الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

فرق الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على ناجين تحت أنقاض زلزال المغرب

الرئيس نيوز

تابعت صحيفة نيويورك تايمز جهود فرق الإنقاذ التي تسابق الزمن في المغرب لانتشال الناجين بعد أقوى زلزال تشهده البلاد منذ 100 عام، وكانت بعض المناطق الأكثر تضررًا في مناطق جبال الأطلس، حيث انقطعت خدمات الكهرباء والهاتف وأغلقت الطرق بسبب الحطام. قُتل ما لا يقل عن 2100 شخص وفي الجبال المنكوبة بالزلزال، يتعين على العديد من المغاربة إعالة أنفسهم والاعتماد على ما يتوافر من الإمدادات بسبب صعوبة ا إلى هذه المناطق وقالت الصحيفة إن أفراد العائلات لا يزالون يبحثون عن أقاربهم المفقودين.

وتسببت الأنقاض والركام والصخور المتساقطة في إغلاق بعض الطرق المؤدية إلى القرى المغربية الأكثر تضررًا من الزلزال، بدأ العديد من السكان في دفن موتاهم والبحث عن الإمدادات الشحيحة يوم الأحد في انتظار المساعدات الحكومية وقد يطول هذا الانتظار.

وذكر تقرير لموقع فرانس 24 أن الزلزال الأخير هو أقوى زلزال يضرب المنطقة منذ قرن لم يسلم سكان الشقق في المدينة ولا أولئك الذين يعيشون في منازل من الطوب اللبن في جبال الأطلس الكبير، لكن الكثيرين في المناطق النائية والوعرة في المغرب تركوا بالكامل تقريبًا لتدبر أمرهم بأنفسهم.

وقال الناجون، الذين واجهوا انقطاعات واسعة النطاق في الكهرباء والهواتف، إن طعامهم ومياههم بدأت تنفد، وتم دفن بعض الجثث قبل أن يتم غسلها حسب الشريعة الإسلامية، وأفاد التلفزيون الرسمي المغربي يوم الأحد أن الزلزال الذي وقع ليلة الجمعة، والذي قدرت قوته بـ 6.8 درجة، أدى إلى مقتل أكثر من 2100 شخص وإصابة أكثر من 2400 آخرين.

وأشارت التايمز إلى أن الكثير من الناس يتفاعلون بهدوء في البداية لأنهم لم يتمكنوا من استيعاب ما حدث حولهم بعد، ونشرت وسائل الإعلام الرسمية المغربية لقطات لطائرات هليكوبتر تنقل المساعدات جوًا إلى المناطق النائية.

قال الملك محمد السادس إنه أمر الحكومة بتوفير المأوى بسرعة وإعادة بناء المنازل لمن هم في محنة، “وخاصة الأيتام والضعفاء”.

والتزمت الحكومة الصمت بشكل عام منذ وقوع الزلزال، ولم تنشر سوى القليل من المعلومات حول جهود الإنقاذ ولم تقدم سوى تحديثات قليلة عن الضحايا، ولجأ بعض المغاربة إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم يد العون، وفي قرية دوار تنرت بجبال الأطلس، يصطف الأشخاص الذين ينامون في العراء لليلة الثالثة على التوالي للحصول على المساعدات التي هم في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك البطانيات والحفاضات والمياه من مؤسسات خيرية في مراكش.

وعلى بعد حوالي 20 ميلًا في قرية جبلية أخرى، أزغور، انقطعت خدمات الكهرباء والهاتف، لذلك لم يكن من الممكن حتى طلب المساعدة الخارجية. 

وقام شبان يتابعون صرخات في الظلام بإخراج ناجين من تحت الأنقاض بأيديهم، خوفا من المزيد من انهيار المنازل.

وقال إمام القرية، عبد الجليل المغراري، 33 عامًا: “لم ننتظر أحدًا لنبدأ في إنقاذ حياة الناس”.

ومع تعطل آليات ضخ المياه بسبب الزلزال، اضطر سكان القرى هناك إلى المغامرة على بعد أميال للعثور على آبار صالحة للعمل، وكان اليأس يتزايد ومع ذلك، حاول رئيس إحدى الجمعيات القروية، جمال البركي (54 عاما)، التحلي ببعض التفاؤل.

وأضاف: "من المتوقع هطول أمطار هذا الأسبوع وبدونها، نحن خائفون.. سيكون الأمر سيئًا حقًا."

وعرضت عشرات الدول المساعدة، وقالت إسبانيا إنها سترسل فرق بحث وإنقاذ، وستنشر مركبات ومعدات متخصصة ولكن بعض الحكومات وجماعات الإغاثة.

وأكدت نها لا تزال تنتظر أن يعطي المغرب الضوء الأخضر، حتى مع اكتظاظ المستشفيات الريفية.

وقال أرنو فريس، مؤسس منظمة إنقاذ بلا حدود، وهي مجموعة ساعدت في عمليات الإنقاذ بعد الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا في فبراير، في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر إن المغرب لم يمنح منظمته الإذن بالمساعدة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن حكومته على اتصال بالسلطات المغربية ومستعدة لتقديم المساعدة، وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند مضيفًا "في اللحظة التي يطلبون فيها ذلك، سننتشر".

وقالت كارولين هولت، مديرة الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن الأيام الثلاثة الأولى بعد وقوع الزلزال تسمى أحيانًا "الفترة الذهبية" لرجال الإنقاذ، لذا فإن هذا وقت حرج لعمال الطوارئ الذين يحاولون إنقاذ الناجين في المغرب، ولكنها شددت أيضا على ضرورة تزويد الناس بالمياه النظيفة وتحديد المباني المتضررة التي لا تزال تشكل خطرًا وقالت: "نحن بحاجة للتأكد من أننا لا نواجه كارثة داخل كارثة".

واستعدت الأسر التي دمرت منازلها أو أصبحت غير آمنة للنوم خلف ملاجئ مؤقتة مصنوعة من الأقمشة الملونة والأقمشة البلاستيكية المثبتة بالحجارة أو في خيام صفراء قدمها رجال الإطفاء ونام آخرون يشعرون بالقلق من الهزات الارتدادية في العراء.

في قرى مثل أزغور، التي تقع بين اثنتين من سلاسل جبال الأطلس جنوب مراكش، عادة ما يتم بناء المنازل من الطوب اللبن، وهي طريقة بناء تقليدية تجعلها معرضة بشدة للزلازل والأمطار الغزيرة. 

وقد أدى الزلزال إلى تحويل نصف المنازل في أزغور إلى أنقاض وترك ما تبقى منها غير صالح للسكن كما تضرر أكثر من 300 ألف مدني في مراكش وضواحيها من الزلزال، بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية وأعلنت وزارة الداخلية المغربية أن 17 شخصا لقوا حتفهم في منطقة مراكش ولكن يبدو أن مراكش ومدينتها القديمة المسورة، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، لم تتعرض لأضرار جسيمة.