خبيرة طاقة توضح تأثير إمكانية تخفيض إنتاج الغاز الروسي على أوروبا
أكدت الدكتورة وفاء علي؛ خبيرة أسواق الطاقة؛ أن القارة الأوروبية تحتاج إلى الغاز الروسي موضحة أن الاستيراد من مصدر أخر يعد أكثر تكلفة.
وقالت علي في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز": "نحن امام معادلة سياسة واقتصادية شديدة التعقيد؛ التصعيد مازال مستمر في الحرب الأوكرانية والتكتل الأمريكي الغربي والعالم يترقب تبعات الألم الاقتصادي الذي تجاوز الحدود الأوكرانية الروسية ليطال العام كله في ظل تمتع موسكو بإمكانياتها القوية في النفط والغاز".
وأضافت: "الأسواق وصلت إلى اللحظة التي يخشاها العالم؛ وتوقعات انخفاض صادرات روسيا من الغاز؛ الأسواق كانت تخشى هذه اللحظة والاتحاد الأوروبي ترك نفسه عرضة لأي قرار روسي بخفض الإنتاج".
وتابعت: "هناك مشكلات اقتصادية حول العالم مثل استراليا؛ عمال محطات الغاز هناك قاموا بالإضراب وهو امر له تداعيات أيضا على العالم؛ ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي قطعت عن نفسها الحبل السري الذي يمدها بالطاقة".
وأكملت: "روسيا كانت وستبقى جارا جغرافيا للقارة الأوروبية وسوف تبقى الحاجة الوجودية للجميع لإبقاء حد متوازن من العلاقات؛ هل تخرج أوروبا من دائرة الخطر؟ إجابة السؤال صعبة والجميع تمادى في إطالة أمد الحرب وسيظل الوضع على ما هو عليه".
وأوضحت: "إذا كانت أوروبا قد وفرت كمية من الغاز في شتاء دافئ العام الماضي بالصدفة ومرت الموجات الحارة ونحن نقبل على فصل الشتاء؛ الأهم هو الصناعات الأوروبية القائمة على الغاز أصبحت مهددة اجباريا؛ الأسواق الأسيوية أصبحت لا تستطيع استيعاب فائض الإنتاج الروسي".
وذكرت: "لابد أن يعترف الأوروبيين أن الصناعة الأوروبية ستظل حبيسة التبعية الروسية والمستفيد الوحيد هو الطرف الثالث سواء كانت الولايات المتحدة أو الجانب الأسيوي الذي يستورد ثم يبيع".
وكانت تقارير قد أشارت إلى نية روسيا خفض انتاجها من الغاز الطبيعي وهي الخطوة التي قد تشعل أسواق الغاز حول العالم وخاصة في أوروبا.
وحاولت أوروبا البحث عن بديل للغاز الروسي الذي يعتبر الأسرع والأقل تكلفة وقام باستخراج شحنات كثيرة من الغاز الطبيعي من عدة دول مثل مصر والولايات المتحدة والجزائر وقطر.
وأشار خبراء إلى أن المشترون في أوروبا سيستمرون بشراء الغاز من روسيا وأي تخفيض في الإمدادات من روسيا من شأنه أن يجعل الاتحاد الأوروبي عرضة للخطر.