جولة البرهان الخارجية تجدد الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام سوداني
قام الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان، بزيارة رسمية إلى قطر، أمس الخميس، لبحث الأزمة المستمرة في بلاده وأثارت الزيارة، التي تأتي بعد زيارتين مماثلتين لمصر وجنوب السودان في الأيام الأخيرة، تكهنات بأنه مستعد للبحث عن حل تفاوضي للحرب الدائرة منذ 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وفقًا لموقع فرانس 24.
من خلال قيامه بثلاث رحلات رفيعة المستوى إلى الخارج في أقل من أسبوع، أثار الفريق أول عبد الفتاح البرهان التكهنات بأن المفاوضات قد تكون جارية لإنهاء الحرب بين قواته وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، حليف البرهان السابق والذي تحول إلى منافس سياسي وفي أواخر أغسطس.
وفي أول رحلة رسمية له منذ بداية الصراع، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي البرهان في القاهرة في أعقاب فشل محاولات الوساطة التي قادتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، وعرضت مصر تسهيل المناقشات بين الجانبين المتحاربين السودانيين، وفي يوليو، أنشأت مجموعة من جيران السودان وست دول أخرى لإيجاد حلول للصراع العنيف.
وبعد القاهرة، توجه البرهان إلى جنوب السودان في 4 سبتمبر وأجرى محادثات مع الرئيس سلفا كير في عاصمة البلاد جوبا وعقد البرهان الاجتماع الثالث، الخميس، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة.
وأعلن مجلس السيادة الحاكم في السودان أن البرهان يعتزم إجراء محادثات مع آل ثاني حول "القضايا ذات الاهتمام المشترك والوضع في السودان" ومن الناحية السياسية، فإن هذه الرحلات الثلاث تمكن البرهان من إظهار سلطته كرئيس للمجلس السيادي، على الرغم من أن مقره في الخرطوم يخضع لحصار قوات الدعم السريع منذ ما يقرب من خمسة أشهر أما على الصعيد الدبلوماسي، فإن هذه الزيارات - التي من المحتمل أن تكون ممكنة بفضل اتفاق بين الطرفين المتحاربين يسمح له بمغادرة مقره - جددت الآمال في التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة.
وقال محمد خليفة الصديق، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم السياسية، إن زيارة البرهان لمصر وجنوب السودان، ولو لفترة وجيزة، تظهر استعداده للبحث عن حل سياسي سريع في وقت تطرح فيه العديد من المبادرات الدولية على الطاولة، فلو كان البرهان يعتقد أنه قادر على حسم الصراع بالوسائل العسكرية وحدها، لبقي في السودان ولاستخدم كل الوسائل المتاحة لهزيمة قوات الدعم السريع ومع ذلك، عشية مغادرته إلى مصر، خفف البرهان من التوقعات وفي حديثه مع جنود الجيش السوداني، دعاهم إلى التركيز على الحرب بدلًا من المناقشات ولكن هذا الخطاب كان يهدف بشكل أكبر إلى رفع معنويات القوات.
وأكد خليفة الصديق أن "زيارات البرهان تشير إلى بداية العمل السياسي والدبلوماسي"، وأضاف الموقع الفرنسي أن هذه الجولات الخارجية للبرهان تجدد الأمل في تسوية سلمية للصراع الدائر في السودان.