الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مساعدات غزة تنتظر "الممر الآمن"

الرئيس نيوز

مع بداية اليوم العاشر من عملية طوفان الأقصى، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة بلا هوادة، ليرتفع عدد الشهداء إلى 2750 والجرحى إلى 9700، ونفى ما تردد عن التوصل إلى اتفاق على هدنة مؤقتة جنوبي غزة، تؤدي إلى فتح معبر رفح للمساح بمغادرة الأجانب، ودخول مساعدات للمحاصرين بالقطاع.

وقال وزير الخارجية سامح شكري، إن إسرائيل لم تتخذ حتى الآن موقفًا يتيح فتح معبر رفح من ناحية غزة للسماح بدخول مساعدات أو خروج مواطنين من دول ثالثة.

وأضاف شكري، في مؤتمر صحفي مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا في القاهرة، إن مصر مستعدة لإدخال المساعدات إلى غزة وخروج مواطني الدول الثالثة وعمل معبر رفح بوتيرته الطبيعية، معبرًا عن أمله في حدوث انفراجة بهذا الصدد.

وحذر وزير الخارجية من أن الأمر خطير لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من احتياج شديد، مشيرا إلى أنه ليس هناك مياه أو أطعمة أو أدوات طبية ولا مأوى لمن أجبروا على النزوح.

ومن جانبها، أكدت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا أن منظمات الأمم المتحدة كشفت أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية، مضيفةً أنه يجري التواصل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتمرير المساعدات إلى غزة.

ورحبت وزيرة خارجية فرنسا بمبادرة مصر لعقد مؤتمر إقليمي دولي حول السلام بالشرق الأوسط، داعيةً إلى إعادة فتح أفق سياسي للسلام في الشرق الأوسط.

واتفقت مصر وفرنسا على ضرورة الوقف الفوري للعنف في قطاع غزة لتجنب المنطقة مخاطر أكبر، كما أكد الجانبان رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل كاترين كولونا، اليوم الاثنين، وتم التوافق على ضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلًا عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم واحترام القانون الدولي الإنساني.

وشدد السيسي على ضرورة خفض التصعيد، فضلًا عن رفض تعريض المدنيين لسياسات العقاب الجماعي من حصار وتجويع أو تهجير.

وأشار السيسي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا على أن ذلك يستوجب تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته بتوفير الاستجابة الإنسانية والإغاثية العاجلة لأهالي القطاع والتخفيف من وطأة معاناتهم.

كما توافق الجانبان على أهمية العمل الدولي الحثيث نحو تسوية القضية الفلسطينية من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل على أساس حل الدولتين وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية، وبما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.

وبدورها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، الاثنين، أن أكثر من مليون فلسطيني في غزة، أي ما يقرب من نصف عدد سكان القطاع، نزحوا منذ بدء المواجهة بين إسرائيل وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر.

وذكرت الأونروا، في بيان، أن هناك نحو 600 ألف نازح في المنطقة الوسطى وخان يونس ورفح بقطاع غزة، من بينهم حوالي 400 ألف في مرافق الوكالة الأممية.

وأشارت إلى أن ذلك يتجاوز بكثير قدرتها على المساعدة بأي طريقة مجدية، بما في ذلك توفير المساحة في ملاجئها والغذاء والمياه، مضيفة أنه لا توجد حاليًا أعداد كافية من أكياس حفظ الموتى في غزة.

وقالت الأونروا إنها أرسلت فريقًا إلى مصر للاستعداد لاحتمالية فتح ممر إنساني لإدخال مساعدات إلى غزة.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث إنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط لدعم المفاوضات التي تسعى لإيصال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

وأضاف جريفيث أن مكتبه يجري مناقشات عميقة مع إسرائيل ومصر وجهات فاعلة أخرى، وأنه سيتوجه غدًا الثلاثاء إلى المنطقة لمحاولة المساعدة في المفاوضات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الاثنين، إنه سمع خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط وجهة نظر مشتركة تتمثل في منع اتساع رقعة الصراع في غزة وإيصال المساعدات للقطاع.

