انتصار السيسي.. زوجة بدرجة "سيدة أولى"
لم يكن في حسبان انتصار عامر وهي توافق على الزواج من ابن خالتها الضابط بالقوات المسلحة عام 1977، بعدما أنهى دراسته في الكلية الحربية أن يتغير مسار حياتها من زوجة رجل عسكري إلى رجل يشغل المنصب الأعلى فى مصر "رئيس الجمهورية"
لم تسع السيدة إلى وضعها الحالي، ولم تخطط له، بل دفعتها أقدارها إلى أن تكون زوجة مصرية على درجة "السيدة الأولى".
على مدار ما يزيد من 5 أعوام، ظهرت انتصار في عدد من اللقطات الاجتماعية كزوجة مصرية عادية، تساند زوجها وتدعمه، دون الانغماس فى شئون سياسية لا تخصها.
وعلى المستوى البروتوكولي، تظهر السيدة انتصار في الفاعليات الرسمية التي تستوجب حضورها إلى جوار الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتظهرها الكاميرات وهي في انتظاره للدخول إلى قاعة الحدث.
مشاركتها الاجتماعية تعد على الأصابع تتنوع بين مشاركتها فى حملة للتبرع لصندوق تحيا مصر، أو زيارة لإحدى ضحايا التحرش، حدث قومي بحجم افتتاح التفريعة الجديدة من قناة السويس، والمشاركة في إفطار للمرأة المصرية فى إحدى ليالى شهر رمضان، أحداث متناثرة ومتباعدة، لا تهدف إلى إلقاء الضوء على نشاط انتصار السيسي.
"أسرتي وافقت على ترشحي حبًا في الوطن وخوفًا عليه، وأخذت رأي الأسرة في قرار الترشح للرئاسة، لدى زوجة فاضلة.. عشرة العمر كله، وكانت تقول لي بوعي المرأة المصرية إحنا بنحبك نعم لكن الوطن هيضيع، ولابد من الترشح للرئاسة".
"لا أريد أن أزعج زوجتي بالشأن العام في حال فوزى بالرئاسة والاختيار سيكون لها"، كان ذلك رد السيسي على سؤال لميس الحديدي في حوارها معه كمرشح للرئاسة.
لم تتغير العلاقة بين السيسي وزوجته من صورة الزوجين المصريين إلى صورة الرئيس والسيدة الأولى، فلا برتوكولات ولا تحولات في حياة الثنائي، على الرغم من النقلة النوعية في حياة السيسي، لم تغير زهوة السلطة انتصار عامر لا شكلا ولا موضوعا.
كان مشهدا لافتا للرئيس وزوجته في شرم الشيخ، أثناء تجولهما في شارع السوق، وقفا يتبادلان الرأي حول شنطة يد أعجبت السيدة انتصار، مثل أي زوجين مصريين، تتحدث السيدة الأولى إلى البائعات بتواضع جم تسأل عن مدى جودة المصنوعات تؤكد ثبات الألوان ومتانة ما يعجبها، تأخذ رأي زوجها، يتناول الحقيبة ويبدي إعجابه بها.
يحرص السيسي على أن لا تزعج الكاميرات زوجته ولا تتطفل على خصوصيات حياتهما، تعليمات صارمة وجهتها مؤسسة الرئاسة بعدم تناول السيدة الأولى إلا من خلال البيانات الرسمية، حتى الصور هي صور نادرة خرجت بمعرفة المؤسسة.
في موضوع كتبته عن الظهور الرسمي الأول للسيدة الأولى في دولة البحرين عام 2015، وجهت إليّ المؤسسة من خلال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة السابق السفير علاء يوسف عتابا على تناول السيدة الأولى، على الرغم من بث وكالة البحرين خبر الاستقبال رسميا، إلا أن حرص السيسي كان على زوجته في وقت تشن فيه جماعة الإخوان حربا مجنونة على كل ما له علاقة بـ30 يونيو والسيسي باعتباره يد الشعب التي أطاحت بالجماعة، وإطلاق شائعات تناولت كل ما يتعلق به، السيسي كان خائفا على زوجته التي لا علاقة لها بالسياسة ولا يريد لها أن تصبح طرفا في حروب التشويه التي لا تقف أمام أي محظورات.
أوقات قصيرة يقتطعها السيسي من مشغولياته ليهتم بشريكة عمره التي ارتضت أن تكون رقم اثنين في حياته بعد وطنه، وفي مشهد غير معتاد على الرؤساء وزوجاتهم، ظهرت انتصار برفقة الرئيس تلك المرة وهما يركبان عربة حنطور، وأخذا جولة في شارع كورنيش السودان بمحافظة أسوان، واحتفل بهما أهالي المحافظة بعد القيام بجولة سياحية في شوارعها، التقطا خلالها الصور التذكارية.
تناول السيسي لأول مرة الحديث عن زوجته في إحدى الحوارات التلفزيونية وقت ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية قائلا "انا ليا زوجة ست فاضلة جدا على درجة كبيرة من الوعى، قالت لي احنا بنحبك بس الوطن بيضيع".
وصفها بأنها "سيدة فاضلة وعشرة العمر كله وأنه محظوظ بها وبأخلاقها وانضباطها وعطفها على البيت"، مشيرا إلى أنها ساهمت في شكل الشخص الموجود حاليا".
وحتى قصة زواجهما التي كشف عنها السيسي جعلتها أكثر قربا لقلوب المصريين فهي كأغلب البيوت المصرية التي يتزوج فيها الشاب من إحدى قريباته، عن زواجهما قال السيسي: "خطبت زوجتي وهي ابنة خالتي عام 1975 وقلت لها إذا نجحت في الثانوية العامة ودخلت الكلية الحربية هخطبك وتزوجنا بعد التخرج لأن الجيش لا يسمح بذلك".
يحرص السيسي على قضاء العطلات الأسبوعية وإجازات الأعياد والرسمية برفقة أسرته وأحفاده، ومثل عبد الناصر والسادات، وقع السيسي في غرام الإسكندرية ، كذلك فإن الإسكندرية هي المكان المفضل للرئيس السيسي لقضاء أوقات الإجازة في الأعياد، باستراحة رئاسة الجمهورية، والتي تم تجديدها مؤخرا لتصبح مقر العطلة للرئيس وزوجته السيدة انتصار، وقد يرافقهما أحد أبنائهم واسرته في بعض الأحيان ، ويظهر السيسي من آن لآخر وهو يقود دراجة في حي المعمورة.