عاجل| الاجتياح البري لغزة.. مصر تحذر وإسرائيل تلوح ومعوقات أمام العملية
رغم حالة الحشد العسكري والاستنفار الإسرائيلي على حدود غزة، تمهيدًا لما يُرجح أنه اجتياح بري للقطاع الفلسطيني المحاصر، تظل فرص تنفيذ السيناريو في أضيق الحدود نتيجة العديد من المعوقات، رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي يترأسها بنيامين نتنياهو، حالة الحرب.
وخلال وقت سابق، حذرت مصر من التداعيات الخطرة لمطالبة جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال ٢٤ ساعة والتوجه جنوبًا، وأكدت الخارجية في بيانها أن الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسيعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلًا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها.
واعتبر مراقبون أن الخطوة الإسرائيلية ربما تدخل ضمن التجهيزات لقرار الاجتياح البري، وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
توقعات الاجتياح
القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان، توقع بقوة اتخاذ إسرائيل قرار اجتياح قطاع غزة لسببين؛ أولهما رفع العار عن الجيش الإسرائيلي، الذي انهار هو والأجهزة الأمنية خلال 25 دقيقة، منذ بدء عملية طوفان الأقصى، وقال في مداخلة هاتفية، إسرائيل تريد من قرار الاجتياح معالجة التقصير الذي حدث في الجيش والأجهزة الاستخباراتية والأمنية، خلال "طوفان الأقصى".
تابع دحلال خلال لقاء متلفز على فضائية الغد: "أما السبب الثاني الذي يدفع إسرائيل لاتخاذ قرار الاجتياح، هو أن كل شيء انتخابي في إسرائيل، وأن الورقة الرابحة حاليًا ستكون من سيقضي على حركة حماس، وهذا لن يتم إلا بقرار الاجتياح البري"، ولفت إلى أن طيلة الـ15 سنة الماضية كانت إسرائيل حريصة على ألا تقضي على حكومة حماس كجزء من الأوراق الانتخابية، أما الآن وبعد طوفان الأقصى بات قرار الخلاص من حماس ملح وضروي".
أكد دحلان أن قرار الاجتياح إذا ما تم اتخاذه وبدء تنفيذه من المؤكد أنه سيستنفر الحراك في الضفة والقدس لدعم غزة، متوقعًا استمرار التوتر طالما استمرار تطرف الحكومات الإسرائيلية، والاعتداءات المتكررة على القدس.
أما اللواء متقاعد فائز الدويري، فيقول في تصريحات متلفزة: "قد يكون هناك مؤشرات على شيء ما حول نوايا الاجتياح الإسرائيلي لغزة، إلا أن الجانبين لا يريدان الدخول في حرب مفتوحة. ولكل أسابه".
أوضح اللواء الدويري أن الجانب الإسرائيلي، أخشى ما يخشاه فكرة "توحد الساحات" ضده سواء داخل فلسطين وهي ثلاث أبعاد (غزة والضفة وعرب الداخل)، أو ساحات الإقليم وهم غزة وحزب الله، على الرغم من أن لبنان ممثلًا في "حزب الله" ليس لديه ترف الوقت أو القوة أو ظهير الاجتماعي لتمكنه من التوجه إلى ذلك السيناريو، فهناك أزمة اقتصادية وفضاء لمنصب رئيس الحكومة.
تابع اللواء الدويري: "كل طرف يحاول إثبات وجوده وجاهزيته للرد والتحدي. وأن حزب الله يضع خطوطًا حمراء للتدخل، وهي ألا تتخطى الاشتباكات (كفر شوبا ومزارع شبعا). وأن أي حماقة إسرائيلية في ذلك السياق ستدفع حزب الله للمشاركة في الجبهة".
يضيف: "ظني أن حزب الله لن يشارك في أي عمليات قتال مع إسرائيل في الوقت الحالي طالما، ان إسرائيل لم تتخط حدود كفر شوبا ومزارع شبعا، وأن غزة شهدت من قبل نحو 7 حروب ولم تتدخل فيها حزب الله. وظني أن الأمور ستسير في عدم الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل ما لم يكن هناك توجه إيرائي لفعل ذلك".
لفت إلى أن أمريكا حذرت منذ اليوم الأول للعمليات من استغلال أي قوى في المنطقة الاحداث، وهي كانت بلا شك تقصد في ذلك إيران، وأنها على إثر ذلك التصريح أرسلت حاملة الطائرات الأمريكية".
سيناريوهات متوقعة
ولفت اللواء فائز الدويري إلى أن ملامح الاجتياح البري لقطاع غزة لا تزال غامضة، وتساءل هل الاجتياح البري الهدف منه؟ إعادة احتلال غزة، أم تقسيم غزة لأربع كنتونات من الشريط الحدودي حتي الساحل، أم السيطرة على المناطق الزراعية بعمق 2 كيلوا متر". ورجح قائلًا: "إن حدث وتم اتخاذ القرار بالاجتياح لن يتم الدخول لعمق غزة، ليس رحمة في غزة بل لأن فاتورة التكاليف لن تتحملها إسرائيل".
معوقات الاجتياح
ووفق خبراء فإن هناك معوقات أمام إسرائيل لتنفيذ الاجتياح، بينها ضرورة اجتثاث البنية التحتية لحركة حماس، وهو الأمر الصعب تحقيقه في الوقت الحالي؛ لأن غالبية تلك البنية التحتية في الأنفاق وتحت الأرض.
أما المعوق الأخر، هو استدعاء ما يقرب من 300000 جندي من جنود الاحتياط؛ وهو الأمر الذي له تداعيات اقتصادية كبيرة لهذه التعبئة، إلى جانب أن الجنود معنوياتهم منهارة بعد أحداث طوفان الأقصى.
معوق ثالث، هو أن إسرائيل إذا ما قررت الاجتياح عليها أن تقوم بترميم وإصلاح جدار غزة الفاصل بعد أن تعرض لتدمير وتخريب واسع من المقاومين.
سيناريوهات الهجوم
وعن سيناريو الهجوم، فقالت تقارير إنه من المرجح أن تتقدم الدبابات من الاتجاه الشمالي والجنوبي وسيتطلب الوضع أيضًا جنود مشاه مدعومين بالمدرعات والدروع. لكن ستواجه تلك الحملة جبال من ركام البيوت التي تم تسويتها بالأرض جراء القصف العشوائي، إذا ما قررت إسرائيل اقتحام المدن. ومن بين أبرز المخاوف أيضًا ان تجد إسرائيل نفسها في مصيدة الأنفاق.
الباحث الفلسطيني، عماد أبو عواد، قال اعتقد أن حماس لم تتفاجئ بردة فعل الاحتلال على عملية الطوفان، وقال: "من يقوم بهذا العمل المنظم والعقل في إدارة المعركة، لديه كامل السيناريوهات لما هو متوقع من الاحتلال الإسرائيلي، وان المقاومة أيضًا تدرك مدى إمكانيات الاحتلال في الاستهداف عبر المقاتلات المتقدمة".
وخلال وقت سابق، طالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، في إشارة منها إلى رغبة الاحتلال تهجير سكان شمال القطاع، لما سيكون له من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. وعلى ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئوليته لوقف هذا الإجراء.