الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أردوغان يحاول إحياء اتفاق الحبوب عبر محادثات مع بوتين

الرئيس نيوز

يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لعب سابقًا دورًا في إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالالتزام باتفاق الحبوب، والأمم المتحدة، إقناع بوتين بالعودة إلى الاتفاق.

وقال أردوغان بعد محادثات مع الرئيس الروسي إنه سيكون من الممكن قريبا إحياء اتفاق الحبوب الذي تقول الأمم المتحدة إنه ساعد في تخفيف أزمة الغذاء من خلال إيصال الحبوب الأوكرانية إلى السوق.

وانسحبت روسيا من الاتفاق في يوليو، بعد عام من التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، حيث اشتكت من أن صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة تواجه عقبات خطيرة.

وذكر أردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود بعد أول لقاء مباشر له مع بوتين منذ عام 2022: “كتركيا، نعتقد أننا سنتوصل إلى حل يلبي التوقعات في وقت قصير”.

وقال أردوغان إن توقعات روسيا معروفة للجميع ويجب إزالة أوجه القصور، مضيفا أن تركيا والأمم المتحدة عملتا على حزمة جديدة من الاقتراحات لتهدئة المخاوف الروسية، وأشار إلى أن أوكرانيا يجب أن تخفف موقفها التفاوضي ضد روسيا في المحادثات بشأن إحياء الاتفاق وتصدير المزيد من الحبوب إلى أفريقيا بدلا من أوروبا.

وأكد للصحفيين: "تحتاج أوكرانيا بشكل خاص إلى تخفيف نهجها حتى يكون من الممكن اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا". وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، متحدثا في وقت لاحق على التلفزيون الأوكراني، إن كييف لن تغير موقفها، لكنها ستأخذ في الاعتبار رواية تركيا عن محادثات سوتشي. وقال كوليبا: "لا ينبغي لنا أن نظل رهائن للابتزاز الروسي، حيث تخلق روسيا المشاكل ثم تدعو الجميع إلى حلها" وتابع الوزير الأوكراني: "من الواضح أننا سنقف دفاعا عن كافة المواقف المبدئية، خاصة فيما يتعلق بضغط العقوبات على روسيا الاتحادية”.

ومن جانبه، كرر بوتين، وهو يقف إلى جانب أردوغان، موقف روسيا المتمثل في أنها يمكن أن تعود إلى الاتفاق ولكن فقط إذا توقف الغرب عن تقييد الصادرات الزراعية الروسية من الوصول إلى الأسواق العالمية وتدعو مذكرة منفصلة تم الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة إلى وضع شروط لتسهيل صادرات روسيا من الغذاء والأسمدة.

وقال بوتين: "سنكون مستعدين للنظر في إمكانية إحياء اتفاق الحبوب، وقد أبلغت السيد الرئيس بهذا الأمر مرة أخرى اليوم، وسنفعل ذلك بمجرد التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقيات المتعلقة برفع القيود المفروضة على تصدير المنتجات الزراعية الروسية" وأكد بوتين أن المزاعم الغربية بأن روسيا أثارت أزمة الغذاء بتعليق مشاركتها في صفقة الحبوب غير صحيحة لأن الأسعار لم ترتفع بعد خروجها من الصفقة وأكد بوتين: “لا يوجد نقص مادي في الغذاء”.

وفي حين أن الصادرات الروسية من الغذاء والأسمدة لا تخضع للعقوبات الغربية المفروضة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا وتصدير روسيا كميات قياسية من القمح العام الماضي، فإن موسكو ومصدري المنتجات الزراعية يقولون إن القيود على المدفوعات ونظام سويفت والخدمات اللوجستية والتأمين أعاقت الشحنات.

وقال بوتين: "يواصل الغرب منع توريد الحبوب والأسمدة من الاتحاد الروسي إلى الأسواق العالمية"، مضيفًا أن الغرب "خدع" روسيا بشأن الصفقة لأن الدول الغنية حصلت على أكثر من 70% من الحبوب المصدرة بموجب الاتفاق. 

وتعد روسيا وأوكرانيا من المنتجين الزراعيين الرئيسيين في العالم، واللاعبين الرئيسيين في أسواق القمح والشعير والذرة وبذور اللفت وزيت بذور اللفت وبذور عباد الشمس وزيت عباد الشمس وقال بوتين إن روسيا تتوقع محصول حبوب يبلغ 130 مليون طن هذا العام يمكن تصدير 60 مليون طن منها.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه أرسل لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "مجموعة من المقترحات الملموسة" تهدف إلى إحياء الاتفاق، الجدير بالذكر أن أحد المطالب الرئيسية لموسكو هو إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام المدفوعات الدولي سويفت وقام الاتحاد الأوروبي بقطعه في يونيو 2022 كجزء من العقوبات الشاملة المفروضة ردًا على الغزو.

وقال بوتين إن خطة توريد ما يصل إلى مليون طن من الحبوب الروسية إلى تركيا بأسعار مخفضة للمعالجة اللاحقة في المصانع التركية وشحنها إلى البلدان الأكثر احتياجا ليست بديلا لصفقة الحبوب، وأضاف أن روسيا تقترب من التوصل إلى اتفاق مع ست دول إفريقية بشأن خطة لتزويد بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا بما يصل إلى 50 ألف طن من الحبوب لكل منها مجانا.