الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

طوفان الأقصى يقلب خطط بايدن للشرق الأوسط رأسًا على عقب

الرئيس نيوز

لم يمر وقت طويل منذ افتخر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأن منطقة الشرق الأوسط صارت أكثر هدوءً مما كانت عليه منذ عقدين من الزمن، وأصبح مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي يكررون كلماته اليوم على سبيل السخرية منه، فبعد ثمانية أيام فقط من نطقه بهذه الكلمات في 29 سبتمبر، أشعل غضب الفلسطينيين السياج وتركوا الإسرائيليين في صدمة.

وأكدت مجلة “ذا إيكونوميست” أن الصدمة لم تلحق بالإسرائيليين وحدهم، بل وبغيرهم، ووضع الهجوم الفلسطيني الذي يعرف باسم "طوفان الأقصى" الرئيس جو بايدن أمام أزمة حادة في الشرق الأوسط تضاف إلى الأزمة المزمنة في أوكرانيا والأزمة التي تلوح في الأفق بشأن تايوان.

المجلة تشير كذلك إلى أن إلا أن أمل بايدن في "خفض الضغط وتهدئة منطقة الشرق الأوسط ودمجها في نهاية المطاف" يجازف الآن بالتحول إلى الاتجاه المعاكس، فقد أثار هجوم الفلسطينيين الإعجاب بين الشعوب العربية والإسلامية؛ كما أن أي انتقام من جانب إسرائيل سيجلب حتمًا الغضب العارم وسوف يشعر القادة العرب بالفزع من خطر حدوث اضطرابات أوسع نطاقًا.

ويتلخص أحد المخاوف المباشرة لفريق الأمن القومي التابع لإدارة بايدن في تحديد عدد الأمريكيين الذين قتلوا (11 تأكد مقتلهم حتى الآن) أو تم احتجازهم كرهائن (غير معروف) أما الهدف الثاني هو السيطرة على موجات الصدمة المحتملة في جميع أنحاء المنطقة.

وفي الثامن من أكتوبر، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، أن مجموعة حاملة الطائرات الضاربة بقيادة حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" ستبحر إلى المياه قبالة إسرائيل وسيتم تعزيز أسراب القوات الجوية في الشرق الأوسط، وسيتم إرسال إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل في غضون أيام وقال البنتاجون إن هذه التحركات تهدف إلى “تعزيز الموقف العسكري الأمريكي في المنطقة لتعزيز جهود الردع الإقليمية”.

وبالنسبة لمارتن إنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، فإن هذا يرقى إلى "خطوة كيسنجرية" تهدف إلى تعزيز الردع الإسرائيلي وإعطاء مضمون لتحذير بايدن لإيران ووكلائها، مضيفًا: "هذه ليست لحظة لأي طرف معاد لإسرائيل لكي يهاجمها أو ليستغل الظرف"، ومع ذلك، فإن إلزام القوات الأمريكية بالقتال إلى جانب إسرائيل هو احتمال بعيد، دون أن يؤدي إلى اندلاع حريق إقليمي واسع النطاق.

وبينما تتحرك إسرائيل للانتقام من هذا "اليوم الأسود" كما يصفه الإعلام الإسرائيلي، وعلى حد تعبير رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، لم يشير البيت الأبيض إلى الحاجة إلى ضبط النفس أو الحد من الخسائر البشرية الفلسطينية، مؤكدًا “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها".

وتحدث وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، عن الحاجة إلى “أعلى المعايير” لحماية المدنيين، ولكن تم حذف تغريدات وزارته التي تدعو إلى ضبط النفس مع تشدد الخطاب الإسرائيلي.

وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، بفرض حصار كامل على غزة، قائلًا: “لا كهرباء، لا طعام، لا غاز، كل شيء مغلق".

وكانت نتيجة الهجوم الفلسطيني التقارب بين قادة أمريكا وإسرائيل وبسبب قلقه من تحول إسرائيل نحو اليمين القومي، قلل بايدن من الاتصال المباشر مع نتنياهو في الأشهر الأخيرة والآن، انقلب جزء كبير من استراتيجية الرئيس في الشرق الأوسط رأسًا على عقب بما في ذلك جهوده للتوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وهي جهود معلقة في الوقت الراهن.

وأضافت المجلة: "إن احتمال حل "الدولتين" الذي يدعو إليه بايدن لتسوية القضية الفلسطينية أصبح أبعد من أي وقت مضى وأصبح أمله في إقامة علاقة أقل عدائية مع إيران أقل احتمالا وتبددت آماله في الابتعاد عن الشرق الأوسط والتركيز على منافسات القوى العظمى مع روسيا والصين.