الأحد 27 أكتوبر 2024 الموافق 24 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

فورين بوليسي: هجوم الفلسطينيين على إسرائيل غير كل شيء بالشرق الأوسط

الرئيس نيوز

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن نقطة البداية للشرق الأوسط الجديد ستكون على الأرجح نوايا إسرائيلية لإعادة الاحتلال لقطاع غزة، وليس سفارة إسرائيلية في الرياض، ويعتقد "كوك ستيف" الصحفي المتخصص في السياسة الخارجية أن هذا لم يكن من المفترض أن يحدث وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي المتبجح وأجهزة الأمن التي تدعي الكفاءة المطلقة هي التي أدت إلى محاصرة غزة ومن المؤكد أنه كل بضع سنوات كان هناك صراع يتبع نمطا مماثلا ومتكررًا على النحو التالي: استفزازات، ثم هجمات صاروخية من حماس، وأخيرًا غارات جوية إسرائيلية، ووساطة مصرية، ثم الهدوء مرة أخرى.

وفي الوقت نفسه، تراكمت الإنجازات الدبلوماسية لإسرائيل حيث وسعت دائرة السلام الخاصة بها لتشمل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان تحت مظلة اتفاقيات إبراهام وحتى أيام قليلة مضت، كانت واشنطن تناقش متى ستقوم السعودية وإسرائيل بتطبيع العلاقات وكان ذلك عندما بدأ المتابعون يتلقون تنبيهات إخبارية على أجهزتهم تبلغهم بأن حماس قد غزت إسرائيل، وقتلت العديد من المدنيين والجنود، ولم يتم إخضاعها بعد، بينما سقط وابل من الصواريخ يتراوح بين 3000 إلى 5000 صاروخ ينهمر على عسقلان وأشدود وتل أبيب.

وأكد "كوك ستيف" أن الاعتقاد بأن فرض الحصار على غزة ليس حلًا وأن دعم الولايات المتحدة للتوغل الإسرائيلي، في هذه المرة، قد يؤدي إلى ارتكاب فظائع جماعية وحتى الآن، كل ما قيل عن "عملية طوفان الأقصى" التي قامت بها حماس، كما أطلق على هذا الهجوم الأخير - بأنه غير مسبوق، أو نقلة نوعية قد أصبح كليشيهات وأيًا كانت الطريقة التي يريد البعض وصفها بها، فيجب أن يكون واضحًا أن الفلسطينيين قد غيروا كل شيء وبات من المؤكد أن النمط المألوف للصراع بين إسرائيل وحماس أصبح الآن شيئًا من الماضي وببساطة، من المستحيل أن لا تطلق الحكومة الإسرائيلية العنان لقوات الاحتلال في قطاع غزة على الأرض، وفي الجو، وفي البحر لتدمير حماس.

ونتيجة لذلك، فإن القضايا التي كانت محل اهتمام عالم خبراء الشرق الأوسط والنقاد والمسؤولين قبل أسبوع واحد فقط - أهلية إسرائيل لبرنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية واحتمال التطبيع السعودي الإسرائيلي - تبدو فجأة وقد تبخرت للأبد. 

ولا يشكل هذا الوضع الخطير إلا مفاجأة حقيقية، لأن الافتراضات السيئة بشأن المنطقة كانت سببًا في إعاقة الرؤية الواضحة للديناميكيات السياسية المعقدة في الشرق الأوسط وهذا الأمر حاد بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وتضاؤلها الذي تروج له إسرائيل بالتوازي مع المسيرة نحو التكامل الإقليمي، وفكرة أن المشكلة تكمن في الاحتلال الإسرائيلي، والاعتقاد المستمر - على الرغم من وجود أدلة كثيرة - بأن الدبلوماسية الأمريكية يمكن أن تغير سلوك إيران للأفضل.

خذ كل واحد على التوالي. أولًا، على الرغم من رغبة بعض حكومات الشرق الأوسط في إقامة علاقات مع إسرائيل، فإن قضية الحقوق الفلسطينية لم تفقد أهميتها بالنسبة للغالبية العظمى من العرب الذين ينظرون إلى التطبيع بشكل قاتم. وفي خضم مستنقع العنف الذي شهدته الأيام الأخيرة، ضاعت حقيقة مفادها أن إسرائيل احتلت الضفة الغربية لمدة 56 عامًا، وتفرض طوقًا حول قطاع غزة ومن السمات البارزة لحياة الفلسطينيين في هذه المناطق العنف والسلب وتجريد سكان القطاع من الإنسانية، ما يضفي الشرعية الكافية على المقاومة.