وسط تحذيرات من اتساع الصراع.. صواريخ حماس تصل الكنيست وإسرائيل تلمح لاحتلال غزة
في اليوم الحادي عشر من عملية طوفان الأقصى، قصفت المقاومة الفلسطينية القدس المحتلة وتل أبيب ومدنا أخرى بدفعات صاروخية تسببت في قطع جلسة للكنيست واجتماع أمني كان يحضره وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في حين استمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة بلا هوادة، ليرتفع عدد الشهداء والجرحى.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، قصف أكثر من 200 هدف في قطاع غزة، قال إنها مواقع للبنى العسكرية التابعة لحركتيْ حماس والجهاد الإسلامي في القطاع، فضلًا عن قتل مسؤول ملف الأسرى لدى حركة حماس أسامة المزيني.
وأضاف جيش الاحتلال في بيان، أن طائراته الحربية أغارت خلال اليوم الأخير على أكثر من 200 البنى العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في القطاع، واستهدفت مقرات قيادة للمنظمتين في أرجاء القطاع، وقضت على نشطاء فيهم.
وأفاد جيش الاحتلال بأنه تمنكن من تصفية أسامة المزيني رئيس مجلس شورى حماس، والذي كان مسؤولًا عن ملف الأسرى، كما تم استهداف مبنى بنك تستخدمه حماس لتمويل نشاطاتها في قطاع غزة وعدد من الأنفاق تحت الأرض.
وفي المقابل، أطلقت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، رشقة صواريخ متزامنة تجاه مدينتي القدس وتل أبيب، للمرة الأولى منذ نحو أسبوع.
وتسببت ذلك بقطع جلسة للكنيست الإسرائيلي ونزول أعضائه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الملاجئ.
وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس للمرة الأولى، أن لدى المقاومة ما بين 200 و250 أسيرا، وتعهد بإطلاق سراح الأسرى الأجانب حينما تسمح الظروف الميدانية.
وفي وقت سابق، نفى مكتب الإعلام الحكومي في غزة ما تردد عن التوصل إلى اتفاق على هدنة مؤقتة جنوبي غزة، تؤدي إلى فتح معبر رفح.
في غضون ذلك، أكدت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن عدد النازحين داخل القطاع تجاوز المليون، ووصفت الدمار هناك بأنه غير مسبوق.
وعلى وقع تتطور الأوضاع في غزة، توقع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حصول ما وصفها بأعمال استباقية قد تنفذها الفصائل الموالية لطهران، خلال الساعات المقبلة.
وعبرت روسيا عن قلقها من اتساع القتال الحالي في قطاع غزة، وتحوله إلى صراع إقليمي، ودعت لإيصال المساعدات للمدنيين في القطاع بشكل عاجل.
وبحث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع تطيره الأمريكي جو بايدن تطورات الوضع في غزة، مستجدات الوضع الإقليمي المتوتر والتصعيد العسكري في قطاع غزة.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية أمس الاثنين، فإن الرئيسين يؤكدان ضرورة احتواء الصراع بين إسرائيل وحماس حتى لا يهدد أمن المنطقة.
كما يتفقان على أن الأولوية تتمثل في حماية المدنيين وإيصال المساعدات إلى غزة، ودفع الجهود المبذولة لإحياء مسيرة السلام.
وتزامنا مع القصف الإسرائيلي العنيف لقطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال حشد قواته وآلياته العسكرية على طول الحدود مع القطاع غزة، استعدادا لتوغل بري وشيك وفق تصريحات القادة الإسرائيليين.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في بيان، أن المدرعات مع القوات البرية مستعدة وجاهزة لدخول غزة.
وقبيل ذلك قال متحدث باسم جيش الاحتلال -في بيان نشرته هيئة البث الإسرائيلية- إن الجيش يجري الآن تدريبات تمهيدًا للدخول إلى قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال عبر منصة X (تويتر سابقا)، إنه يستعد حاليًا للمناورة في القطاع الجنوبي، والمدرعات مع القوات البرية مستعدة وجاهزة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على وضع خطة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة دون أن تستفيد منها حركة حماس الفلسطينية.
وأصدر بلينكن هذا الإعلان بعد مفاوضات استمرت 9 ساعات مع نتنياهو امتدت حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وتعطل اجتماعهما بسبب صفارات إنذار حذرت من إطلاق صواريخ فلسطينية، ما أجبرهما على الاحتماء لفترة وجيزة في مخبأ.
وكان بلينكن يجري لليوم الخامس على التوالي جهودًا دبلوماسية على مدار الساعة في المنطقة، وعاد إلى إسرائيل بعد زيارة 6 دول عربية في غضون 4 أيام.
وشملت جولة بلينكن خلال الأيام القليلة الماضية، إسرائيل والأردن والبحرين وقطر والإمارات والسعودية ومصر.
وسعى جزئيًا إلى معالجة الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة حيث أدى القصف الإسرائيلي ردًا على هجوم حماس في إسرائيل إلى استشهاد نحو 2800 فلسطيني، بينما أجبر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم.
وفي حين أعلنت منظمة الصحة العالمية استشهاد 2800 في غزة، وإصابة 11 ألفا، نصفهم من النساء والأطفال، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن لا هدنة إنسانية بالقطاع في هذه المرحلة.
فيما قال متحدث عسكري إسرائيلي إن وضع غزة بعد الهجوم الإسرائيلي المزمع على القطاع الفلسطيني سيكون قضية عالمية مطروحة للنقاش الدولي.
وأردف الأميرال دانيال هاجاري خلال مؤتمر صحفي ردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستحتل القطاع بالكامل: لدينا كل التصورات النهائية.
كما أضاف أن مجلس الوزراء يناقش أيضا الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه الأمر في غزة، فمسألة كيف سيبدو الوضع في هذه المنطقة قضية عالمية، في إشارة إلى أن كل الاحتمالات واردة، ومن ضمنها احتلال القطاع.
وفيما تقبع غزة تحت الحصار والدمار والقصف الإسرائيلي العنيف منذ 11 يومًا، تكدست مئات شاحنات الإغاثة عند معبر رفح مع مصر بانتظار الإذن لدخولها إلى القطاع، بعد مساعٍ أمريكية من أجل فتح وإدخال المساعدات مقابل خروج عدد من المدنيين الأجانب.