عاجل| العدوان على غزة.. هل يدفع إيران لفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل؟
بدا أن إيران تحاول الدخول على خط الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، إذ لوح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته للجنوب اللبناني، بأن تدخل حزب الله في الحرب متوقف على السلوك والممارسات الإسرائيلية، من دون أن يوضح ما إذا كان ذلك السلوك متعلق بالقصف الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المحاصر أم توجيه ضربات لعمق الجنوب اللبناني حيث حزب الله.
وخلال الساعات القليلة الماضية حذر الرئيس السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من أن استمرار الأوضاع الخطرة والعقاب الجماعي من قبل إسرائيل لقطاع غزة، سيدفع قوى أخرى في المنطقة للتدخل، مما يزيد الأوضاع تعقيدا.
الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، يقول لـ"الرئيس نيوز": "إيران يهمها إطالة الحرب في غزة واستنزاف إسرائيل لأبعد مدى، لكن عملية دخولها الحرب مباشرة هي مستبعدة للحسابات السياسية الإيرانية المعقدة في المنطقة، ولكن حزب الله وحلفاء إيران قد يكون لهم دور في الدخول في الحرب ضد إسرائيل في حالة الاجتياح البر".
ويتابع: "حزب الله يرى أن دخوله المعركة مهم؛ لأن القضاء على حماس يعد بداية سقوط أوراق الدومينو فبعد نزع قوة حماس من غزة سوف تتجه إسرائيل لمواجهة حزب الله".
يوضح رجب أن الحرب أصبحت حرب وجود وبقاء لحزب الله كما هي حرب وجود وبقاء لحماس، وأن المعادلة الميدانية سوف تحدد بوصلة الحرب، وايران سوف تدعم الوكلاء ولكن من المستبعد أن تدخل في مواجهة مباشرة مع إسرائيل نظرا للدعم الأمريكي والغربي لما يسمى حق الرد الإسرائيلي، وأيضا رسائل الجيش الإسرائيلي بأنه سينفذ أي عملية عسكرية في أي منطقة بالشرق الأوسط للحفاظ على أمن إسرائيل".
ومؤخرا قالت الأركان الإسرائيلية إن الحرب الدائرة حاليا ستغير وجه المنطقة والقوى فيها. لكن بايدين اليوم قال إن إعادة احتلال غزة من قبل إسرائيل سيكون خطأ كبيرا، وسيضر بالمصالح الأمريكية.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في وقت سابق، إن بلاده تدعم حركة حماس، وأنّ فتح "جبهة جديدة" ضدّ إسرائيل في الشرق الأوسط يعتمد على "تصرّفات" الدولة العبرية في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف مكثّف.
ونفى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي دعم بلاده لحماس خلال عملية طوفان الأقصى غير المسبوقة من حيث التكتيك والتحرك والنتائج، حيث قتل نحو 1300 إسرائيلي، وأسر نحو 150 جندي ومستوطن، لكن السيد خامنئي بارك ما تم تنفيذه.
وقال أمير عبداللهيان خلال لقاء مع رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني في بغداد إنّ "مسؤولين في بعض الدول يسألوننا عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة".
وأضاف "قلنا لهم إنّ جوابنا الواضح في ما يتعلق بالاحتمالات المستقبلية هو أنّ كلّ شيء يعتمد على تصرفات الكيان الصهيوني في غزة".
ووصل الوزير الإيراني الى بغداد في إطار جولة في المنطقة تشمل لبنان وسوريا، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالهجوم في غزة.
وحذّرت دول غربية إيران من توسيع نطاق النزاع مع إسرائيل. وخلال زيارة عبد الله يان إلى لبنان قال إنّ "استمرار جرائم الحرب ضدّ فلسطين وغزة سيلقى ردًّا من قبل باقي المحاور، وبطبيعة الحال فإنّ الكيان الصهيوني وداعميه سيكونون مسؤولين عن عواقب ذلك".
وتخشى الولايات المتحدة أن تُفتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، في حال قرّر حزب الله التدخّل بشكل واسع في النزاعات.ولا يزال تدخّل حزب الله الذي يُعدّ الطرف العسكري والسياسي الأبرز في لبنان محدودًا حتى الساعة، لكنّ محلّلين يتوقّعون أن يبادر إلى فتح جبهة جديدة في ما لو بدأت إسرائيل هجومًا بريًا ضد قطاع غزة.
وصرّح الرئيس الأميركي جو بايدن: "لقد وجّهت رسالة واضحة للإيرانيين مفادها: إحذروا".
وفي وقت سابق قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنّه "يجب على كافة الدول الإسلامية والعربية وجميع أحرار العالم، وقف جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من خلال التعاون الجاد"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) عن بيان رئاسية.
وأجرى رئيسي اتصالًا بكلّ من ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان والرئيس السوري بشار الأسد.