مقارنات بين تعامل بايدن وترامب مع إسرائيل تثير الجدل داخل أمريكا
طغت المقارنة بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، أبرز السياسيين في الحزب الديمقراطي، وسلفه الجمهوري دونالد ترامب على تغطيات الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي.
وركزت المقارنة على عدة جوانب أهمها أسلوب القيادة لكل منهما والسياسة الخارجية التي يتبناها البيت الأبيض في عهد الرئيسين، والتعامل مع إسرائيل.
وقالت صحيفة "ذا هيل" السياسية"، التي تصدر في واشنطن، إن استجابة بايدن لإسرائيل يخلق تناقضا حادًا مع ترامب، ويعتقد المحللان "بريت سامويلز" و"أليكس جانجيتانو" أن رد الرئيس بايدن على هجمات الفلسطينيين ضد إسرائيل ربما منحه نقطة تناقض مع الرئيس السابق دونالد ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وأسلوب القيادة.
وفي أمريكا، لوحظ أن بايدن نال استحسانًا من كل من الديمقراطيين والجمهوريين لدعمه المطلق لإسرائيل، حيث تحدث بعبارات شخصية وعميقة عن تأثير العنف الذي خلف أكثر من 1000 قتيل إسرائيلي ولم يخجل الديمقراطيون من مقارنة رد بايدن مع رد فعل ترامب، الذي أثار ردود فعل عنيفة من أعضاء حزبه بسبب انتقاداته للقيادة الإسرائيلية في أعقاب الهجمات، وتكمن أهمية هذه المقارنات في اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستحدد ساكن البيت الأبيض في 2024.
وقد وجد بايدن أيضًا دعمًا من أصوات غير متوقعة، حيث أشاد بعض الجمهوريين بالإدارة أو امتنعوا عن الانتقادات بشأن تعاملها الأولي مع الوضع في الشرق الأوسط.
وقال رئيس الائتلاف اليهودي الجمهوري لصحيفة نيويورك تايمز إن بايدن أظهر “دعما ثابتا لإسرائيل في وقت حرج” ونسب ديفيد فريدمان، الذي شغل منصب سفير ترامب لدى إسرائيل، الفضل إلى إدارة بايدن في دعمها لإسرائيل في أعقاب الهجمات.
وقال النائب ديريك فان أوردن (جمهوري من ولاية ويسكونسن) إن هذا “ليس الوقت المناسب” لمهاجمة إدارة بايدن، ودعا النواب من كلا الحزبين الكبيرين إلى تقديم “دعم ثابت” لإسرائيل.
وتحدث بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بانتظام منذ هجمات 7 أكتوبر، وسافر وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل هذا الأسبوع.
وتابع الأمريكيون كما تابع العالم رد بايدن على إسرائيل عن كثب في الداخل والخارج ويقال إن 48% من الأسر الإسرائيلية شاهدت خطاب الرئيس الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي.
وعقد بايدن يوم الأربعاء مائدة مستديرة للزعماء اليهود في البيت الأبيض وزاد تأثره عندما تحدث عن إحضار أبنائه وأحفاده إلى موقع معسكر الاعتقال داخاو في ألمانيا وضرب بقبضته على المنصة ورفع صوته قائلًا إنه يريدهم أن يروا حتى يتمكنوا من فهم ما حدث وقد نال خطابه الثناء من قادة اليهود في الغرفة، وبذلك سحب بايدن البساط من تحت أقدام ترامب.
وكثيرًا ما يصف ترامب نفسه بأنه رئيس مؤيد بشدة لإسرائيل، مستشهدا بقراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعترافه بأراضي مرتفعات الجولان وتوقيع اتفاقيات إبراهام، التي سعت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
ولكن ذلك طغت عليه إلى حد كبير تعليقات ترامب التي انتقد فيها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووصف حزب الله، بالجماعة ”الذكية للغاية”.
وأثارت هذه التعليقات سلسلة من الانتقادات من منافسيه الأساسيين في الحزب الجمهوري، بما في ذلك حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي التي قالت عن ترامب في ندوة حديثة عقدت في نيو هامبشاير: “لا يمكن أن يكون لدينا شخص غارق في الماضي لدرجة أنه لا يستطيع رؤية المستقبل”.
وتصب تعليقات ترامب أيضًا في مصلحة حملة بايدن لأن مساعدي الرئيس يعتقدون أن السياسة الخارجية والقيادة على المسرح العالمي هي المنطقة التي يتمتع فيها بايدن بمزيد من القوة.