عاجل| بعدما لعب دورا في تدميرها.. أردوغان يكشف أخر تطورات التطبيع مع سوريا
في تطور جديد بشأن العلاقات التركية السورية، بدا أن الملف ليس على أولويات أجندة دمشق؛ إذ انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موقف سوريا في شأن تطبيع العلاقات، قائلًا إنها لا تتبنى نهجًا إيجابيًا في هذا الصدد مع بلاده مع نأي رئيس النظام بشار الأسد عن الأمر وعدم ممارسته لأي دور.
ولعبت تركيا دورا سلبيا في أحداث سوريا، إذ دعمت جماعات مسلحة ومتطرفة وشجعت على انتقال العناصر الإرهابية لتأجيج الصراع، كما فتحت حدودها مع سوريا لدعم تلك الجماعات لوجستيا.
كما عملت على إحداث تغيير ديموغرافي في شمال سوريا، إذ هجرت السكان الأصليين (الأكراد) وأحلت محلهم بتركمان وجماعات أخرى موالية لها.
وتحتل تركيا مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا، وتريد ما هو أبعد من ذلك حيث منطقة منبج شرق الفرات، لكن أمريكا عارضت ذلك بشدة؛ حيث مكان تواجدها؛ حيث حقول النفط.
وسهلت تركيا تجارة غير مشروعة ممثلة في بيع النفط السوري المسروق لصالح الجماعات الإرهابية. ومنذ فشل المخطط التركي في سوريا وسعى أردوغان إلى المصالحة مع سوريا، لكن دمشق ترفض الأمر وتشترط الانسحاب التركي من الأراضي المحتلة.
ونقل صحافيون رافقوا أردوغان على متن طائرته أثناء العودة من محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عنه القول إن تطبيع العلاقات ممكن إذا تحقق تقدم في مجال مكافحة الإرهاب وفي شأن العودة الآمنة والطوعية للاجئين وعلى المسار السياسي.
وفي ما يتعلق بمحادثات اتفاق الحبوب، قال الرئيس التركي إن بلاده على اتصال وثيق مع الأمم المتحدة في شأن إحياء مبادرة حبوب البحر الأسود، وإنه سيناقشها مع الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش على هامش أعمال الجمعية العامة التي تعقد هذا الشهر.
ونقل عن أردوغان قوله للصحافيين بعد محادثات في روسيا مع بوتين إن المقترح الأخير للأمم المتحدة عمل على تلبية بعض المطالب الروسية، وكرر أنه يعتقد بأنه يمكن التوصل إلى حل قريبًا.
وبحسب قناة "تي آر تي" و"خبر ترك" وقنوات أخرى، فإن أردوغان أوضح أن المطالب الروسية تشمل إعادة ربط بنكها الزراعي الحكومي بشبكة "سويفت" العالمية للمدفوعات والتأمين على السفن المشتركة في مبادرة الحبوب.
وذكر أردوغان، "اقترح الأمين العام للأمم المتحدة في الـ 28 من أغسطس الماضي ضمن الخطاب الذي أرسله، آلية وسيطة ناشئة عن معاملات سويفت، لكن ليست سويفت بشكل مباشر مثلما أراد الروس"، وأردف "قالوا إن العمل جار في مسألة التأمين أيضًا".
ونبهت وسائل إعلام تركية إلى أن أردوغان أضاف أن موسكو تقدم هذين المطلبين بوصفهما "ضروريين" لإعادة إحياء المبادرة وأن بوتين أخبره بأنه لن يتخذ أي خطوات حتى "توفي أوروبا بالوعود التي قطعتها لي".
وتسعى تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى إقناع روسيا بالعودة لمبادرة حبوب البحر الأسود التي توسطت فيها أنقرة والأمم المتحدة والتي انسحبت منها موسكو في يوليو الماضي، لتنهي سريان الاتفاق الذي سمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية لمدة عام بشكل آمن وسط الحرب.
وذكر بوتين أمس الإثنين أن روسيا قد تعود للمبادرة لكن هذا لن يحدث إلا إذا توقف الغرب عن تقييد وصول الصادرات الزراعية الروسية إلى الأسواق العالمية.
وسيشارك أردوغان في قمة "مجموعة العشرين" في الهند يومي التاسع والعاشر من سبتمبر الجاري، قبل أن يحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة من الـ18 إلى الـ26 من الشهر نفسه في نيويورك.
ونقل عن أردوغان قوله "سنعقد اجتماعات مع غوتيريش هناك لبحث هذه القضايا".