تحذيرات من التداعيات السياسية لتصاعد الضغط على صفقات القمح في البحر الأسود
يتصاعد القلق حول العالم من التأثير المحتمل لتصعيد التوترات بمنطقة البحر الأسود على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكر تقرير نشره موقع "ريليف ويب" المتخصص في أنشطة الإغاثة الإنسانية أن العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عانت من انعدام الأمن الغذائي لعقود من الزمن مع نمو سكانها جنبًا إلى جنب مع زيادة الطلب على المواد الغذائية المستوردة.
وقد ترك هذا النمط الاستيرادي العديد من البلدان في جميع أنحاء المنطقة تعتمد بشكل كبير أو جزئي على الحبوب المستوردة، ولا سيما تلك المصدرة عبر البحر الأسود وبرزت هذه التبعية إلى الواجهة في عام 2022 عندما كانت شحنات الحبوب من أوكرانيا معرضة لخطر التوقف التام قبل تفعيل مبادرة حبوب البحر الأسود ويهتم المراقبون والمحللون على السواء بتقييم المخاطر التي تواجه بعض دول الشرق الأوسط بالنظر إلى سلسلة من تصعيد الصراع الذي يؤثر على صادرات حبوب البحر الأسود خاصة بعد انسحاب روسيا من صفقة ممر الحبوب في يوليو، مع التركيز على العواقب الفورية والطويلة الأجل.
في حالة حدوث تصعيد كبير للصراع يؤثر على البنية التحتية لصادرات البحر الأسود، فمن المحتمل أن يؤدي النقص الدولي الكبير في الحبوب أو ارتفاع الأسعار إلى تهديد الأمن الغذائي وتفاقم القلق حياله في جميع أنحاء المنطقة ومن الممكن أن تؤدي ديناميكيات النظام العالمي الأوسع نطاقا، بالتنسيق مع تصاعد الصراع في البحر الأسود، إلى تفاقم أو استمرار صدمات الأسعار الحادة عبر مجموعة من السلع الغذائية الأساسية.
وحتى في حالة استمرار مسار عدم التصعيد في الأشهر المقبلة، فإن الأحداث منذ يوليو ستستمر مع ذلك في إحداث عواقب سلبية على التجارة عبر البحر الأسود، وتحديدًا من خلال المخاطر العالية والتكاليف المرتبطة بها التي يتعرض لها الشحن التجاري وينبغي للجهات الفاعلة في مجال المعونة إجراء تخطيط طوارئ قوي لمراعاة احتمال حدوث صدمات في أسعار الغذاء العالمية ونقص الحبوب في السياقات الهشة التي تعمل فيها، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الاحتياجات وإرهاق القدرات المتاحة للاستجابة في مشهد التمويل الذي يتضاءل بشكل متزايد.