خبراء دوليون: مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين تعزز مباحثات المناخ
أكد خبراء دوليون أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة مجموعة العشرين التي بدأت أعمالها بالعاصمة الهندية نيودلهي، اليوم السبت، وتستمر حتى يوم غد الأحد، سوف تعزز المباحثات التي تجريها دول مجموعة العشرين بشأن سبل التوصل إلى توافق عالمي حول اتفاقيات مواجهة التغيرات المناخية ودعم جهود الدول النامية للتكيف مع تغير المناخ والتي تسببت في حدوث كوارث مدمرة بعدد كبير من تلك الدول.
وقال الخبراء – في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن المفاوضات التي جرت في إطار مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية/ كوب 27/ الذي عقد في شرم الشيخ في نوفمبر الماضي كانت بناءة مشددين على ضرورة البناء على النتائج التي تحققت في مؤتمر شرم الشيخ خلال مؤتمر كوب 28 الذي سوف تستضيفه الإمارات العربية المتحدة في نهاية العام الجاري.
وقال الدكتور أشوك كوشار خبير البيئة والتكيف المناخي بالهند أن مشاركة الرئيس السيسي بقمة مجموعة العشرين سوف يلقى الضوء على قضايا التغير المناخي حيث تترأس مصر حاليا “كوب 27”، مشددا على ضرورة تفعيل التعاون والتفاهم الدولي للتوصل إلى اتفاقيات ملزمة بشأن مواجهة التغيرات المناخية وإتاحة التمويل الميسر والتكنولوجيا للدول النامية المتضررة من تداعيات التغير المناخي.
وأضاف أن الدول الغنية ينبغي عليها الوفاء بالتزاماتها بشأن توفير مساعدات مالية وتكنولوجية للدول النامية لتعزيز قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية.
ومن جانبه أكد ريزال مارصودى خبير المناخ الأندونيسى أن مصر ساهمت بفاعلية في التقريب بين وجهات نظر الدول الغنية والنامية خلال مؤتمر/ كوب 27/ بشرم الشيخ، لافتا إلى أن الدول النامية وخاصة القارة الأفريقية تعد الأكثر تضررا من التغيرات المناخية رغم أنها لم تتسبب في حدوثها.
وأضاف أن الدول الغنية ينبغي عليها تقديم مساعدات للدول النامية للحفاظ على الغابات التي تسهم بفاعلية في التخفيف من تداعيات التغيرات المناخية، محذرا من أن إزالة مساحات شاسعة من الغابات بالدول النامية يهدد بتفاقم الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية.
وفي السياق ذاته قال هنرى كونراد خبير المناخ البرازيلى إن مشاركة الرئيس السيسي في قمة العشرين تثرى المناقشات بشأن تعزيز خطط الدول النامية للتكيف من التغيرات المناخية، محذرا من أن دولا عديدة في العالم تواجه كوارث مدمرة جراء التغيرات المناخية كالفيضانات والجفاف والتصحر.
وأضاف أن مواجهة أزمة الغذاء في العالم يستلزم بشكل أساسي دعم جهود الدول النامية للتكيف مع تغيرات المناخ، وتقليص استخدام الوقود الأحفوري والاتجاه إلى تطوير مصادر الطاقة البديلة واستخدام السيارات الكهربائية.
وفي السياق ذاته أكد الدكتور أنخيل خوان ديجو خبير البيئة والمناخ المكسيكي أن تعهدات الدول الغنية بشأن توفير مساعدات مالية وتكنولوجية للدول النامية المتضررة من تداعيات تغير المناخ ما زالت "حبرا على ورق"، مشددا على ضرورة الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلى لتلك التعهدات نظرا للمخاطر الرهيبة التي تواجهها دول العالم وخاصة الفقيرة جراء التغيرات المناخية، لافتا إلى أن قضية التغيرات المناخية سوف تتصدر جدول أعمال قمة العشرين بنيودلهي.
وأضاف أن مؤتمر كوب 27 بشرم الشيخ أكدت ضرورة تفادى الخلافات بين الدول الكبرى بشأن سبل مواجهة تغيرات المناخ وخفض درجة حرارة الكرة الأرضية.
وتشكل اقتصاديات دول مجموعة العشرين نحو 85 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75 في المائة من حجم التجارة الدولية، و60 في المائة من إجمالي عدد سكان العالم.
وتضم مجموعة العشرين، التي تأسست عام 1999 بهدف دعم آليات النمو الاقتصادى العالمي، كلا من: الأرجنتين وإستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة علاوة على الاتحاد الأوروبي.
وتأسست مجموعة العشرين بناء على مبادرة من مجموعة السبع الصناعية؛ بهدف جمع الدول الصناعية الكبرى مع الدول ذات الاقتصاديات الناشئة كالصين والبرازيل والهند، لمناقشة الموضوعات الرئيسية التي تهم الاقتصاد العالمي وتعزيز الحوار البناء بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة، خصوصا فيما يتعلق باستقرار الاقتصاد الدولي.
ويلتقي زعماء دول مجموعة العشرين سنويًا، فيما يجتمع وزراء مالية المجموعة ومحافظو البنوك المركزية عدة مرات خلال العام.