مصر تتجه نحو طفرة في اكتشاف الآثار
تستثمر الحكومة المصرية بكثافة في الحفريات الأثرية، لذلك يتم اكتشاف الكثير من الكنوز، وتحتفي المواقع الإلكترونية المتخصصة في الفنون وآثار العالم القديم برحلات هذه الكنوز حول العالم وخاصة أحدث جولة لها إلى أستراليا.
وسلط تقرير نشره موقع “فاينانشيال ريفيو” الأسترالي الضوء على حماس الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، بعد مرور عام على الذكرى المئوية للاكتشاف الأثري الأكثر شهرة على الإطلاق وهو مقبرة الملك الصبي توت عنخ آمون المليئة بالكنوز.
وقال المسؤول الأول عن الآثار المصرية، إن العمال في سقارة، أكبر موقع أثري في البلاد، على وشك الانتهاء من اكتشاف آخر مهم على نطاق واسع.
وأضاف وزيري لمجلة “لايف آند ليشر” أثناء زيارة جوية قام بها مؤخرًا إلى سيدني: “نحن قريبون جدًا من العثور على مقبرة إمحوتب، ذا ليس إمحوتب الكاهن الذي لم تنجح أفلام المومياوات في نقل حقيقته التاريخية، ولكن إمحوتب المهندس المعماري، الذي أنشأ الهرم الأول، الهرم المدرج للملك زوسر، منذ 4600 عام والذي كان يُعبد كإله في العصور اللاحقة”.
وتابع: “قبل عامين، عندما قمنا بحفرياتنا، عثرنا على تمثال لـ إمحوتب، مما يمنحنا شعورًا قويًا بأننا على وشك العثور على مقبرته، إذا تم الكشف عن مكان مثوى إمحوتب الأخير، فسيكون هذا هو الأحدث في سلسلة من الاكتشافات التي أسفرت عن خروج كنوز غير عادية الى النور وأعادت كتابة التاريخ”.
وفي الأقصر، تم الكشف عن العشرات من مواقع الدفن إلى جانب آثار مدينة رومانية قديمة، وعلى الجانب الآخر من نهر النيل، تم اكتشاف مدينة ملكية عمرها 3400 عام.
وتشمل الاكتشافات الجديدة في الجيزة هرم ملكة غير معروفة سابقًا، ومجموعة من التوابيت والمومياوات والمصنوعات اليدوية، وحتى ممر مخفي داخل الهرم الأكبر.
وعلى بعد 30 كيلومترًا فقط من القاهرة في مقبرة سقارة، عثر على مكان دفن العديد من كبار المسؤولين، وتشمل مجمع مقابر تحت الأرض عمره 3200 عام ينتمي إلى بانهسي، خادم معبد آمون منذ حوالي 3000 عام، ومقبرتين يعود تاريخهما إلى أكثر من 4000 عام، بما في ذلك تاريخ ميري، التي حملت اللقب الرائع "حافظة الأسرار".
يبدو أنه من المعجزة أنه بعد عقود عديدة من الحفريات، لا تزال الكثير من الكنوز العظيمة تنتظر اكتشافها تحت رمال الصحراء.
وهناك سببان بسيطان لأهمية الاكتشافات المصرية الأخيرة، أولهما متانة مملكة مصر القديمة. على عكس روما الإمبراطورية، التي انهارت بعد 500 عام مضطرب.
وفي المقابل حكم المصريون القدماء مصر لمدة 3000 عام منذ توحيد البلاد حوالي عام 3100 قبل الميلاد وحتى غزوها على يد المقدونيين في عام 332 قبل الميلاد.
والسبب الثاني هو أن مصر تستثمر بكثافة في عمليات التنقيب الجديدة، والتي يقود العديد منها الآن مصريون.
وأكد وزيري: "في عام 2017، عندما تم تعييني رئيسًا للمجلس الأعلى للآثار، بدأنا بعثاتنا الخاصة في كل مكان في مصر وقد بدأنا بـ 40 مهمة مصرية؛ وفي عام 2019 وصلنا إلى 80 اكتشافا مهما".
وأشار إلى أنه سيتم عرض السوار الذهبي للملك شيشنق الأول مع عين الودجات في معرض رمسيس وذهب الفراعنة بالمتحف الأسترالي بسيدني، وقد ثبت أن هذا الأمر بالغ الأهمية خلال عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا، عندما أوقفت البعثات التي ترعاها جهات أجنبية عملياتها.
ولم تستمر العديد من البعثات المصرية في العمل خلال معظم تلك الفترة فحسب، بل كانت تعمل أيضًا بشكل أكثر اتساقًا.
وتعمل البعثات الأجنبية لمدة شهر أو شهرين كحد أقصى في السنة؛ يقول وزيري: "نحن نعمل 10 أشهر في السنة".
ولا يزال وزيري نفسه منخرطًا بنشاط في الحفريات، وفي الواقع، كان أحد شروطه لتولي وظيفته الحالية هو السماح له بمواصلة العمل الميداني الذي يحبه.
وأوضح وزيري: “منذ أكثر من 30 عامًا وأنا أحفر وهذا كل ما يمكنني فعله، وهناك الكثير من المواقع الرائعة التي لم يتم اكتشافها بعد”.
وزاد: “آمل أن نتمكن من العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر، ومقبرة كليوباترا، ومقبرة نفرتيتي الثالثة ولا يزال هناك الكثير مما لم يتم اكتشافه، ويعد العثور على كنوز جديدة أمرًا مهمًا أيضًا للاقتصاد المصري”.
وساهمت السياحة بحوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد قبل الوباء، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي حاليا واحدة من قطاعات النمو الرئيسية في البلاد.
وزار سبعة ملايين سائح البلاد في النصف الأول من هذا العام، وفقًا لأرقام وزارة السياحة والآثار ويقول العديد من المشغلين “إن الطلب لم يصل بعد إلى ذروته”.
وقال ميشيل ميكان، من شركة أبركرومبي آند كينت: "تعد مصر حاليًا وجهتنا الأولى في أستراليا والعالم وتقدم الشركة عددًا من مسارات الرحلات المختلفة، بما في ذلك رحلة مجموعة صغيرة بطائرة خاصة والتي تشمل أيضًا الأردن".