هل تنجح إيران في إقناع تركيا بإنهاء احتلالها للشمال السوري؟
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن إيران اقترحت على سوريا وتركيا خطة عمل حول انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.
وتابع: “اقترحنا أن تلتزم تركيا أولا بسحب قواتها العسكرية من الأراضي السورية، وثانيا أن تلتزم سوريا بنشر قواتها على الحدود حتى لا تتعرض الأراضي التركية للتهديد”.
الباحث في الشؤون التركية، حسام الدين عماد، استبعد في تصريحات لـ"الرئيس نيوز" استجابة تركيا للمبادرة، وقال: “تركيا لن تنسحب في القريب العاجل من شمال سوريا، طالما أن كلفة تواجدها هناك غير مكلفة؛ إذ تعتمد على الجماعات المتطرفة التي تمولها في تنفيذ أجندتها، وبالتالي الخسائر البشرية في صفوف القوات التركية قد لا تذكر، أو لا تمثل ضغطا على أردوغان”.
ورجح عماد أن تستجيب تركيا لفكرة الانسحاب إذا ما لقت محفزات تكافئ ما كانت ترغب في تنفيذه حينما قررت احتلال العديد من المناطق في شمال وشمال شرق سوريا، وتحديدا ما له صله بوضعية الأكراد.
وخلال وقت سابق قالت الخارجية التركية إن فكرة الانسحاب من الأراضي السورية غير واردة في القريب العاجل ما لم تعالج دمشق شواغل أنقرة.
كان أردوغان عبر خلال وقت سابق عن استياءه مما اعتبره موقفا سوريا غير متفاعل مع مساعي التقارب مع بلاده وقال وقتها إنه مستاء لذلك.
وحددت دمشق شرطها للتقارب مرة أخرى مع أنقرة، بإنهاء الأخيرة احتلالها للعديد من المناطق في شمال وشمال شرق سوريا.
وفشل المخطط التركي إزاء سوريا، بعدما عملت لأعوام على دعم الجماعات المسلحة المتطرفة لتقويض سلطة الرئيس بشار الأسد، لكنه نجح بسبب الدعم الروسي الإيراني المطلق له.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن طهران تحاول تهيئة ظروف جيدة لحل المشاكل بين تركيا وسوريا، مشددا على أن وحدة أراضي سوريا قضية أساسية.
وقال في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: "نحاول تهيئة ظروف جيدة لحل المشاكل بين تركيا وسوريا، ونأمل أن تثمر الجهود الحالية عن تحسين العلاقات بين الدولتين. السيادة الوطنية السورية ووحدة أراضي هذا البلد قضية أساسية لنا".
وعن اقتراح خروج القوات التركية من سوريا في إطار الاجتماع الرباعي، أشار كنعاني إلى أن "هذا يخص تركيا وسوريا وإيران تساعد لحل المشكلة" وأن ما يهم إيران "هو احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا".
أضاف: "هناك اختلافات بين الجانبين ونسعى لحلها لاسيما في إطار الحوار الرباعي ومسار أستانا"، مشددا على "ضرورة خروج القوات الأجنبية واستكمال المسار السياسي في سوريا دون تدخل خارجي".