تفاصيل أول لقاء رسمي بين وفد جماعة الحوثي ومسؤولين سعوديين في الرياض
قال الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، إن زيارة وفد جماعة الحوثي للسعودية، ليست الأولى من نوعها ولكنها تتميز هذه المرة بأنها معلنة ورسمية، ولاقت ترحيبا دوليا بما في ذلك أمريكا.
ولفت خلال حديثة مع الرئيس نيوز، إلى أن وفودا كثيرة من جماعة الحوثي التقت مع مسؤولين سعوديين في سلطنة عمان وكذلك في الرياض لكنها جميعها كان سريا وغير معلن حتى وإن كشفت بعض التقارير الصحفية تفاصيله.
وأكد رجب أن اللقاء سيكون بداية للقاءات أخرى؛ تمهيدا لإنهاء الحرب التي لم ينتصر فيها أحد، والتي قررت المملكة خوضها العام 2015، ولفت إلى أن القرار المصري بعدم المشاركة في عملية عاصفة الحزم كان صائبا، فضلا عن تأكيدها على ضرورة إنهائها بالطرق السلمية، وأنه لن ينتصر فيها أحد.
وتابع: "منذ قررت السعودية وإيران التقارب وتعالت المؤشرات على قرب وقف الحرب في اليمن وإنهاء معانات الشعب اليمني، فميليشيا الحوثي هي ذراع مسلحة لإيران في اليمن وبمجرد التقارب بين الرياض وطهران ستنتهي الحرب".
وقال الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم أجراء شمال اليمن، إنهم يأملون في "تجاوز التحديات" خلال محادثات مع مسؤولين سعوديين في الرياض تتعلق بإنهاء حرب اليمن.
وقال المسؤول السياسي البارز في صفوف الحوثيين محمد علي الحوثي "أملنا أن يتم النقاش الجدي لما فيه مصلحة الشعبين وتجاوز التحديات". وكتب على منصّة "إكس": "لا يمكن أن يكون الحوار إلا مع تحالف العدوان باعتبار قرار العدوان والحصار وإيقافه بيده"، في إشارة إلى السعودية التي تقود تحالفا عسكريا يخوض حربا ضد الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران منذ عام 2015.
وأشار المسؤول الحوثي إلى أنّ الحوار في السعودية الذي سيجري بوساطة عمانية، يتركز على صرف مرتبات الموظفين الحكوميين والإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين و"خروج القوات الأجنبية" والإعمار وصولا الى الحل السياسي الشامل.
وهذه الزيارة العلنية الأولى لوفد حوثي للسعودية منذ التدخل العسكري السعودي في هذا البلد ضد الجماعة الموالية لإيران بداية تحت شعار "عاصفة الحزم".
وفق موقع فرانس برس، أفادت مصادر سياسية في صنعاء أنه من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر أطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وبدعم من السعودية وعُمان.
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد ذكرت بأن المملكة وجهت دعوة لوفد للحوثين من صنعاء لزيارة الرياض لمواصلة المحادثات مع المملكة وسلطنة عُمان "للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية".
وكان مسؤول في مطار العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس إنّ طائرة عمانية نقلت "وفدا حوثيا يضم عشرة أشخاص بالإضافة إلى خمسة عمانيين" من صنعاء إلى الرياض، فيما أفاد مسؤول حوثي بأنّ "مدة الزيارة خمسة أيام". وتؤدي سلطنة عمان دور الوسيط في النزاع.
ووفق تقارير فإنّ المحادثات تتركّز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظلّ مغلقًا لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر.
ويبدو، كما في المحادثات السابقة، لم تشارك الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشكل مباشر كطرف في المحادثات التي تقوم بها السعودية وعمان.