أمن الخليج من أمن مصر.. تفاصيل حوار السيسي مع رؤساء الصحف الكويتية
ثمن الرئيس عبدالفتاح السيسي دور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في المنطقة "لضمان استقرارها وأمنها".
جاء ذلك خلال لقاء السيسي مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية ووكالة الأنباء الكويتية "كونا" ومجلس إدارة جمعية الصحفيين الكويتية، بحضور سفير الكويت لدى مصر السفير محمد الذويخ.
أشاد السيسي بالعلاقات الثنائية "المتميزة"، التي تربط بين مصر والكويت تحت القيادة الحكيمة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومن قبله أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، موضحا أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين هي مسيرة ممتدة بالتعاون والتفاهم تستمر كذلك، واصفا هذه العلاقات بأنها "تمثل نموذجا يحتذى به للتعاون والاخوة الصادقة بين الدول العربية وبين أشقاء تجمعهم روابط تاريخية وطيدة".
وقال الرئيس "لن تكون مبالغة عندما نقول إن ما يجمع كل الدول العربية هو مصير مشترك وليس فقط المصالح المعتادة في العلاقات الدولية فالمصير المشترك يعني أننا في قارب واحد"، مضيفا أن "ما يؤثر على أحدنا بالخير ينعكس على الباقين والعكس صحيح"، متذكرا امتزاج الدماء المصرية والكويتية في حرب السادس من أكتوبر 1973 وحرب الخليج 1991، مشيرا إلى أن ذلك "دليل قاطع على المصير المشترك وهو الأمر الذي استمر حتى الآن".
وأكد السيسي مجددا وقوف مصر قيادة وشعبا مع الكويت مشددا على أن "أمن الكويت من أمن مصر"، وفي رده على سؤال حول رؤيته لما حدث في عام 2011، قال الرئيس السيسي إن "ما حدث في المنطقة من أحداث غير مسبوقة عام 2011 كان علاجا خاطئا لتشخيص خاطئ وغير حقيقي".
وأوضح أن التشخيص السليم يتطلب من مثقفي ومستنيري الأمة العربية أداء دورهم في إنارة الطريق للجموع وللأجيال المقبلة من خلال التوصيف السليم للأوضاع الحقيقية في دولنا.
وأضاف، "كما أن عليهم عبئا كبيرا في استخلاص الدروس مما حدث لكيلا تتكرر هذه الأحداث، التي تسببت في ضياع دول بأكملها ومقتل وتشريد الملايين من العرب وتهديد مقدرات شعوب بأسرها".
وأكد الرئيس السيسي في هذا الصدد "وجوب المحافظة على الدولة الوطنية وترسيخ مفهومها في نفوس الأجيال الجديدة كي ينشأوا على فهم دورها ومسؤولياتها بدقة وواقعية ومن ثم يدركون أهمية الحفاظ عليها وعدم هدم مفهوم وكيان الوطن لصالح كل من يريد ذلك".
وقال، "بالنسبة لمصر رفض الشعب المصري في مشهد تاريخي فريد في 30 يونيو 2013 سيطرة التيارات التي لا تنتمي لعالمنا المعاصر وتريد دفع عجلة الزمن إلى الوراء وفرض رؤيتها الطائفية المغلقة على أغلبية الشعب".
وأضاف أنه "لأول مرة ربما في التاريخ يخرج الملايين بهذه الغزارة والكثافة إلى الشوارع، لينقذوا وطنهم وهويتهم ومقدراتهم".
واستكمل، "وأنا بمنتهى الوضوح لا أملك إلا تلبية الإرادة الشعبية الواضحة، التي تجلت في ثورة 30 يونيو"، مشددا على أن الإرادة الشعبية "أمر لا يرد ونداء يتوجب عليّ تلبيته".
وعن جهود مصر في الملف الفلسطيني للتهدئة بين حركة "حماس" وإسرائيل وفي المصالحة الفلسطينية، قال الرئيس السيسي إن السلام بالنسبة لمصر "خيار استراتيجي .. حاربنا من أجل السلام وحافظنا عليه ونبذل أقصى الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".
وأضاف أن التسوية يجب أن "تحقق للشعب الفلسطيني أمله المشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة، وبما يوفر واقعا جديدا في المنطقة يسمح لجميع شعوبها بالعيش في أمان وتحقيق التنمية".
وتابع أن التسوية يجب أن "تحقق للشعب الفلسطيني أمله المشروع في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة وبما يوفر واقعا جديدا في المنطقة يسمح لجميع شعوبها بالعيش في أمان وتحقيق التنمية".
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر تبذل "في هذا الإطار جهدا كبيرا لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتوحيد الصف وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية".
وأوضح أن ذلك يساعد في دفع مساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وحول الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، قال الرئيس السيسي إن "أخطر ما حدث في المنطقة خلال السنوات التي تلت عام 2011 هو انهيار الدولة الوطنية لصالح الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وهذا خطر وجودي غير مسبوق".
وأشار إلى أن "هذه الدول العربية هي صمام أمان لا غنى عنه، لتحقيق حياة آمنة لملايين المواطنين وهذه مقدرات شعوب ولا يمكن العبث بها أو التعامل معها بخفة وعدم جدية".
وأكد أن احترام سيادة الدولة والحفاظ على كيانها ووحدتها وترسيخ تماسك مؤسساتها واحترام إرادة الشعوب وإيجاد حل سلمي للأزمات ونزع أسلحة المليشيات والجماعات المتطرفة "هي محددات تعاملنا مع الأزمات القائمة بالمنطقة".
وعن آلية التعامل مع المخاوف من عودة المتطرفين إلى مصر مع قرب انتهاء الحرب في سوريا ودحر ما يسمى بتنظيم "داعش" قال السيسي إن "معركة مصر ضد الإرهاب هي جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب ونحن ملتزمون بالتصدي للتنظيمات الإرهابية وتقديم يد العون والشراكة لكل حلفائنا في تلك الحرب".
وأضاف أن ذلك "ما دفعني لتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في مصر والمنطقة والعالم"، مبينا أنه "في إطار الحرب على (داعش) فمن المهم إعادة تأكيد ضرورة استعادة وتعزيز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنية في العالم العربي بما في ذلك تلبية تطلعات وإرادة الشعوب نحو النهوض بالدولة".
وأوضح أن ذلك يتأتى "من خلال تكريس مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهو ما نقدر أنه يمثل خط الدفاع الأول ضد أية محاولات لنشر الفكر الإرهابي، ولدعم أية جهود للقضاء عليه".
وشدد على ضرورة أن "يواكب التقدم المحرز في مكافحة تنظيم "داعش" تحرك مكثف، لمنع تحرك العناصر الإرهابية إلى ملاذات آمنة أو توفير أطراف إقليمية ممرات آمنة لهذه العناصر للانتقال إلى أماكن أخرى في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء".
وأكد أن ذلك "يعد عنصرا أساسيا في مكافحة الإرهاب والقضا