طوفان الأقصى.. غزة ومحيطها مسرح اشتباكات ضارية مع إسرائيل
استيقظت إسرائيل صباح أمس السبت على فاجعة كبرى غير مسبوقة، مع هجوم حركة حماس المباغت حين مدت ذراعها العسكري -كتائب عز الدين القسام- في عمليتها طوفان الأقصى إلى المدن والبلدات الإسرائيلية.
كيف خططت وبدأت حماس طوفان الأقصى؟
وقبل اختراق الحدود -كإحدى مراحل طوفان الأقصى- أمطرت القسام إسرائيل بمئات الصواريخ، وبعد توغل تفرقت القوة المهاجمة إلى مجموعات، وتوجهت كل مجموعة إلى الجغرافيا المستهدفة، وهي مستوطنات الغلاف، التي يبلغ عددها 50 مستوطنة، وتقع ضمن حدود 40 كم من الحدود مع غزة.
اقتحمت الوحدات المهاجمة 11 مستوطنة على الأقل، ولم يكن الاشتباك داميا في بدايته، حيث لم تشتبك القوات المهاجمة مع قوات أي جهاز عسكري، أو أمني إسرائيلي.
تقدم جنود القسام إلى مقر قيادة فريق غزة شمالي القطاع المتمركز في معسكر ريعين في هجوم مفاجئ، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الاتصال كان قد قُطع مع الجنود في المعسكر قبيل الهجوم.
وبعد انطلاق عملية طوفان الأقصى بساعات، أعلنت إسرائيل حدوث إخفاق هائل في استخباراتها.
وأعقب ذلك اعتراف إسرائيل بوقوع عدد كبير من المستوطنات تحت سيطرة مقاتلي القسام.
الهجوم غير المسبوق، أودى بحياة ما يتجاوز 400 إسرائيلي، وفق الإحصائيات الإسرائيلية، وأسفر عن أسر أكثر من 100 آخرين، وإصابة ما يتجاوز 1800 شخص.
رئيس حكومة إسرائيل بينامين نتنياهو، اعتبر الهجوم، حربًا، لا مجرد عملية عسكرية، وأعلن استدعاء قوات الاحتياط لإعادة السيطرة على البلدات الإسرائيلية.
وبدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف 21 موقعًا في قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية، ما أسفر عن استشهاد 313 فلسطينيًا، بحسب تقديرات وزارة الصحة في قطاع غزة.
وانتشرت صور مدرعات إسرائيلية يقودها فلسطينيون بعد استحواذهم عليها، فضلًا عن مقاطع فيديو لسيارات دفع رباعي يقودها مقاتلون فلسطينيون تجوب شوارع بلدات ومدن إسرائيلية، فضلًا عن عشرات الأسرى الإسرائيليين رفقة مقاتلين فلسطينيين ومدنيين من قطاع غزة.
الصواريخ التي استهدفت إسرائيل لم تتوقف لساعات طويلة منذ صباح السبت، قبل أن تعلن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بدء عملية "طوفان الأقصى"، مشيرة إلى أن الضربة الأولى شملت إطلاق أكثر من 5000 صاروخ وقذيفة على إسرائيل.
صافرات الإنذار التي دوت في مناطق مختلفة داخل إسرائيل، تزامنت مع تصاعد أعمدة الدخان من مباني وسيارات محترقة كان أبرزها في مدينة عسقلان، جنوب إسرائيل.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو، كذلك، أسر عشرات الإسرائيليين من قبل مقاتلين فلسطينيين، وفي أحيان أخرى من قبل مدنيين من سكان قطاع غزة، الذين اقتحموا البلدات الإسرائيلية في أعقاب العملية العسكرية الفلسطينية.
قوات الاحتلال الإسرائيلية، بدأت انتشارًا متأخرًا في أعقاب الهجوم، ودفع الجيش بوحدات إضافية إلى البلدات التي اقتحمها المقاتلون الفلسطينيون، في محاولة استعادة السيطرة عليها، وسط جهود مكثفة في نقل المصابين والجرحى.
وأظهرت صور بالأقمار الصناعية حجم المواجهات في البلدات الإسرائيلية بمحيط قطاع غزة، إذ تصاعدت الأدخنة من تلك المناطق على إثر توغل المقاتلين الفلسطينيين والقصف الصاروخي.
دخلت عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام ضد الاحتلال الإسرائيلي، يومها الثاني، بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وتستمر الاشتباكات الضارية اليوم الأحد، بين قوات الاحتلال الإسرائيلية مع مقاتلو حركة المقاومة الفلسطينية في عدة مناطق متاخمة لقطاع غزة، من بينها أوفاكيم وسديروت وياد مردخاي وكفار عزة وبئيري ويتيد وكيسوفيم.