هل تتراجع سلوفاكيا عن دعم أوكرانيا بعد فوز الحزب الشعبوي بالانتخابات؟
أكد ماجد كيان، الخبير في الشؤون الأوروبية، فوز الحزب الشعبوى السلوفاكي المعارض لدعم أوكرانيا في الانتخابات.
وقال كيان في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "هذا يأتي في إطار التحولات السياسية الجارية في أوروبا باتجاه اليمين والتحول إلى الشعبوية؛ ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار الانتخابات السابقة التي جرت في إيطاليا والتي عولت عليها روسيا بأخذ إيطاليا بعيدا عن الاتحاد الأوروبي ولكن رئيسة الوزارة الإيطالية اكتشفت أنه ليس من مصلحتها معارضة الاتجاه السائد في أوروبا".
وأضاف: "اعتقد أن الانتخابات القادمة إن كانت في سلوفاكيا أو ألمانيا؛ تتحدث عن تحولات لدى الناخب يجب أن نأخذ بالاعتبار مجموعة من العوامل أدت للتغير في الرأي العام الأوروبي وأولها أزمة كورونا ثم أزمة الحرب الأوكرانية وأزمة الطاقة والمهاجرين؛ كل تلك الأزمات تلقي بثقلها على الأحزاب الحاكمة وتؤدي إلى تآكل شرعيتها".
وتابع: "هناك عوامل رئيسية تلعب في اتجاه ميول بعض المجتمعات الأوروبية ضد دعم أوكرانيا؛ ولكن الوضع في المجر على سبيل المثال مختلف عن الدول الأخرى؛ الطبقة الحاكمة فيها أقرب إلى روسيا وتختلف عن الدول الأخرى؛ كان هناك مراهنات على إيطاليا ولكن أين هي اليوم؟ مع النزعة التي تريد الحد من الدعم الأوروبي لأوكرانيا إلا أنه هناك اتجاهات أو عوامل تؤيد بقاء تلك الدول في الاتحاد الأوروبي لأن هناك كثير من المميزات التي تثقل على أي صاحب قرار معاكسة التحولات عن الاتحاد الأوروبي".
وأوضح: "الرأي العام الأوروبي معادي للغزو الروسي لأوكرانيا وروسيا لم تقدم ما يمكن حل الأزمة ومنشأ الخوف من الغزو الروسي لأوكرانيا هو منشأ أوروبي".
وفاز الحزب الشعبوي الذي يطالب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وينتقد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في انتخابات سلوفاكيا، وفق ما أظهرت نتائج رسمية الأحد.
وقالت رئيسة سلوفاكيا سوزانا كابوتوفا الأحد إنها ستطلب رسميا من الحزب الشعبوي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو تشكيل حكومة جديدة الاثنين.
وأضافت كابوتوفا في بيان: "وفقا لتقاليدنا الدستورية سأكلف غدا الحزب الفائز في الانتخابات تشكيل الحكومة".
وتعهّد فيكو أن ترسل سلوفاكيا "قطعة ذخيرة واحدة" إلى أوكرانيا ودعا إلى تحسين العلاقات مع روسيا.
وصرح للصحافيين الأحد أن "لسلوفاكيا وشعبها مشاكل أكبر من (العلاقات مع) أوكرانيا".
وأضاف أن أوكرانيا كانت "مأساة كبيرة للجميع" ودعا إلى محادثات سلام لأن "أعمال قتل جديدة لن تفيد أحدا".