الأمم المتحدة: مصر الآن مركز الدبلوماسية في الأزمة بين إسرائيل وغزة
أكد موقع "يو إن ديسباتش" المهتم بأخبار الأمم المتحدة أن مصر أصبحت بسرعة، وكما هو متوقع، حجر الزاوية بالنسبة للجهود الدبلوماسية بشأن الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين.
واختتم أنطونيو جوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، مؤتمرا صحفيًا مشتركًا مع وزير الخارجية سامح شكري في أعقاب مباحثات هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، بعد انسحاب مصر وفلسطين والأردن من قمة عمان بالأردن التي لم تعقد من الأساس.
وكانت آخر زيارة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقاهرة يوم الأحد الماضي ويقيم مارتن جريفيث، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، في مصر منذ يوم الثلاثاء.
وطرح الموقع هذا السؤال لمهم: "لماذا مصر ولماذا الآن؟"
ويبدو أن إملاءات الجغرافيا والسياسة لديها الكثير لتقدمة إجابة لهذا السؤال، فبالأمس، فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يطالب بوقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بمفردها، مما أدى إلى منع دخول القرار حيز التنفيذ - حتى مع تصويت الحلفاء الرئيسيين الآخرين لصالح القرار.
وكان السبب الظاهري لاستخدام أمريكا حق النقض هو أن القرار لم يؤيد صراحة حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن النفس ولكن قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار وتعتبر واشنطن ذلك بمثابة مطالبة إدارة بايدن للحكومة الإسرائيلية بإلقاء أسلحتها ولم يكن ذلك ليحدث، خاصة أثناء وجود بايدن في إسرائيل، فإنما سافر بايدن، في الأساس، ليبدي دعمه لإسرائيل، وليؤكد في أكثر من رسالة رؤيته بأن دعم إسرائيل وأوكرانيا من ثوابت الأمن القومي الأمريكي ويجلب النفع لأجيال من الأمريكيين، على حد تعبيره.
ومع عدم احتمال وقف إطلاق النار في المستقبل القريب، فإن الطريق الوحيد المعقول لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين في غزة يمر عبر معبر حدودي واحد مع مصر، هو معبر رفح وتعمل الأمم المتحدة على تجهيز آلاف الأطنان من المساعدات على الجانب المصري من الحدود، في حين تقطعت السبل بمئات الآلاف من سكان غزة على الجانب الآخر من المعبر وهم في أمس الحاجة إليها.
وحتى زيارة بايدن أمس، لم يكن من المرجح أن تسمح الحكومة الإسرائيلية بدخول المساعدات إلى غزة ولكن ذلك تغير بعد لقاء بايدن مع نتنياهو ووافقت إسرائيل، من حيث المبدأ، على السماح بمرور بعض المساعدات عبر معبر رفح ويتطلب تدفق المساعدات فعليًا إجراء مفاوضات مع مصر، ومن هنا جاءت موجة النشاط الدبلوماسي الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، أعلن الرئيس السيسي أيضًا أنه سيستضيف قمة دولية حول الأزمة في نهاية هذا الأسبوع، وتشير التقارير الأخيرة إلى أن قادة من تركيا وقطر قد يحضرون القمة تلبية لدعوة السيسي، ومع تحول مصر إلى مركز الدبلوماسية الدولية بشأن الأزمة بين إسرائيل وغزة، هناك حديث نشط بين المراقبين عن بعض الاعتبارات السياسية والدبلوماسية والمحلية التي تدفع الرئيس السيسي وحكومته إلى اتخاذ القرارات في الوقت الحالي. من الواضح أن مصر لديها دور مهم تلعبه، فكيف تبدو الرؤية من مصر؟
وتعتقد نانسي عقيل، رئيسة مركز السياسة الدولية، وهو مركز أبحاث في العاصمة الأمريكية واشنطن، أن الرئيس السيسي يدرك جيدًا أن الشعب العربي والسكان العرب بالمنطقة يتواصلون مع بعضهم البعض كما يدرك أن المشاعر متقاربة جدا وقد شهدت المنطقة مظاهرات في مصر وكذلك المغرب والأردن ولبنان، وحتى في تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، وأبدى السيسي معارضته الواضحة للغاية لفكرة نقل عدد كبير من الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وقال بشكل لا لبس فيه إنه لن يقبل ذلك تحت أي ظرف.