التفاصيل الكاملة لاحتفالية الأوقاف بالمولد النبوي بحضور الرئيس السيسي
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، فعاليات الاحتفال الذي تنظمه وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف بمسرح الجلاء للقوات المسلحة بطريق صلاح سالم.
حضر الاحتفال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ احمد تميم المراغي، وعقب ذلك، ألقى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة كلمته، التي هنأ فيها الرئيس السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما هنأ الرئيس والقوات المسلحة بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة والإنجازات العظيم التي تحققت في ظل قيادة الرئيس السيسي في مختلف المجالات.
وأكد جمعة - في كلمته، خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي - أنه لم تعرف البشرية عبر تاريخها الطويل إنسانا أنبل أو أشرف وأعظم ولا أعز على الله من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي حول قدر ومنزلة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عند الله عز وجل، مؤكدا أن الله اصطفاه على البشر، فشرح له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره وأعلى له قدره، موضحا أن ثناء الله الدائم على رسول الله محمد عليه السلام في الملأ الأعلى وأمرهم في الأرض أن يصلوا عليه.
واستشهد الفيلم بافتتاح أكثر من 10 آلاف مسجد جديد من أطراف الوطن إلى مصاف عمقه، إلى البرنامج الوطني للعناية بالمساجد الأثرية والتاريخية العتيقة، وحماية طابعها المعماري الأصيل، مشيرا إلى تجديد وتطوير مساجد آل بيت الحبيب المصطفى، منها: مسجد الإمام الحسين 2022 بصورة جمالية تسر أعين المصلين والناظرين والزائرين.
وعقب الفيلم التسجيلي، ألقى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كلمته أكد خلالها أن النبوة وتعاليم الأنبياء كانت ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات وإسعادهم في الدنيا والآخرة.
وقال الدكتور أحمد الطيب: "يتساءل الناس عن الفائدة من بعثة الأنبياء ونبواتهم هل هي أمر ضروري لا مفر منه لضبط حياة الناس على منهج الحق والخير والعدل، أو هو أمر ثانوي يمكن أن يستعاض عنه بغيره من القوانين والسياسات والأعراف والعادات".
وأعقب ذلك، عرض فقرة الابتهالات والمدائح النبوية "أوبريت أنبياء الله" التي قدمت بالتعاون مع وزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية.
وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفالية، عددا من العلماء والأئمة والقراء والمفتين والواعظات.. والمكرمون من داخل مصر، هم: الدكتور صابر عبد الدايم يونس صبحي، العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، والدكتور محمود عبد الخالق عبد الخالق الفخراني، مساعد وزير الأوقاف لشؤون الامتحانات، والشيخ محمد عبد العظيم، إمام وخطيب بمديرية أوقاف القاهرة، والواعظة بالأوقاف وفاء عبد السلام إبراهيم، والشيخ محمود محمد حسن القشط، القارئ المعتمد باتحاد الإذاعة والتليفزيون والذي أناب عنه نجله، والشيخ عبد الفتاح علي عبد الفتاح درويش الطاروطي، قارئ معتمد باتحاد الإذاعة والتليفزيون، والذي توجه إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحدث معه لتكريمه أثناء جلوسه على "كرسي متحرك".. ومن خارج مصر مفتي جزر القمر، الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل.
وفي كلمته خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على ضرورة الثبات على الحق في الأوقات الصعبة، وقال: "إن في سيرة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (الرحمة والهدى) قيما مجردة عابرة للزمان والمكان لعل من بينها الثبات على الحق والإيمان خاصة في الأوقات الصعبة".
وأضاف "إن سيرة حياة الرسول الكريم معين لا ينضب من الدروس والعبر منها نستلهم قيم الأمانة والصدق والإخلاص والرحمة ومنها نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة".. مهنئا الشعب المصري والشعوب الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لهذا العام يتزامن مع مرور العالم بظروف دقيقة تعيد إلى الأذهان ذكريات من التوتر والقلق والاضطراب لم تحدث منذ عقود طويلة.
وقال: "فما بين الكارثة الصحية التي تسببت فيها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية عميقة الأثر الناجمة عن توقف عملية الإنتاج في كبرى دول العالم، وما أعقب ذلك من موجة ارتفاع أسعار عالمية.. تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في تفاقمها بشدة.. مما دفع الدول الكبرى، لرفع أسعار الفائدة على نحو غير مسبوق.. أملا في احتواء التضخم.. وهو ما استدعى نزوحا كثيفا، لرؤوس الأموال من الدول النامية، إلى الدول الغنية ومن هنا جاءت أزمة النقد الأجنبي، التي يمر بها اقتصادنا والعديد من الاقتصادات الناشئة".
وأضاف "أن عاصفة طاغية كتلك كانت كفيلة في الظروف العادية باقتلاع اقتصادنا بشكل كلي والعصف بالكثير من مكتسبات الشعب المصري وأن الثماني سنوات الأخيرة من العمل التنموي المكثف غير المسبوق في حجمه ونطاقه وسرعته قد أثمرت صلابة وصمودا ومرونة كبيرة لدى اقتصادنا القومي بما يدفعنا إلى اليقين بأن الصعاب الحالية إلى زوال قريب بإذن الله، لاسيما أننا نبذل أقصى ما في الجهد والطاقة للتخفيف من آثارها على أبناء شعبنا مع الحفاظ في ذات الوقت على قوة الدفع اللازمة، لاستكمال مشروعات التنمية ونمو الاقتصاد، بما يحافظ على معدلات التشغيل المرتفعة.. ويضمن قدرة الدولة على حماية الأمن الغذائي وأمن الطاقة للمواطنين رغم الظروف العالمية الصعبة في هذين المجالين".
وتابع "إن مسيرة حياة النبي الكريم تؤكد لكل ذي بصيرة أن العسر يصاحبه اليسر وأن الله مع الصابرين الذين يعملون صالحا ابتغاء مرضاة الله وتحقيق مصالح الناس.. وإننا، إذ نسعى إلى الخير والرشاد والصالح العام نثق في الله سبحانه وتعالى وفي قدرة شعبنا الصامد الأبي على اجتياز الصعاب مهما كانت وتحويل الأحلام إلى حقيقة وصنع المستقبل المزدهر الآمن".
وأشاد الرئيس السيسي بكلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التي وصفها بالشاملة والعميقة والطيبة.. لافتا إلى أنه "لن تستقيم أي أمة في العالم وتتقدم للأمام دون الأخذ بأسباب الدنيا ولكن يحرسها أثناء ذلك مسار أخلاقي عميق".
ووجه الرئيس السيسي حديثه للدعاة الذين يتحدثون للناس عبر المنابر، قائلا:"إن المنهج الذي نسير عليه منهج يحاول أن يكون مستقيما وأمينا ومخلصا لله وشريفا في هذا المسار".
ولفت إلى ضرورة أن يكون لدينا ثقة في الله وفي المسار الذي ننتهجه مهما كانت الظروف صعبة، وقال: لن أقول لكم اطمئنوا بنا ولا بالحكومة ولكن سأقول اطمئنوا بالله سبحانه وتعالي.. وشدد على أنه ليس لديه أي شك أنه رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بنا حاليا، سيسدد الله عز وجل فيها الخطى.
وفي ختام الاحتفال، تم عزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم غادر الرئيس السيسي عقب ذلك مقر الاحتفال.