بوتين يبحث مع "خليفة بريجوجين" استخدام وحدات "فاجنر" في أوكرانيا
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الخميس، القيادي السابق في مجموعة "فاجنر"، أندريه تروشيف، والذي يعتقد أنه يقود المجموعة العسكرية الخاصة حاليًا، لبحث كيفية "استخدام الوحدات القتالية التطوعية" في أوكرانيا، حسبما أعلن الكرملين، الجمعة، إذ قال إن تروشيف "يعمل الآن لصالح وزارة الدفاع".
وجاء في بيان أوردته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، أن بوتين، طلب خلال اجتماعه مع نائب وزير الدفاع، يونس بك يفكيروف، والعقيد المتقاعد أندريه تروشيف، المعروف بالاسم الحركي "سيدوي" أو الشعر الرمادي، أن "تكون الضمانات لجميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة (الغزو الروسي لأوكرانيا) واحدة".
وأضاف بوتين مخاطبًا تروشيف "أنت نفسك تقاتل في واحدة من هذه الوحدات (التطوعية) منذ أكثر من عام.. أنت تعلم ماهية الأمر وكيف يتم، وتعرف المشكلات التي يتعين حلها بشكل عاجل حتى تسير الأعمال القتالية بأفضل الطرق وأكثرها نجاحًا".
وتابع بوتين، وفق بيان الكرملين: "لقد أنشأنا مؤسسة المدافعين عن أرض الآباء، وقد قلت ذلك مرات عدة وأريد أن أؤكد مرة أخرى أنه بغض النظر عن وضع الشخص الذي يؤدي أو قام بمهام قتالية، فإن الضمانات الاجتماعية للجميع يجب أن تكون هي نفسها تمامًا"، إذ طلب بوتين من يفكيروف أن يخبره عن كيفية تنفيذ هذا العمل بشكل عام، ومن تروشيف تقديم تقرير مفصل عن ذلك.
ويسلط الاجتماع الضوء على سعي الكرملين لإظهار أن سيطرة الحكومة الروسية على مجموعة "فاجنر"، بعد التمرد الفاشل الذي قامت به في يونيو الماضي، بقيادة رئيسها السابق يفجيني بريجوجين الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة في أغسطس الماضي.
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أنه بعد أيام قليلة من تمرد فاجنر، عرض بوتين على مقاتليها مواصلة القتال لكنه اقترح أن يتولى القائد تروشيف المسؤولية خلفًا لبريجوجين.
من هو تروشيف؟
وتروشيف من قدامى المحاربين الروس، وحصل على أوسمة رفيعة لمشاركته في حربي أفغانستان والشيشان، وحصل على أعلى وسام بالبلاد، وهو وسام بطل روسيا، في عام 2016 بسبب اقتحام مدينة تدمر في سوريا لمحاربة مقاتلي "داعش".
والشهر الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية"، مقالًا ذكرت فيه أن الكرملين يبدو أنه كان يستعد للتعامل مع "فاجنر" في مرحلة ما بعد رحيل بريجوجين زعيم المجموعة، موضحة أن أندريه تروشيف الذي كان وسيلة التواصل بين بريجوجين ووزارة الدفاع الروسية، أحد المرشحين المحتملين لخلافة زعيم "فاجنر" الذي قضى نحبه في تحطم طائرته.
وأشارت إلى أن تروشيف، وهو مقدم سابق في وزارة الشؤون الداخلية الروسية، كان أحد الشخصيات القليلة في المجموعة الأمنية الخاصة (فاجنر) التي لم تكن على متن الطائرة التي تحطمت وسقط فيها قيادات في "فاجنر" بجانب بريجوجين.
وكان بوتين قد ألمح في السابق إلى أنه سيكون سعيدًا برؤية تروشيف يتولى السلطة في المجموعة، إذ وبحسب مراسل صحيفة "كوميرسانت" الروسية، فقد عرض بوتين خلال الاجتماع على أعضاء "فاجنر" توقيع العقود مع الجيش النظامي ومواصلة القتال تحت قيادة "سيدوي"، وهو الاسم الحركي لتروشيف، "الذي كان قائدهم الحقيقي طوال الوقت"، وعندما رفض بريجوجين عرضه، اتهمه بوتين بمخالفته لرغبات مقاتليه، الذين ادعى أنهم "هزوا رؤوسهم" بالموافقة خلال الاجتماع.