الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

الكاتب اللبناني المولد أمين معلوف يصبح حارس اللغة الفرنسية

الرئيس نيوز

تولى الكاتب الفرنسي اللبناني أمين معلوف دور "السكرتير الدائم" للأكاديمية الفرنسية، وهي الهيئة التي تعمل بمثابة الوصي على اللغة الفرنسية وتعزيز مكانتها عالميًا.

وأشار موقع RFI الفرنسي إلى أن أمين معلوف هو الرئيس الثالث والثلاثون الذي يتولى قيادة الأكاديمية الفرنسية منذ أن أنشأها الملك لويس الثالث عشر عام 1635.

وانتخب معلوف، البالغ من العمر 74 عامًا، رئيسا للمؤسسة المرموقة التي تتخذ من باريس مقرًا لها هذا الأسبوع، ليصبح الرئيس رقم 33 للأكاديمية منذ أن أنشائها ويتولى مهامه خلفا للمؤرخة هيلين كارير دانكوس، التي توفيت في أغسطس بعد أن شغلت هذا المنصب منذ عام 1999 ولم تمهلها القدر أن تختار خليفة لها، ولكن اعتبر أمين معلوف، الحائز على جائزة جونكور الأدبية عام 1993 عن رواية “صخرة طانيوس”، اختيارًا واضحًا للمنصب نظرا لدوره النشط في المؤسسة منذ انضمامه إليها في عام 2011.

واختار أعضاء الأكاديمية، الذين يطلق عليهم اسم “الخالدون” نسبة إلى شعارهم “à l’immortalité”، معلوف، مفضلين إياه على الكاتب جان كريستوف روفين، المرشح الآخر الوحيد انفس المنصب، والمعروف أن روفين ومعلوف صديقان مقربان وأعلن روفين ترشحه في اللحظة الأخيرة خوفًا من عدم وجود شغل المنصب عبر عملية ديمقراطية.

جسر بين الحضارات
أمين معلوف هو أول شخصية لبنانية المولد تترأس الأكاديمية وقد ولد لأم كاثوليكية يونانية وأب بروتستانتي، بينما كانت جدته تركية ومتزوجة من مصري ونشأ معلوف في أحضان اللغة العربية، وتحدث الإنجليزية في المنزل ودرس في مدرسة يسوعية فرنسية ثم بدأ عمله كصحفي، ثم فر من لبنان إلى فرنسا عام 1976 خلال الحرب الأهلية.

نُشرت روايته الأولى "الأسد الإفريقي" عام 1986، واستمر في كتابة الروايات التاريخية بشكل أساسي، مستخدمًا موهبته كقاص لجعل تاريخ الشرق الأوسط الماضي والحاضر في متناول جمهور أوسع.

وتهدف معظم كتابات معلوف إلى مد الجسور بين أوروبا والشرق الأوسط. ومن أشهر أعماله غير الروائية "الحروب الصليبية بعيون عربية" ولديه رمزي لبنان (شجرة الأرز) وفرنسا (ماريان) منقوشين على السيف الذي يحمله كل "الخالدين" وهم يرتدون زيهم الكامل.

التحديات المقبلة
تعتبر الأكاديمية الفرنسية مكلفة بوضع قواعد اللغة الفرنسية للتأكد من بقائها "نقية وبليغة وقادرة على التعامل مع الفنون والعلوم" وفي بعض الأحيان يبدو أنها تقود حملة صليبية ضد "غزو" اللغة الإنجليزية.

في العام الماضي، تصدت الأكاديمية للممارسات الشائعة المتمثلة في استخدام المصطلحات التي تبدو باللغة الإنجليزية في الإعلانات الفرنسية وفي العلامات التجارية، بما في ذلك خدمة "وي جو" منخفضة التكلفة التي تقدمها شركة متخصصة في تشغيل القطارات، كما تصدت للكلمات الواردة من اللغة الإنجليزية مثل "drive"، وفي عهد كارير دانكوس، هددت باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة الفرنسية بسبب إدراج ترجمات باللغة الإنجليزية على بطاقات الهوية الوطنية ويبقى أن نرى كيف سيتعامل معلوف، الذي يتحدث الإنجليزية بطلاقة، مع مسألة الفرانجيليه.

وستكون إحدى أولوياته العاجلة استكمال القاموس التاسع للأكاديمية، الذي تعمل عليه الأكاديمية منذ عام 1986 وهو على وشك الانتهاء وفي عام 2019، بعد عقود من مقاومة التغيير، وافقت الأكاديمية على السماح بتأنيث جميع المهن وأخيرًا، أعطت سلطة اللغة الفرنسية موافقتها على المسميات الوظيفية الأنثوية ويأمل معلوف، الذي ينظر إليه أقرانه على أنه يتمتع بشخصية كاريزمية، أن يجذب دماء جديدة أصغر سنا إلى الأكاديمية ولا تزال خمسة من المقاعد الأربعين شاغرة في المؤسسة التي يهيمن عليها الذكور.

وانضمت أول عضوة في الأكاديمية، مارغريت يورسينار، في عام 1980، في حين أن هناك اليوم ست نساء فقط من فريق "الخالدين".