الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
اقتصاد مصر

حرفيون مصريون يحافظون على تقاليد عمرها قرن من الزمان لصناعة الزجاج يدويا

الرئيس نيوز

سلط تقرير لصحيفة "أفريكا نيوز" الضوء على صانعي الزجاج المصريين الذين يعكفون على صنعتهم في ورش صغيرة في القاهرة الخديوية بالقرب من مجمع مسجد السلطان قايتباي، ويعود تاريخ عدد من الورش إلى القرن الخامس عشر.

وقام مراسل الصحيفة بإجراء مقابلات مع بعض الحرفيين المتخصصين في صناعة الزجاج يدويًا ومن بيهم جلس محمود أحمد، 31 سنة، أمام موقد حجري بدرجة حرارة 1200 درجة، وظل يشكّل الزجاج المنصهر على شكل أكواب وأطباق في ورشة والده في القاهرة وغالبًا ما يتم تتناقل المهنة الصعبة والتقليدية عبر الأجيال أبًا عن جد، وهذا هو الحال مع عائلة أحمد.

ويؤكد صانع الزجاج أن "هذه مهنة موروثة، إنها مهنة تقليدية، وهي مهنة صعبة لأنني أعمل أمام موقد تبلغ درجة حرارته 1200 درجة، ولا يستطيع الجميع تحمل ذلك ولحسن الحظ، لقد نقلت هذه الحرفة إلى أبنائي، وهم يواصلون العمل فيها ونقلها إلى جيل جديد، فقد كانت في الأصل مهنة والدي."

تم صنع الزجاج لأول مرة في العالم القديم ويعد الخرز الزجاجي المصري هو أقدم الأشياء الزجاجية المعروفة، ويعود تاريخه إلى حوالي 2500 قبل الميلاد كما يعتبر أحمد انتقال المهنة لأبنائه بمثابة مسألة بقاء، فهي الطريقة التي يكسب بها قوت يومه.

ويتساءل: "كيف يمكنني التوقف؟ إذا توقفت ليوم واحد، فلن أتمكن من توفير المال في اليوم التالي.. إنها وظيفتي".

وظلت هذه الطريقة التقليدية لصناعة الزجاج كما هي نسبيًا بدون تطوير كبير منذ أن اخترع الحرفيون نفخ الزجاج في القرن الأول قبل الميلاد ويتم جمع الزجاج المنصهر في نهاية أنبوب النفخ، ويتم نفخه إلى فقاعة، وتشكيله في وعاء عن طريق النفخ، أو أرجحة الفقاعة، أو دحرجتها على حجر أملس أو سطح حديدي، أما الفرن، الحفرة النارية، فهو المكان الذي يحدث فيه سحر الصنعة وصهر المنتج ومنحه صلابته.

ويضيف صانع الزجاج التقليدي: "أما بالنسبة للحرارة، فأنا في حالة حركة مستمرة، وتعمل ذراعي وعضلاتي جنبًا إلى جنب مع أنبوب النفخ وتتطلب عملية النفخ نفسها جهدًا إضافيًا، والجلوس أمام درجات الحرارة المرتفعة هذه يؤثر على نظري وكل هذه تحديات وصعوبات المهنة" وبالقرب من الأزهر الشريف، تقوم بعض ورش العمل بإعادة تدوير الزجاج وتصنيع منتجات زجاجية أخرى منها.