أستاذ علوم سياسية: الموقف المصري منع القضية الفلسطينية من الانهيار
أكد الدكتور رضا فرحات؛ أستاذ العلوم السياسية أن البيان المصري الذي صدر بعد قمة السلام كان قويا ومعبر عن إرادة مصر وموقفها منذ اندلاع الأزمة.
وقال فرحات خلال برنامج "صالة التحرير" المذاع على قناة "صدى البلد": "البيان يعبر عن الخارطة التي أعدها مجلس الأمن القومي المصري ورغبة شعب مصر الذي عبر عنها من خلال التجمعات التي نزلت إلى الميادين والرافضة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني".
وأضاف: "القضية كادت أن تنهار بالكامل لولا الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين؛ لأن فكرة السماح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم هي عودة للخطأ الأكبر الذي حدث في عام 1948 وترك الفلسطينيين للأراضي وإقامة مستوطنات إسرائيلية مكان منازلهم".
وتابع: "ما حدث الفترة الماضية اعطي مبرر لإسرائيل والغرب كزريعة للعدوان؛ الواقع هو أن الاستفزازات المستمرة من الجانب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني؛ كان هناك اعتداءات وضرب وتجويع وحصار وكل ذلك يؤدي إلى رواسب؛ هناك احتلال لارض فلسطينية وهناك مقاومة شرعية ضد الاحتلال".
وواصل: "انسحاب إسرائيل من غزة كان إعادة انتشار للقوات؛ غزة بالنسبة لإسرائيل هي جهنم وهي لا تستطيع البقاء فيها؛ بناء الجدار العازل والقبة الحديدة وكل إجراءات الأمن أفسد فكرة الامن الإسرائيلي؛ الأمن لن يأتي إلا بالسلام والسلام العادل لا يأتي سوى من خلال حل الدولتين".
وأكمل: "اخفاق القمة في اصدار بيان لا يقلل من أن هذا هو أول محفل دولي يجمع دول ذات أهمية ويحاول أن يغير وجهة النظر الأوروبية والأسيوية ويلقى بظلال على الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة التي أصبحت تشكل جرائم حرب".
وفشلت قمة السلام في اصدار بيان ختامي يطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بعد تعنت الجانب الأوروبي فيما قامت رئاسة الجمهورية بإصدار بيان يوضح كافة الطروحات التي كانت مصر تسعى إليها.
وأشارت مصادر دبلوماسية رفيعة إلى أنه لن يكون هناك بيان ختامي بسبب خلافات بين المجموعة العربية وممثلي الغرب المشاركين في القمة، الذين عرقلوا صدوره.
وأضافت المصادر: "رغب ممثلو الغرب في أن يتضمن البيان فقط إدانة لحركة حماس بينما رفضوا إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة، أو المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر".
وتابعت: "لهذا خرجت الرئاسة المصرية ببيان عبر عن وجهة نظرها في الأزمة، وأشار إلى ما كانت تتطلع إليه مصر عبر دعوتها لهذه القمة".