سخرية السيسي تدفع العالم للبحث المكثف عن تاريخ صحراء النقب
سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب مباحثاته مع المستشار الألماني "أولاف شولتز" في القاهرة، وكان الرئيس السيسي قد أشار إلى أن إسرائيل يمكنها استضافة اللاجئين الفلسطينيين في صحراء النقب بدلًا من الإصرار على تهجير الفلسطينيين، إذ يمكن تنقل المتضررين من القتال في غزة إلى الصحراء في جنوب إسرائيل بدلا من مطالبة القاهرة باستضافتهم.
وقالت الصحيفة إن السيسي يحث على إعمال العقل والحكمة فمن باب أولى أن تضطلع إسرائيل بمسؤوليتها كسلطة احتلال، ومن باب أولى أن تتحمل عبء اللجوء القسري إذا رأت أنه ضرورة لأمر ما، لا أن تلقي بتبعات التهجير القسري على عاتق دولة أخرى ذات سيادة.
وأضافت الصحيفة: "تعارض مصر استضافة سكان غزة على أراضيها رغم تعرضها لضغوط أمريكية وإسرائيلية شديدة للسماح للاجئين بعبور الحدود إلى شبه جزيرة سيناء هربًا من حملة القصف الإسرائيلي والغزو البري المتوقع" لذا فقد حذر السيسي خطورة تهجير الفلسطينيين كما حذر بعبارات واضحة من أنه "إذا تم نقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر... ستتحول سيناء إلى قاعدة للعمليات ضد إسرائيل، وفي هذه الحالة سيتم تصنيف مصر كقاعدة للإرهابيين"، ولفت الرئيس إلى أن تهجير سكان غزة إلى سيناء سيتبعه تهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن، وبالتالي ضياع المقاومة وضياع القضية الفلسطينية التي يتحدث عنها المجتمع الدولي.
وفي أعقاب حرب فلسطين في عام 1948، بعد قيام الدولة اليهودية، تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر، مما حول مدينة رفح إلى مخيم للاجئين وأكد السيسي أن “التهجير القسري للفلسطينيين لا يمكن تنفيذه” وأعاد حديث الرئيس عن النقب تسليط الأضواء على تلك المنطقة التي طالما كانت بندًا حاضرًا في مشروعات تهجير الفلسطينيين، أو ضمن صياغات متباينة لمشروعات ما يُعرف بتبادل الأراضي، وطرحت فكرة النقب بوصفها وجهة بديلة لتهجير الفلسطينيين منذ خمسينات القرن الماضي، من دون أن تحقّق نتائج تُذكر، نتيجة الرفض المتكرر لها إقليميًا ودوليًا، بحسب متخصصين في الشؤون الإسرائيلية.
وتمتد صحراء النقب في المناطق الجنوبية للأراضي الفلسطينية المحتلة بمساحة تتجاوز 14 ألف كيلومتر مربع، وتشترك حدودها مع الأردن شرقًا وصحراء سيناء غربًا، ويفصلها عن البحر الأحمر مدينة إيلات من جهة الجنوب، أما من الجهة الشمالية فتعد مدينة الخليل من أقرب المدن الفلسطينية إليها.
ورغم هذه المساحة الشاسعة؛ فإن عدد السكان بها محدود، ولا يتجاوز وفق تقديرات فلسطينية 100 ألف مواطن، يعيشون في نحو 46 قرية، منها 36 لا تعترف بها سلطات الاحتلال، ويتراوح تعداد سكان الواحدة منها بين 400 حدًا أدنى و5000 حدًا أقصى.