بعد 14 يومًا من الحصار.. غزة تستقبل أول المساعدات عبر معبر رفح
دخلت أولى المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة، حيث تتزايد حاجة السكان إلى الغذاء والدواء بعد أسبوعين من القصف المكثف والحصار المحكم من قبل إسرائيل.
وتحمل الشاحنات العابرة من مصر أطنانًا من مساعدات الإغاثة المرسلة إلى غزة، ودخلت عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء، وهو المنفذ الوحيد للقطاع إلى الخارج الذي لا تشرف عليه إسرائيل.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من مؤتمر صحفي عقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام معبر رفح، أشار خلاله إلى شروط تعرقل انطلاق شاحنات المساعدات إلى غزة.
ولم يعلن حتى الآن عن مضمون الاتفاق الذي بموجبه تم السماح بعبور الشاحنات، وما إذا كان يتضمن إجلاء الرعايا الأجانب من غزة أو عبور العالقين الفلسطينيين في مصر إلى القطاع.
وفتح المعبر بعد ساعات من إعلان حماس الإفراج عن رهينتين أمريكيتين، من بين عشرات الرهائن المحتجزين لدى الحركة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري.
ولا تزال عشرات الشاحنات مصطفة أمام المعبر وفي مدينة العريش منذ السبت الماضي، في انتظار الضوء الأخضر لعبورها إلى الجانب الفلسطيني من المعبر.
وتتكون قافلة المساعدات أمام معبر رفح من حوالي 200 شاحنة، تحمل أغذية وعبوات مياه وملابس وأدوية، 120 شاحنة منها محملة بمساعدات من مصر والبقية من المواد الإغاثية الدولية.
وعملت مصر خلال الأيام الأخيرة على إصلاح الجانب الفلسطيني من المعبر، بعدما تضرر بشدة من جراء تعرضه لقصف إسرائيلي عدة مرات.
ويواصل مطار العريش القريب من المعبر استقبال طائرات المساعدات الإنسانية، من دول ومنظمات عدة.
وبلغ إجمالي المساعدات التي وصلت مدينة العريش 3 آلاف طن من المواد الغذائية والدوائية.
وكشف منسق قافلة المساعدات أمام معبر رفح محمد راجح، تفاصيل أول دفعة مساعدات تدخل إلى قطاع غزة بعد الإعلان رسميا عن فتح المعبر، صباح السبت.
وأكد راجح أن الأولوية لشاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية الإغاثية العاجلة، مشيرا إلى أنه تم تجهيز شاحنتي أدوية من القافلة المصرية، بالإضافة إلى 18 شاحنة بمعرفة الهلال الأحمر المصري من المواد الإغاثية الدولية التي وصلت عبر مطار العريش.
ومن جانبه، شدد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن جريفيث على أن هذه القافلة يجب ألا تكون الأخيرة.
وأعرب جريفيث -في بيان- عن ثقته بأن عملية إيصال المساعدات هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة ودون عوائق.
وفي وقت سابق، عبرت شاحنات المساعدات الإنسانية (20 شاحنة) إلى قطاع غزة المحاصر تحمل لافتات الهلال الأحمر المصري من معبر رفح.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون عوائق إلى قطاع غزة.
وأشار جوتيريش -في كلمة أمام قمة القاهرة للسلام- إلى أن شاحنات المساعدات تصطف عند معبر رفح ولا تصل إلى غزة بسبب التناقضات.
وقال إنه يجب إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني لأن مطالبه عادلة وشرعية، ويجب تطبيق القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين في غزة، كما يجب تنظيم المساعدات الإنسانية إلى غزة بطريقة مستدامة وآمنة.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة ببذل جهود منسقة من جانب المجتمع الدولي لتجنب امتداد الصراع على نطاق إقليمي أوسع.
وبدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن الإمدادات المتجهة حاليًا إلى قطاع غزة لن تتمكن من تلبية سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الصحية المتصاعدة مع استمرار الأعمال القتالية.
