تورنتو ستار: اتهامات بالتقصير لثمانية مسؤولين بشأن الانهيار المميت للسدود في ليبيا
سلطت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية الضوء على قرار النيابة العامة في ليبيا بحبس ثمانية مسؤولين بتهمة الإهمال المحتمل في الانهيار المميت للسدود، وأكدت النيابة العامة الأمر باحتجاز مسؤولين حاليين وسابقين على ذمة التحقيقات في انهيار سدين في وقت سابق من هذا الشهر، وهي كارثة أدت إلى انهيار ما يشبه جدار من المياه بلغ ارتفاعه عدة أمتار عبر وسط مدينة ساحلية وخلفت الكارثة آلاف القتلى.
ونقلت الصحيفة عن أحد الناجين من فيضان درنة، يدعى عبد السلام أنويسي، قوله إنه استيقظ في الساعة الواحدة والنصف صباحًا على صراخ بصوت عالٍ من الخارج ليجد منازل جيرانه تغمرها المياه وهرع هو وأبناؤه وجيران آخرون لإنقاذ العائلات التي تقطعت بهم السبل عن طريق سحبهم من سطح منزلهم.
يذكر أن السدين انهارا خارج مدينة درنة في 11 سبتمبر الماضي بعد أن اجتاحتهما العاصفة المتوسطية دانيال، التي تسببت في هطول أمطار غزيرة على شرق ليبيا وقال مسؤولون إن انهيار السدين أدى إلى غمر ما يصل إلى ربع المدينة، مما أدى إلى تدمير أحياء بأكملها وجرف الناس إلى البحر ويقدر المسؤولون الحكوميون ووكالات الإغاثة أعداد القتلى التي تتراوح بين أكثر من 4000 إلى أكثر من 11000 ولا تزال جثث العديد من القتلى تحت الأنقاض أو في البحر الأبيض المتوسط، وفقًا لشهادات فرق البحث.
وكانت النيابة العامة استجوبت سبعة مسؤولين سابقين وحاليين في هيئة الموارد المائية وهيئة إدارة السدود بشأن اتهامات سوء الإدارة والإهمال والأخطاء التي ساهمت في تفاقم آثار الكارثة وتم أيضًا استجواب عمدة درنة عبد المنعم الغيثي، الذي أقيل من منصبه بعد الكارثة ولكن المسؤولين الثمانية السابقين والحاليين لم يقدموا أدلة من شأنها أن تدافع عنهم ضد اتهامات محتملة، وأمرت النيابة بحبسهم على ذمة التحقيقات.
وكان استجواب المسؤولين وسجنهم خطوة أولى حاسمة من قبل النائب العام في تحقيقه الجاري، الذي من المرجح أن يواجه تحديات هائلة بسبب سنوات القيادة المنقسمة في ليبيا وتعكس الدعوات المتزايدة لإجراء تحقيق دولي في الكارثة انعدام الثقة العامة العميق في مؤسسات الدولة المنقسمة بين نفوذ القوى السياسية والعسكرية التي ليس بينها وفاق في الشرق والغرب.