السكان تخيم على جوانب الطرق تحسبا من الهزات الارتدادية
زلزال المغرب.. قرى تختفي وسباق مع الزمن لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض
فيما أمضى كثيرون من الناجين ليلة ثالثة في الخلاء بعد أن تهدمت منازلهم أو أصبحت غير آمنة بسبب أعنف زلزال هز المغرب منذ عام 1900 على الأقل، يخوض المغاربة سباقا مع الزمن لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، وتكافح خدمات الطوارئ من أجل الوصول إلى المناطق النائية.
ويواصل قرويون الحفر بأيديهم وبالمجاريف اليدوية أملا في العثور على أحياء تحت الأنقاض، في ظل صعوبة توفير آلات للحفر.
وتنشأ الحاجة إلى تلك الآلات ذاتها من أجل تجهيز قبور لمئات القتلى جرّاء الزلزال الذي يعدّ الأقوى في تاريخ المغرب على الإطلاق.
وكان الناجون من الزلزال ينتشلون ممتلكاتهم من بين أنقاض منازلهم ويحفرون بأيديهم للبحث عن أقاربهم.
وأعلنت وزارة الداخلية المغربية ارتفاع أعداد ضحايا الزلزال حتى الآن إلى 2122 قتيلا و2421 مصابا بينهم كثيرون في حالة حرجة.
وجاء مركز الزلزال تحت سلسلة من القرى الجبلية جنوبي مدينة مراكش القديمة والمدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
وتسبب الزلزال، الذي بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، في انهيار منازل، وإغلاق طرق، كما امتدت آثاره إلى مناطق بعيدة وصلت إلى ساحل المغرب الشمالي.
ولا يزال سكان المناطق المتضررة في الشوارع في حالة خوف من هزات ارتدادية.
وفي يوم السبت، أعلن العاهل المغربي، محمد السادس، الحداد الوطني لثلاثة أيام.
وأعلن القصر الملكي نشر وحدات حماية مدنية لتعزيز الاحتياطي في بنوك الدم والطعام والمياه والخيام والأغطية.
لكن عددا من المناطق الأكثر تضررا بالزلزال يعدّ نائيا على نحو استحال معه وصول فرق الإنقاذ في غضون الساعات القليلة التالية لوقوع الزلزال – والتي تعدّ بالغة الأهمية للكثير من حالات الإصابة.
وعملت الصخور المتساقطة من الجبال على سدّ الطرق المؤدية إلى قمم جبال الأطلس – والتي تضم عددا من المناطق الأكثر تضررا بالزلزال.
وتوالت عروض المساعدات الدولية للسلطات المغربية التي قالت إنها قبلت عروضا بالمساعدة من أربع دول.
وقالت وزارة الداخلية المغربية إن الرباط استجابت لعروض من إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات بإرسال فرق للبحث والإنقاذ.
وقالت بريطانيا إن السلطات المغربية قبلت عرضا بنشر فِرق إغاثة، تضم متخصصين في مجال الإنقاذ، وفريقا طبيا، وكلابا مدربة على البحث، فضلا عن معدات أخرى.
وقالت إسبانيا وقطر إنهما استلمتا طلبين رسميين، وإنهما بصدد إرسال فِرق للبحث والإنقاذ.
وقالت فرنسا إنها تقف متأهبة لتقديم المساعدة غير أنها تنتظر قبولا رسميا من المغرب.
وفي ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: في اللحظة التي يردنا فيها طلب المساعدة، سنقدمها على الفور.
وقالت الولايات المتحدة إن فرق البحث والإنقاذ مستعدة للإرسال، نحن أيضا على استعداد لتقديم أموال في الوقت المناسب.
كما تقدمت تركيا، التي واجهت زلزالا مدمرا في فبراير الماضي وأودى بحياة نحو 50 ألف شخص، بعرض للمساعدة، لكنها لم تتلقَ طلبا رسميا.
وقالت كارولين هولت، من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن الساعات في مدى اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة شديدة الأهمية على صعيد إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض.
أبرز الزلازل التي شهدها المغرب عبر تاريخه
شهدت المغرب العديد من الزلازل والتي بدأت منذ زمن بعيد نظرا لوقوع البلاد في منطقة عدم استقرار زلزالي.
- عام 818 ضرب زلزال عنيف المنطقة المحيطة بجبل طارق.
- عام 1079 ضرب زلزالان قويان البلاد مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا ووقوع أضرار مادية كبيرة.
- عام 1624 دمر زلزال قوي مناطق واسعة من مدن تازة وفاس ومكناس شمال البلاد.
- عام 1660 ضرب زلزال عنيف مدينة مليلية مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
- أعوام 1910 و1927 و1994 و2004 تعرضت منطقة الحسيمة لزلازل خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة.
- عام 1960 ضرب زلزال يُعد الأعنف في تاريخ البلاد مدينة أغادير مما أسفر عن سقوط نحو ثلث سكان المدينة ضحايا فضلا عن تشريد عشرات الآلاف ووقوع خسائر مادية جسيمة.
- عام 1969 تأثر المغرب بزلزال قوي ضرب البرتغال، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 200 آخرين.
- عام 2023 ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أقاليم ومناطق الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان.