رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق يكشف عن القوة الوحيدة التي بقيت في سيناء بعد 1967
أكد اللواء نصر سالم؛ رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق؛ أن قوات الاستطلاع جعلت سيناء كتاب مفتوح أمام القيادة العامة من أجل التخطيط.
وقال سالم في مقابلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "تخرجت في فبراير 1970؛ ولو عدنا إلى الوراء الجيش المصري انسحب بعد حرب 1967 من سيناء ولكن قوات الاستطلاع لم تقم بالانسحاب على الإطلاق لسبب فني وهو أن وظيفة هذه القوات مصاحبة العدو".
وأضاف: "عناصر الاستطلاع بقيت في سيناء دون أن يراها العدو وهي كانت اول نقطة قوة القيادة انتبهت لها وكان القرار استمر هناك كما أنت؛ وبدأوا في تكوين فصائل صغيرة مكونة من 2-3 فرد وارسالها إلى هناك".
وتابع: "على مدى 6 سنوات لم يخلو جبل في سيناء من مجموعة استطلاع خلف خطوط العدو وهم كانوا باستمرار يتبادلون المواقع؛ مجموعة تذهب ومجموعة تعود؛ والرئيس عبد الناصر كان حريصا على استقبال قادة المجموعات حين يعودون".
وأوضح: "هؤلاء جعلوا سيناء كتاب مفتوح أمام القيادة العامة لتخطط كيفما تشاء وحين قامت الحرب كنا نحتاج إلى نمط أخر؛ مجموعات جديدة وكنت أحدهم بكامل التجهيز والزي العسكري وكان لنا أسلوب أخر".
وأكمل: "قائد الكتيبة اصطحب عدد من المجموعات إلى مطار الماظة حتى ننسق مع الطيارين الذين سينقلوننا إلى سيناء؛ الطائرة كانت ستنزلني في أرض مفتوحة أمشي بعدها مسافة 30 كم حتى الوصول إلى أحد الجبال وكل فرد كان يحمل 50 كم".
وأوضح: "منطقة العمل تبعد 60 كم عن منطقة الانزال؛ خلال التنسيق مع الطيارين في مطار الماظة شاهدنا الطائرات التي قامت بالضربة الجوية تعود؛ نقلنا بالمروحية إلى سيناء ووصلت في السادسة مساء؛ وظلنا نجري لمدة 11 ساعة لأننا هبطنا في أرض مفتوحة".
وواصل: "خلال تحركي فوجئت بطريق مرصوف تحت قدمي ووفقا للخرائط كان الجبل خلف الطريق مباشرة ولكن فوجئت بسلك شائك كبير للغاية يمنعنا من التحرك وقمنا بقص السلك وعبور المعسكر حتى الوصول إلى الجبل وبعد أن وصلنا أبلغنا القيادة بوجود هذا اللواء المدرع وقامت القوات الجوية بضربه".
واختتم: "قمت بفرد اللاسلكي على الأرض ونصب الهوائي وتغطيته بالتراب وقبل أن يصطف اللواء الذي أبلغنا عنه قامت القوات الجوية بتدمير ثلثه".