ما سر اختفاء اثنين من كبار الوزراء في الصين؟
تدور العديد من الأسئلة حول دوافع الرئيس الصيني بعد اختفاء وزير ثان في الصين عن الأعين، فلم يظهر وزير الدفاع الصيني "لي شانغ فو" علنًا منذ أكثر من أسبوعين ويأتي اختفاء هذا المسؤول الكبير المقرب من الرئيس "شي جين بينج" بعد شهرين من اختفاء وزير الخارجية السابق “تشين جانج”.
ويأتي في أعقاب إقالة اثنين من الجنرالات العسكريين ذوي النفوذ، ووفقًا لتقرير نشره موقع "فرانس 24"، يرى بعض المراقبين أن اختفاء "لي" مرتبط على الأرجح بتحقيقات في قضايا فساد، في حين يرى آخرون أنه علامة على معارك سياسية ضارية مخفية عن أعين الخارج.
أين ذهب وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو؟ لم يرى المسؤول العسكري الكبير منذ أكثر من أسبوعين، كما أشارت صحيفة فايننشال تايمز وكان آخر ظهور علني للجنرال في منتدى السلام والأمن الصيني الأفريقي الثالث في بكين المنعقد بتاريخ 29 أغسطس ولم يغادر الصين منذ رحلته إلى موسكو ومينسك في وقت سابق من ذلك الشهر ويبدو أن بكين تلتزم الصمت بشأن الاختفاء وظهر الدليل الرسمي الوحيد عندما قالت السلطات الفيتنامية إن وزارة لي ألغت الأسبوع الماضي رحلته إلى هانوي "لأسباب صحية".
لكن مصادر في واشنطن قدمت تفسيرا مختلفا وفي حديثهم إلى صحيفة فايننشال تايمز بشرط عدم الكشف عن هويتهم، قال العديد من المسؤولين الأمريكيين إن الوزير لي يمكن أن يكون هدفا لتحقيق في الفساد، وهو ما كان من الممكن أن يدفع السلطات الصينية إلى إقالة وزير الدفاع سرًا من منصبه بعد ستة أشهر فقط من تعيينه من قبل الرئيس شي.
وذكرت رويترز أن لي يخضع للتحقيق من قبل السلطات الصينية، نقلا عن 10 أشخاص وصفوا بأنهم على دراية بالأمر ويبدو أن بكين قامت بعملية تطهير صيفية في صفوف جيش التحرير الشعبي.
وقالت كارلوتا رينودو، المتخصصة في شؤون الصين في الفريق الدولي لدراسة الأمن في فيرونا: "هناك دلائل على أن حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد مستمرة وتستهدف متورطين ضمن قيادات جيش التحرير الشعبي الصيني".
وفي يوليو 2023، أعلن شي نفسه عن إقالة اثنين من المسؤولين من القوة الصاروخية التابعة لجيش التحرير الشعبي، وهو الفرع العسكري المسؤول عن تطوير الصواريخ الباليستية ذات الإستراتيجية العالية وفي أوائل سبتمبر الجاري، أُقيل رئيس المحكمة العسكرية للجيش ولم تقدم بكين سببًا رسميًا لهذا "التغيير غير المتوقع" ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالقوات المسلحة الصينية، فإن الفساد لا يزال هو المشتبه به الرئيسي.
وذكر الخبير في الشؤون الصينية مارك لانتين من جامعة القطب الشمالي في النرويج أن جيش التحرير الشعبي الصيني ظل في معركة مفتوحة ضد الفساد منذ انفتاح الصين على العالم اقتصاديًا في الثمانينيات" وبالعودة إلى 20 عامًا، كانت هناك فضيحة حول جنرالات أصبحوا أثرياء عن طريق بيع صلاحياتهم ونفوذهم".
منذ وصوله إلى السلطة في عام 2012، جعل شي مكافحة الفساد في صفوف المؤسسة العسكرية أولوية مطلقة.
وقال رينودو: “تعهد الرئيس بمحاربة الفساد في جيش التحرير الشعبي” وقد تكون عملية التطهير الأخيرة ــ بما في ذلك اختفاء وزير الدفاع ــ أحدث مظهر لحملة شي لمكافحة الفساد وحقيقة أن الرئيس لم يتردد في التخلي عن الوزير الذي عينه في مارس، والذي “يُنظر إليه بالتأكيد على أنه موالي لشي”.
وكما قال لانتين، يبدو أنها تثبت تصميم الرئيس على اجتثاث الفساد وقال رينودو: "لا أحد في مأمن".