ودعت المنظمة، في بيان، إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون انقطاع عبر معبر رفح الحدودي إلى غزة.
وذكرت المنظمة أنها تعمل مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لضمان المرور الآمن لهذه الإمدادات الحيوية وتوصيلها إلى المستشفيات والمرافق الصحية.
كما دعت إلى حماية الطواقم الإنسانية في قطاع غزة، مع العمل على ضمان تسليم المساعدات إلى من هم في أشد الحاجة إليها.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن تلك الإمدادات تشمل أدوية علاج الصدمات والأمراض المزمنة والأدوية الأساسية.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، إن قافلة المساعدات الإغاثية، التي بدأت في دخول قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، تضم 20 شاحنة تحمل أدوية ومستلزمات طبية وكمية محدودة من المواد الغذائية (معلبات).
وأضاف معروف، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي عبر فيسبوك، أن من المهم تدشين ممر آمن لتوفير الحاجات الإنسانية والخدماتية، ويسمح بخروج الجرحى لتلقي الرعاية.
وتابع أنه بالتزامن مع بدء دخول القافلة الأولى المحدودة من الاحتياجات الأساسية عبر معبر رفح، ننتظر أن تقوم وكالة الأونروا -كونها جهة استلامها- بواجبها في توجيه هذه الاحتياجات لمستحقيها في شتى أماكن قطاع غزة.
وشدد معروف على أن هذه القافلة المحدودة لن تستطيع تغيير الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، مؤكدا ضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم وإدخال كافة الاحتياجات الضرورية للقطاعات الخدماتية والإنسانية بصورة عاجلة في ضوء قرب نفاد الوقود واستنزاف مخزون الأدوية والمستهلكات الطبية ووصوله للمستوى الأدنى، وشح المواد الغذائية وانعدام الكهرباء، على حد قوله.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، إن بريطانيا تضغط من أجل استمرار تدفق المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، وذلك بعد دخول أول شاحنات مساعدات إلى القطاع منذ بدء الحرب مع إسرائيل.
وقال كليفرلي على منصة X (تويتر سابقًا)، إن هذه المساعدات تعتبر شريان الحياة للذين يعانون، لكن ينبغي ألا تكون لمرة واحدة.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن المملكة المتحدة الضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن تصفية القضية الفلسطينية بدون حل عادل أمر لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر.
وعبر السيسي، في كلمته أمام قمة القاهرة للسلام، عن دهشة مصر من وقوف العالم متفرجًا أمام أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها 2.5 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف أن الفلسطينيين في غزة يفرض عليهم عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسري، في ممارسات نبذها العالم المتحضر الذي أبرم الاتفاقيات وأسس القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لتجريمها ومنع تكرارها.
وقال السيسي: نؤكد على دعوتنا لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء، مشيرًا إلى انخراط مصر في جهود مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأضاف: نجدد رفضنا للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى سيناء، ونعتبر ذلك تصفية نهائية لقضيتهم.
وتنعقد في القاهرة اليوم السبت قمة السلام بحضور زعماء الدول والمسؤولين لبحث سبل حل القضية الفلسطينية.
وتهدف القمة إلى تخفيف حدة الصراع الراهن بين إسرائيل وحماس، والعمل على حماية المدنيين في قطاع غزة المُحاصر منذ أسبوعين، وفتح ممرات آمنة.
كما تشمل أولويات القمة - بحسب مصادر دبلوماسية- الوقف الفوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال مُستدام للمساعدات والإمدادات لقطاع غزة الذي يرزح تحت وطأة أوضاع إنسانية صعبة، فضلا عن السعي للشروع العاجل في تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي القائم على مبدأ حل الدولتين.
وتواصل إسرائيل عدوانها على غزة وشن غارات مكثفة على القطاع، مخلفة دمارا هائلا وأكثر من 4100 شهيد، و13 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، كما تواصل قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن سكان غزة.