ماذا وراء أول مباحثات مباشرة بين نتنياهو وإردوغان؟
ناقش رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية برعاية البيت الأبيض، خلال أول لقاء له على الإطلاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "سبوتنيك" الروسي، التقى أردوغان ونتنياهو للمرة الأولى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وبعد يوم من إعلان أردوغان للصحفيين أنه يدعم مبادرة إدارة بايدن للتوسط في اتفاق إسرائيلي - سعودي، حيث قال إن من شأن اتفاق كهذا تخفيف التوترات في المنطقة، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" كما اتفق نتنياهو وأردوغان على تنسيق زيارات متبادلة في المستقبل القريب، وفقا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، دون ذكر مصدر، أن أردوغان معني بترتيب رحلة إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن للصلاة في المسجد الأقصى بالقدس، وستكون الصلاة بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر 1923 ومن جهتها، قالت الرئاسة التركية، في بيان، إن الجانبين "ناقشا موضوعات سياسية واقتصادية وإقليمية، بالإضافة إلى القضية الإسرائيلية الفلسطينية، كما أن أردوغان أبلغ نتنياهو بأن البلدين يمكنهما التعاون في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي وكذلك الأمن الإلكتروني"، مضيفًا أنه "يتعين علينا جميعًا العمل معًا من أجل عالم يسود فيه السلام".
وفي تعليق جديد حول قضية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنها "مفاوضات معقدة للغاية"، مؤكدا أن "القضية الفلسطينية قابلة للحل، ولن تشكل عائقًا أمام السلام" وكان أردوغان أكد في وقت سابق، أنه" سيعقد أول لقاء مع نتنياهو"، متمنيا أن تكون هذه الخطوة بداية لمرحلة أفضل بكثير في العلاقات التركية الإسرائيلية.
واتصل نتنياهو بأردوغان، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وهنأه واتفقا وقتها على مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين، وشكر الرئيس التركي مرة أخرى إسرائيل على مساعدات الإنقاذ في أعقاب الزلزال الذي ضرب بلاده قبل بضعة أشهر وتسلم رجب طيب أردوغان، أوراق اعتماد سفيرة إسرائيل لدى تركيا، في ديسمبر، في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين بعد توتر دام 4 سنوات ونشرت الرئاسة التركية، صورا لأردوغان وهو يستقبل، في المجمع الرئاسي، إيريت ليليان السفيرة الإسرائيلية الجديدة لدى بلاده.
كما نشر حساب "إسرائيل بالعربية" التابع للخارجية الإسرائيلية، مقطع فيديو للسفيرة في أثناء مراسم تقديم أوراق اعتمادها للرئيس التركي، وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت في سبتمبر 2022، تعيين إيريت ليليان سفيرة لتل أبيب لدى أنقرة.
وسبق أن تبادل البلدان طرد السفراء في عام 2018، على خلفية أعمال العنف في قطاع غزة وأسفرت حينها عن العشرات وإصابة نحو ألفي شخص، حيث وصف الرئيس التركي ما حدث في القطاع بـ "المجزرة".
وشهدت العلاقات الإسرائيلية التركية تحسنًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، توجت بزيارة الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ إلى أنقرة، حيث التقى بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في مارس الماضي وفي أغسطس 2022، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لابيد، أن تركيا وإسرائيل قررتا إعادة السفراء بين البلدين، وذلك في أعقاب اتصال جمعه مع الرئيس التركي.