"هجوم مفاجئ مذهل".. كيف تناولت الصحف العالمية طوفان الأقصى؟
برًا وجوًا وبحرًا، وبشكل مباغت ومع توافر عنصر المفاجأة، انطلقت عملية "طوفان الأقصى"، صباح اليوم السبت، منذ تسلل مقاتلو المقاومة الفلسطينية في الصباح الباكر إلى عدد من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي المحتلة المتاخمة لقطاع غزة والتي تعرف باسم "غلاف غزة" وفقًا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وأعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس مسؤوليتها عن آلاف الصواريخ التي أطلقت صوب المستوطنات غير الشرعية بينما تشن حماس هجومًا مفاجئًا متعدد الجبهات، وفقًا لصحيفة "يو إس توداي" التي وصفت التطور الأخير بأنه "هجوم مفاجئ مذهل تزامن مع عطلة يهودية كبرى والذكرى الخمسين لبدء حرب السادس من أكتوبر، يوم الغفران عام 1973".
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قوله: "نحن في حالة حرب"، وتناقلت وكالات الأنباء صورًا لمستوطنين يختبئون في مكبات النفايات خوفًا على حياتهم، وصورًا أخرى لأفراد قوات أمن الاحتلال يختبئون بجوار جدران المباني في مدينة عسقلان وأعلنت حماس أسر ما لا يقل عن 50 من الجنود والمدنيين الإسرائيليين في هجوم واسع النطاق؛ ومقتل ما لا يقل عن 22 آخرين، كما تناقلت صفحات السوشيال ميديا مقاطع فيديو لمئات المستوطنين يفرون من المستوطنات وصورًا لمئات المركبات التي أضرمت فيها النيران.
وأشارت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى تسلل المقاومة إلى مناطق في جنوب الأراضي المحتلة مع سقوط وابل من الصواريخ من قطاع غزة على المنطقة يوم السبت وأعلن محمد ضيف، أحد كبار قادة حماس، بدء العملية ودعا الفلسطينيين في كل مكان إلى مهاجمة الإسرائيليين وقال في تصريح بثته وسائل إعلام حماس "هذا هو يوم أعظم معركة لإنهاء آخر احتلال على وجه الأرض" مضيفا أنه تم إطلاق 5000 صاروخ حتى الآن.
وفي رسالة بالفيديو في وقت مبكر من صباح السبت، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أيها المواطنون الإسرائيليون، نحن في حالة حرب - ليس في عملية، وليس في جولات – نحن في حرب".
وتوجهت عربات الإسعاف إلى المناطق المحيطة بقطاع غزة، ودوت صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل ويخضع للعلاج 140 جريحًا بمركز سوروكا الطبي في بئر السبع من بينهم 20 في حالة خطيرة وحرجة وبعض هؤلاء الجرحى من المدنيين ويقوم مستشفى آخر في عسقلان بمعالجة 94 إسرائيليًا أصيبوا بحالات مختلفة، وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية عن وقوع إصابات في صفوف “العديد من المواطنين” دون إعلان أرقام.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن رجال المقاومة سيطروا على شوارع كاملة في بلدة سديروت بجنوب إسرائيل، وأظهرت لقطات القتال على ما يبدو هجمات في شوارع المدينة وحث الجيش الإسرائيلي سكان المستوطنات في المنطقة المحيطة بقطاع غزة على البقاء في منازلهم، ونشرت فوكس نيوز صورًا لعربات الإطفاء الإسرائيلية التي انهمكت في إطفاء حريق بعد أن أصاب صاروخ أطلق من قطاع غزة ساحة انتظار للسيارات في عسقلان.
وأشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن الهجوم على إسرائيل خلّف عددا من القتلى ومئات المصابين، وعددا غير معروف من الرهائن ورصد مقطع فيديو سيارات محترقة في عسقلان، من جراء سقوط الصواريخ، كما ظهرت مبانٍ اشتعلت بها النيران في عدد من مناطق إسرائيل، وسط فرار للسكان وكان القصف قد بدأ من مواقع عدة في قطاع غزة قبل الساعة 6.30 صباحا بالتوقيت المحلي.
وتحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن محاولة تسلل مسلحين من قطاع غزة إلى مناطق إسرائيلية قريبة، طلب من سكانها إغلاق منازلهم وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن أن صفارات الإنذار تدوي في مناطق قريبة من قطاع غزة وتل أبيب، للتحذير من هجوم صاروخي وذكرت وكالة "رويترز"، أن انفجارات سمعت في مناطق محيطة بتل أبيب والقدس، وعلقت صحيفة معاريف بالقول: " ما يحصل في إسرائيل "فشل استخباراتي خطير".
وذكر مكتب نتنياهو إنه سيجتمع مع كبار المسؤولين الأمنيين في الساعات المقبلة لبحث العملية، وأمكن سماع أصوات إطلاق الصواريخ في غزة، فيما أفاد سكان عن وقوع اشتباكات مسلحة على طول السياج الفاصل مع إسرائيل، بالقرب من بلدة خان يونس الجنوبية وقال السكان إنهم شاهدوا تحركات كبيرة للمقاومة الفلسطينية، ووفقًا لتقييمات مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، أعلن وزير دفاع الاحتلال "يوآف جالانت" عن "وضع أمني خاص" على الجبهة الداخلية لإسرائيل، ضمن دائرة نصف قطرها 0-80 كيلومترًا من قطاع غزة، ووقع قتال بين إسرائيل وغزة في السنوات الماضية، ومن المتوقع أن يستمر القتال الذي بدأ يوم السبت عدة أيام.
ودوت غارات جوية عبر حدود إسرائيل مع غزة وفي القدس وسمع دوي انفجارات في تل أبيب وقال الأدميرال دانيال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، عن العملية العسكرية الإسرائيلية، والتي أطلق عليها اسم "سيوف من حديد": "لقد بدأنا تعبئة واسعة النطاق لجنود الاحتياط لجميع وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي".
وأبرز موقع "فرانس 24" الإخباري رد الفعل المصري والروسي؛ فقد حثت القاهرة وموسكو الطرفين بالتزام أعلى مستويات ضبط النفس، فيما أكدت القاهرة تحذيرها من "عواقب وخيمة" لتصعيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين ودعت وزارة الخارجية المصرية إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر"، وذكر موقع "سبوتنيك" الروسي أن وزير الخارجية، سامح شكري، بدأ، السبت، "في إجراء اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين".