محطات الإذاعة الرقمية في بريطانيا تسلط الضوء على موسيقى الأندرجراوند المصرية

في كل شهر، تسلم بعض محطات الإذاعة الرقمية المنتشرة في بريطانيا الميكروفون لثلاثة من الفنانين المصريين المقيمين في البلاد ليولوا عرض مقطوعات موسيقية من جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.

وأشارت ماتيلدا هابل، في تقرير لصحيفة "ذا ميرور"، إلى حرص الإذاعات الرقمية في بريطانيا على أن يكون حكم المستمعين على موسيقى الأندرجراوند موضوعيًا للغاية، وتذكرهم الإذاعة بضرورة أن يتركوا تحيزاتهم عند الباب، والاستماع إلى الموجات الصوتية التي تذاع بحيادية وأن يكون تقييمهم لجودة الموسيقى فقط، وتشبه الصحيفة هذا النشاط باستخدام عدسة دولية مكبرة لاكتشاف تفاصيل موسيقى الشباب التي لا تتقيد بتقاليد الموسيقى الشرقية الراسخة، ولا تخفي هذه المحطة الإذاعية التي يقع مقرها في المملكة المتحدة حمساهما للموسيقى الجديدة التي تسمح للمستمع باستكشاف المزيج غير المحدود الذي يتحدى التوقعات المجتمعية لوضع علامة إعجاب في مربع معين.

ويمكن تجربة هذه الطبيعة المناهضة للتقاليد المنوسيقية الشرقية من خلال المقيمين المصريين الثلاثة الذين يتنوعون في عروضهم بين أنواع البوب، والراب والفواصل، والموسيقى الكلاسيكية، وموسيقى التكنو، وكل شيء بين هذه الأطياف والأذواق المتنوعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إذاعة NTS، هي الأحرف الأولى التي تعني "Nuts to Soup"، وهي محطة إذاعية مقرها في دالستون، لندن، أسسها فيمي أديمي وكلير أوربان في عام 2011 بميزانية قدرها 5000 جنيه إسترليني فقط وهي تبث الآن الموسيقى من أكثر من 50 مدينة حول العالم مع 800 مضيف مقيم لثلاثة ملايين مستمع شهريًا، وتغطي كل شيء تحت مظلة الموسيقى التي يهتم بها الشباب وتم إنشاء المنصة بكل فخر من قبل محبي الموسيقى، لمجتمع عالمي من محبي الموسيقى، وقد قاموا الآن بإنشاء استوديوهات دائمة في لندن ومانشستر ولوس أنجلوس وشنجهاي.

وبفضل علامتها التجارية ذات السمعة العالمية، تقومالإذاعة التي أسسها الشباب للشباب بتسليم الميكروفون لثلاثة مقيمين مصريين في كل شهر الأول يفضل أن يطلق على نفسه "بوست درون"، والثانية نهال الأعسر والثالث يطلق على نفسه اسم "زولي"، وتشمل العروض مقطوعات موسيقية لفنانين من مصر ومختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وغالبًا ما يشارك فيها منسقو أغاني من نفس المنطقة. 

ويظل كل من المقيمين صادقين مع الطبيعة المنفتحة والتجريبية التي تتبناها الإذاعة ويتحدى كل منهم الأحكام المسبقة والافتراضات التي قد تكون لدى المستمع بشأن المقطوعات الموسيقية التي يقترحونها على المستمعين ويقوم العرض التجريبي بتشريح الزوايا المختلفة لمشهد موسيقى الأندرجراوند في القاهرة، وغالبًا ما ينحرف إلى النوع "التجريبي" بسبب صعوبة تحديد الطبيعة الحديثة للمسارات الموسيقية التي يتم اختيارها. 

وفي آخر ساعة له على المحطة، مزج "بوست درون" بين الفواصل وموسيقى التكنو، وتمكن من مفاجأة المستمعين الأكثر خبرة بمقطوعة عادية من موسيقى الأرغن المدمجة في التراكات وتمتزج المقطوعات الموسيقية المنتجة في مصر بسلاسة مع بعضها البعض، ويزينها كلمات غنائية عربية.

وتسلط عروض نهال الأعسر الضوء على أغاني الراب الجديدة وغير المنشورة من مصر والمنطقة المحيطة بها؛ يتضمن أحدث عروضها أغنية "منسيتيش" الجديدة لهادي معمر، بالإضافة إلى أغنية عالية الطاقة لم يتم إصدارها بعد من "بيلي تسترك" وتحب نهال عرض مقطوعات موسيقية ورابية جديدة، ولكنها دائمًا ما تقوم بتجربة أنواع متعددة، مما يبقي المستمع متيقظًا ويشجعه على الاستمرار في متابعة أحدث ما يقدمه موسيقيو الأندرجراوند.