بمعية حلفاءها الغربيين للكيان الإسرائيلي، إذن لا يمكن حل القضية الفلسطينية الا بتدخل (روسي) مباشر لتحقيق توازن القوى.
قال الباحث العراقي هناك خلافات وهروب جماعي بين صفوف الجنود الإسرائيليين ورفضهم المشاركة بمعركة اقتحام غزة، مما تسبب بنشوب خلافات بين القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين وانسحاب كبار القادة مما تسبب بأزمة كبيرة داخل الكيان بسبب وجود الأسرى والرهائن لدى حركة حماس واقتحام غزة.
لفت إلى أن انخراط أي جبهة خارجية بالحرب بصورة مباشرة ستحرق منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وستعرض القواعد والمصالح الأمريكية وكذلك إسرائيل أمام مرمى الصواريخ من عدة جبهات، لذلك الجميع حذر في اتخاد القرارات والاكتفاء بإبراز العضلات وتخويف الخصوم بالعصى الغليضة.