وشملت جولة بلينكن خلال الأيام القليلة الماضية، إسرائيل والأردن والبحرين وقطر والإمارات والسعودية ومصر.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة تعمل مع مصر وإسرائيل والأمم المتحدة لإعادة فتح معبر رفح.

وركز بلينكن خلال زيارته أمس الأحد إلى القاهرة على قضية المساعدات الإنسانية، حيث قام بتعيين الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والخبير بالشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد موفدا للمساعدات إلى غزة.

وشدد مفوض السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أنه يجب منح حق الوصول دون عوائق للأمم المتحدة إلى غزة.

وأكد بوريل أن المعاناة الإنسانية لا يمكن أن تكون ورقة مساومة، مشيرا إلى أن الأولوية اليوم هي الحيلولة دون الانهيار التام لقطاع الصحة في غزة.

وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر في غزة، إن هناك كارثة في القطاع في ظل القصف الإسرائيلي المستمر، لافتا إلى انقطاع إمدادات المياه والغذاء والدواء عن السكان المحاصرين.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش -أمس الأحد- إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل من دون عوائق إلى غزة.

وقال جوتيريش في بيان، إنه بالنسبة إلى إسرائيل، يجب السماح بشكل عاجل وبدون عوائق بوصول الإمدادات الإنسانية وعاملي الإغاثة من أجل المدنيين في غزة، مشيرا إلى أن هذا الهدف يجب ألا يكون ورقة للمساومة.

وذكر أن المياه والوقود وغير ذلك من الإمدادات الأساسية تنفد من غزة، مشيرا إلى أن لدى الأمم المتحدة مخزونا من الغذاء والماء والمواد غير الغذائية والإمدادات الطبية والوقود، في مصر والأردن والضفة الغربية وإسرائيل.

وتابع أن تلك المواد يمكن إرسالها في غضون ساعات، ولضمان توصيلها يجب أن يتمكن زملاؤنا المتفانون على الأرض وشركاؤنا من المنظمات غير الحكومية، من جلب هذه الإمدادات إلى غزة وأنحائها بدون عوائق لتوصيلها إلى المحتاجين.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن احتياطات الوقود في جميع المستشفيات في قطاع غزة تغطي الاحتياجات لنحو 24 ساعة فحسب.

وأضاف المكتب في بيان، أن توقف المولدات الاحتياطية سيعرض حياة آلاف المرضى للخطر.

وحذر مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية من تداعيات كارثية في حال نفاد الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، وقال إن انقطاع الكهرباء عن المستشفى سيحوله إلى مقبرة للمرضى.

وأعلنت مستشفيات غزة أن أعداد الجرحى فاقت سعتها الاستيعابية، وأن الأطباء دخلوا في مرحلة المفاضلة بين الجرحى للتعامل معهم حسب الأولويات، للحفاظ على حياة أكبر عدد من المواطنين.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الإجلاء القسري لآلاف المرضى من شمال غزة إلى مؤسسات صحية مكتظة وغير قادرة على استيعاب المزيد في جنوب القطاع سيكون بمنزلة حكم بالإعدام.

ودانت المنظمة الأوامر الإسرائيلية المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج أكثر من ألفي مريض في شمال غزة.

وعلى صعيد آخر، دُفنت عشرات الجثث لشهداء مجهولي الهوية في مقبرة جماعية في غزة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن هذه الخطوة تأتي في ظل تراكم عشرات الجثث لشهداء لم يتم التعرف عليهم خلال الأيام الماضية.

وكانت قد نفت إسرائيل أنباء أفادت بالتوصل إلى اتفاق على هدنة مؤقتة في قطاع غزة وفتح معبر رفح لبضع ساعات اليوم الاثنين بما يتيح مغادرة حاملي الجنسيات الأجنبية ودخول المساعدات.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في بيان- إنه لا اتفاق على هدنة حاليا أو إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة في مقابل إخراج الأجانب من خلال معبر رفح.

كما قال المكتب الإعلامي لحركة حماس، اليوم الإثنين، إنه لا معلومات لدى الحركة بشأن الاتفاق على هدنة إنسانية مع إسرائيل.

وكان من المفترض -وفقا لأنباء تناقلتها عدد من وسائل الإعلام- فتح معبر رفح في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.