"يونيسوفت" تطلق لعبة فيديو تحتفي بالثقافة العربية والعصر الذهبي للإسلام في القرن التاسع
تتحدى لعبة "أساسينز كريد ميراج" الصور النمطية الشائعة للعرب في الغرب، وذكر "ستيفن توتيلو"، في تقرير نشره موقع أكسيوس الأمريكي أن تصميم اللعبة التي أصدرتها، اليوم الاثنين، شركة "يونيسوفت" يمنح اللاعبين الفرصة للانتقال إلى بغداد في القرن التاسع، وبذلك تحتفي اللعبة بأزهى عصور الثقافة العربية والعصر الذهبي للإسلام، كما يقول مطورو اللعبة.
وتكمن أهمية هذه اللعبة في أنها تعتبر تحديًا للسائد، فلطالما حولت ألعاب الفيديو الشخصيات العربية إلى شريرة أو أخرى جانبية وتجنبت إلى حد كبير الحديث عن عظمة الإسلام.
وعن التفاصيل؛ فعلى النقيض من الصورة النمطية للعربي الشرير، تضع لعبة ميراج اللاعبين في دور المقاتل العربي الخيالي باسم ابن إسحاق، حيث يتسلل عبر أسطح المنازل، ويتسلل عبر الشوارع المزدحمة ويطارد الأعداء وتعتبر اللعبة السلسلة الأكثر شعبية لإصدارات شركة "يونيسوفت" وتم بيع أكثر من 200 مليون نسخة.
وميراج هي أول لعبة تقدم للاعبين في جميع أنحاء العالم خيار تحويل كل الحوار إلى اللغة العربية، مع صوت باسم في هذا الوضع بواسطة إياد نصار، وهو ممثل مشهور في الشرق الأوسط وبين أعضاء أمر الاغتيال، يمكن للاعبين جمع الرموز المميزة داخل اللعبة التي تفتح رسائل نصية حول الإنجازات الفنية والثقافية والعلمية لمواطني بغداد في ذلك الوقت، بالإضافة إلى درس حول أركان الإسلام.
وعلق محمد الإمام، مدير الترجمة والمستشار الإبداعي في ميراج، لموقع أكسيوس بالقول: "لقد رأينا الكثير من الصور النمطية، لقد رأينا الكثير من الكليشيهات في تعامل الألعاب عادةً مع العالم العربي".
وأضاف أنه بالنسبة لهذه اللعبة، أراد المطورون تقديم أداء أفضل، من خلال العمل مع ممثلين لا يخطئون في النطق، ويهدفون إلى تصميم عالم يتجنب "مزيج" الثقافات الفارسية والعربية والهندية.
وبين السطور؛ يؤكد محمد الإمام أن اللاعبين الذين يستخدمون خيار التعليق الصوتي باللغة العربية سوف يسمعون اللغة العربية الفصحى التي تستخدم عبارات وتعبيرات خاصة بالوقت، مع تجنب الكلمات الحديثة، على سبيل المثال، ستقول إحدى الشخصيات في فيلم ميراج "سنجني مالًا أكثر من بيع التمور"، والتي تُترجم باللغة الإنجليزية إلى "سنكسب المزيد من المال من تصدير التمور"، ويقول الإمام: "كان اللفظ جنينا شائعا في تلك الأيام"، ولكن بقدر ما كان مطورو ميراج يهدفون إلى الدقة والأصالة، كان عليهم أن يلتزموا بالقواعد قليلًا، كما يقول المدير الفني لشركة ميراج، جان لوك سالا.
وأدى تدمير بغداد منذ مئات السنين على أيدي المغول إلى افتقار مصممي يونيسوفت إلى المراجع المرئية من ذلك الوقت وقال سالا إنهم ركزوا على بناء "مدينة الحدائق"، مع بعض الإبداع حول مدى قربهم من الصحراء وتتضمن لعبة ميراج أيضًا الأذان الإسلامي للصلاة، على الرغم من أنه يتم سماعه مرة واحدة فقط، وليس خمس مرات، في كل يوم داخل اللعبة، والذي يستمر حوالي 15 دقيقة. قال سالا: "يجب أن يكون صوتًا حقيقيًا، وليس مثل نوع من الصوت البعيد".
ولاحظ لاعبو ميراج الأوائل أن الموسيقى داخل اللعبة يتم تشغيلها أحيانًا أثناء الأذان ما دفع فريق المطورين إلى نشر ملاحظة على X (تويتر سابقًا) باللغتين الإنجليزية والعربية، قائلًا إنه سيتم تحديث اللعبة للسماح للاعبين بمنع حدوث ذلك، الجدير بالذكر أن جهود يونيسوفت حول تطوير لعبة ميراج موجهة إلى جمهور عالمي ولكنها أيضًا تهدف إلى جذب الاهتمام في سوق الألعاب في الشرق الأوسط، حيث تندر الألعاب ذات الميزانيات الكبيرة باللغة المحلية.
ويزدهر الاهتمام بالألعاب في سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر)، ومن المتوقع أن تصل اللعبة إلى ما يقرب من 88 مليون لاعب يتحدث معظمهم باللغة العربية بحلول عام 2026 وستحقق إيرادات بقيمة 2.8 مليار دولار، وفقًا لدراسة أجرتها شركة "نيكو بارتنرز" وخلاصة القول: إن اهتمام فريق ميراج بالتفاصيل يحظى بالثناء، حتى من منتقدي اللعبة الذين لم يبدوا حماسهم تجاهها.
ونشر أحد المنتقدين، تيمور حسين مدير تحرير موقع GameSpot، تغريدة قال فيها: "على الرغم من أنني لم أكن متفوقًا في لعبة ميراج، إلا أن القدرة على رؤية الثقافة والتاريخ الشخصيين للغاية بالنسبة لي كانت بمثابة متعة".
وأضاف أن المساهمة الشرق أوسطية والإسلامية في العالم عادة ما تكون على استحياء، إما مدفونة أو طفيفة، ولكن اللعبة تسلط الضوء على جوانب ثرية من ثقافتنا، سأحترم اللعبة دائمًا بسبب ذلك.