تايمز أوف إسرائيل: السيسي يحذر من تجاوز الحملة الإسرائيلية على غزة حدود حق الدفاع عن النفس
سلطت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الضوء على انتقاد الرئيس عبدالفتاح السيسي سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل في قطاع غزة، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكين" في القاهرة.
وقالت الصحيفة إن السيسي أكد أن اليهود المصريين لم يتعرضوا للاضطهاد أبدًا وأبدى معارضة صلبة لقبول نزوح الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، قائلا إن نشاط إسرائيل في غزة “تجاوز حقها في الدفاع عن النفس وأصبح عقابًا جماعيًا" وأكد أن “رد الفعل الإسرائيلي تجاوز الحق في الدفاع عن النفس، وتحول إلى عقاب جماعي لـ 2.3 مليون شخص في غزة".
وقال السيسي لبلينكن في تصريحات أمام الصحفيين: “أنت قلت إنك إنسان يهودي وأنا شخص مصري نشأت بجوار اليهود في مصر ولم يتعرضوا قط لأي شكل من أشكال القمع أو الاستهداف، ولم يحدث قط في منطقتنا أن تم استهداف اليهود”، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية عن اجتماع بلينكن والسيسي إن الجانبين “اتفقا على أهمية معالجة الوضع الإنساني في غزة لضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها والمساعدة في إبقاء المدنيين بعيدًا عن الأذى” وشدد بلينكن أيضًا على تركيز الولايات المتحدة على منع انتشار الصراع وتسهيل المرور الآمن للمواطنين الأمريكيين وأفراد أسرهم من غزة.
وذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الآن من إخراج المواطنين الأمريكيين من غزة عبر معبر رفح المصري مع غزة وأضاف: "كان من الصعب تنفيذ تلك العملية لتسهيل خروجهم... إنها أولوية قصوى"، معترفًا بأنه "لا علم لي بوجود أي شخص آخر قادر على الخروج في هذا الوقت"، وكانت مصر قد أعلنت، الأحد، أنها تخطط لاستضافة قمة حول “مستقبل القضية الفلسطينية” وعقد السيسي اجتماعًا لمجلس الأمن القومي، الأحد، تناول “التصعيد العسكري في غزة” وأكد مجلس الأمن القومي المصري يوم الأحد إن “الأمن القومي المصري خط أحمر ولن يكون هناك تهاون في حمايته”.
وقد دفعت الإدارة المصرية إلى بذل جهود دبلوماسية مع الحلفاء والجماعات الإنسانية من أجل "تهدئة" الصراع و"توصيل المساعدات المطلوبة" - والتي تراكم الكثير منها في مصر في انتظار القدرة على العبور إلى غزة وكرر المجلس المصري في اجتماعه، الأحد، تصريحات السيسي السابقة “الرافضة والمستنكرة لسياسات التهجير أو محاولات القضاء على القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار” وفي الأيام الثمانية التي تلت طوفان الأقصى وقتل أكثر من 1300 إسرائيلي في هجوم مفاجئ، ردت إسرائيل بحملة قصف مكثفة أودت بحياة أكثر من 2300 شخص في غزة، والتي تقول إنها تهدف إلى تدمير قيادة حماس والبنية التحتية العسكرية بأكملها.
وكانت إسرائيل قد أصدرت تحذيرات لأكثر من مليون من سكان شمال غزة مطالبة إياهم بالفرار إلى جنوب القطاع قبل المعارك البرية المتوقعة التي ستتركز في مدينة غزة وما حولها وبالفعل نزح عدة مئات من الآلاف إلى الجنوب.
القيادة المصرية تستنكر العقاب الجماعي
وسلط موقع "أكسيوس" الأمريكي الضوء على وصف السيسي رد إسرائيل المستمر على هجوم حماس بأنه عقاب جماعي، وأبلغ السيسي وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأن رد إسرائيل على هجوم حماس تحول من الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي.
وعن سبب أهمية تصريحات السيسي، قال موقع أكسيوس: “إنها أقوى تعليقات مصر ضد الرد الإسرائيلي منذ بدء الحرب ويأتي ذلك أيضًا وسط أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث نزح مئات الآلاف ونفذت المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات بسرعة وقتل أكثر من 1300 إسرائيلي و2300 فلسطيني منذ بدء الحرب”.
كما أخبر السيسي بلينكن أن عدم وجود أي أفق سياسي للفلسطينيين أدى إلى "انفجار الغضب" وقال إن الأزمة الحالية خطيرة للغاية ويمكن أن تكون لها عواقب على المنطقة بأكملها وقال الرئيس أيضًا إن هناك حاجة ملحة لخفض التصعيد ودخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وعن الصورة الكبيرة، علق الموقع الأمريكي: "بلينكن موجود في المنطقة منذ أربعة أيام في إطار جهد دبلوماسي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح المدنيين الذين تحتجزهم حماس كرهائن، ومنع الصراع من التحول إلى حرب إقليمية وقد عاد إلى إسرائيل اليوم الاثنين ومن المقرر أن يلتقي برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع اقتراب العملية البرية الإسرائيلية في غزة.