ما أهمية استيلاء "هيئة تحرير الشام" على معبر الحمران بجرابلس؟
قالت تقارير صحفية إن مسلحين موالين لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، سيطرت الخميس 21 سبتمبر، على معبر الحمران البري بريف جرابلس شمال شرقي حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين تابعين للجيش الوطني السوري المعارض والمدعوم من تركيا.
المسلحون الموالون لـ"الهيئة" يعرفون بـ"أحرار عولان" نسبة لاتخاذهم من منطقة عولان مقرًا لهم بقيادة من يعرف بـ"أبوالدحداح".
ويقع معبر الحمران البري في منطقة "درع الفرات" حيث يسيطر المسلحون الموالون لتركيا، وهو يقابل معبر أم جلود الواقع بريف منبج الغربي حيث تديره الإدارة الذاتية، ويعتبر هذا المعبر مصدرًا اقتصاديًا مهمًا لمناطق المعارضة السورية لتبادل التجارة وإدخال المواد النفطية مع مناطق شمال شرقي سوريا.
وأسفرت الاشتباكات التي بدأت بين الطرفين، مساء الأربعاء الماضي واستمرت حتى الجمعة، عن مقتل ما لا يقل عن 16 مسلحًا وجرح آخرين، وتشهد المنطقة استنفارًا أمنيًا وعسكريًا، بما فيها القوات التركية التي تتخذ من المنطقة قواعد ونقاطًا عسكرية وأمنية عدة، وأرسلت "هيئة تحرير الشام" تعزيزات إلى منطقة عفرين من إدلب شمال غربي البلاد.
كيف وصلت الهيئة من إدلب؟
ومحاولة تغلغل "هيئة تحرير الشام" في مناطق سيطرة المعارضة بريفي حلب الشمالي والغربي ليست بجديدة.
إلى ذلك، أعلن مجلس منبج العسكري المنضوي تحت قيادة "قسد"، في الخامس من سبتمبر الجاري، رصده تحركات وتمركزًا لـ"هيئة تحرير الشام" على أطراف مدينة منبج، وبالتحديد في قرى عديدة غرب المدينة وشمالها، بخاصة قريتي الياشلي والشيخ ناصر شمال غربي منبج، وأنهم "نصبوا فيها الأسلحة الثقيلة وعمدوا إلى إفراغ القرى من سكانها".
أضاف المجلس التابع لـ"قسد" أن تحركات "الهيئة" "تأتي بالتنسيق مع قوات الاحتلال التركي ومرتزقيها بعد أن أحبطت قوات مجلس منبج العسكري هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على ريف منبج"، لكن وسائل إعلام معارضة قالت وقتها إن المسلحين المنتمين للعشائر قاتلوا في جبهات منبج بشكل مستقل عن الفصائل التي ينتمون إليها أو لـ"هيئة تحرير الشام"، وإنها لم تقدم لهم الغطاء العسكري أو السلاح.
أشار الناطق باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش إلى أن مناطق انتشار عناصر "هيئة تحرير الشام" شملت مناطق الجبهة الشمالية الغربية لمنبج، وأن عدد المسلحين التابعين لـ"الهيئة" المحتشدين في المنطقة تراوح ما بين 400 و500 شاركوا في هجمات على قريتي البوغاز والبويهج وسقط منهم قتلى، بحسب درويش.