في السياق الإقليمي.. لماذا تكتسب مباحثات سامح شكري ونظيره الإيراني أهمية لافتة؟
وصف وزير الخارجية الإيراني لقاءه مع نظيره المصري الوزير سامح شكري، على هامش الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بأنه “إيجابي ومثمر”.
ووفقًا لصحيفة "طهران تايمز"، شدّد حسين أمير عبد اللهيان على ضرورة تمهيد الطريق لتحقيق المصالح المشتركة من خلال الحوار المستمر بين مسؤولي البلدين.
وأكد الجانبان أيضًا أن العلاقات والتعاون الأقوى بين إيران ومصر سيعود بالنفع على البلدين وسيكون له أيضًا آثار إيجابية على المنطقة، ما يبرز الأهمية اللافتة لهذه المباحثات التي حظيت باهتمام المراقبين.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، صرح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن الاجتماع بين وزيري خارجية البلدين يمكن أن يفتح "فصلا جديدًا لبدء وإحياء العلاقات" بين القاهرة وطهران وشهدت إيران ومصر أربعة عقود من العلاقات الفاترة حيث كان لديهما أدنى مستوى من العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1980.
وفي مارس، قررت مصر السماح للإيرانيين الراغبين في زيارة جنوب سيناء من خلال وكالة سياحية معتمدة بالحصول على تأشيرة دخول عند الوصول وقد التقى أمير عبد اللهيان حتى الآن مع العديد من نظرائه الآخرين بالإضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تطورات العلاقات الإيرانية مع دول أخرى
قررت إيران وجيبوتي إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد اجتماع بين وزيري خارجية البلدين وخلال الاجتماع الذي عقد يوم الخميس، أبلغ وزير الخارجية الإيراني محمود علي يوسف أن إيران ترغب في رؤية ذوبان الجليد في العلاقات مع جيبوتي في الوقت الذي تسعى فيه إلى توسيع العلاقات مع الدول الإسلامية.
وقال المسؤول الإيراني: "لقد شهدنا دائما تطورات جيدة للغاية في العلاقات بين إيران وجيبوتي على مدى سنوات عديدة، وهناك مجالات مختلفة يمكننا التعاون على أساسها".
وأضاف أن إيران مستعدة لمشاركة قدراتها في المجالات التكنولوجية والعلمية لأنها تعتبر جيبوتي دولة “صديقة” و”شقيقة”. وقال وزير الخارجية الإيراني: “يمكننا إقامة علاقات قوية وتوسيع تعاوننا في جميع المجالات”.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الجيبوتي استعداد بلاده لتعزيز العلاقات البناءة مع طهران.
وأكد مجددا تصريحات نظيره الإيراني، ووصف التضامن بين الدول الإسلامية بأنه مهم وضروري كما ورد أن أمير عبد اللهيان ويوسف ناقشا القضايا الإقليمية والدولية وأعربا عن دعمهم للأمة الفلسطينية والقضية الفلسطينية أيضا.
وقطعت الدولة الصغيرة الواقعة في القرن الأفريقي علاقاتها مع طهران في عام 2016 “تضامنا مع المملكة العربية السعودية”.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أن داهمت مجموعة من المتظاهرين سفارتها في طهران.
وكان الدافع وراء هذا الإجراء هو إعدام الرياض لرجل دين شيعي بارز يدعى الشيخ نمر النمر وعشرات آخرين.
كما استعاد السودان وجزر القمر، اللذان اتخذا قرارات مماثلة في عام 2016 واستدعيا دبلوماسييهما من طهران، العلاقات مع إيران بعد اتفاق المصالحة بين طهران والرياض في مارس 2023.
وخلال اجتماعه مع وزير الخارجية القطري، شكر وزير الخارجية الإيراني أيضًا الدولة الخليجية على التوسط في صفقة تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة، مشيدا بالدوحة لقاعدتها “البناءة”.
وشدد على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الإقليمية والدولية ومن جانبه، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن قطر مستعدة للقيام بأدوار مماثلة ومساعدة إيران في تأمين المصالح المشتركة للبلدين.
وقال إنه يتعين على المسؤولين الإيرانيين والقطريين أيضا إجراء مفاوضات شاملة في طهران أو الدوحة.
إيران تحترم أي قرارات سياسية يتخذها اللبنانيون
وفي حديثه مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب أشار أمير عبد اللهيان أيضا إلى آخر تطورات العملية السياسية في لبنان قائلا إن إيران لن تتردد في المساعدة في العملية السياسية على أساس أي قرار يتخذه اللبنانيون كما جدد دعم طهران لحركة المقاومة في لبنان.
وشدد على الدور الكبير الذي تلعبه فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة التهديدات والفتن الإسرائيلية.
الدعم الإيراني لسوريا لن يتضاءل
وأثناء لقائه مع نائب وزير الخارجية السوري المعين حديثًا بسام الصباغ، أعلن وزير الخارجية أن “المشاورات والتعاون بين إيران وسوريا مستمران على أعلى المستويات”.
وأكد أن إيران ستواصل سياساتها المبدئية في دعم الحكومة السورية والأمة السورية على الساحة الدولية، بما في ذلك في الأمم المتحدة.
وبدوره، انتقد بسام الصباغ العقوبات الأمريكية على سوريا، واصفا إياها بأنها مصدر كبير لبؤس الشعب السوري.
كما أعرب عن ارتياحه للتعاون بين إيران وسوريا في المحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة.
وقال المسؤول السوري: “من المؤسف أن بعض الدول الغربية تستغل المنتديات والآليات الدولية لتحقيق أهدافها السياسية الخاصة”.
كما تم خلال اللقاء بحث مختلف القضايا والمستجدات التي تشهدها البلاد العربية، مع التأكيد على أنه ينبغي للبلدان النامية أن تشعر بأن صوتها مسموع في الهيئات الدولية.