هل يتمتع رئيس الإنتربول المختفي بحصانة دبلوماسية في الصين؟
كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، عن طلب غريب طلبه منه كل من الرئيس الأسبق حسني مبارك، والعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، ادعى كيري، في ندوة لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، والعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبوا الولايات المتحدة بتوجيه ضربات عسكرية لإيران.
تصاعدت أزمة اختفاء رئيس منظمة الشرطة الدولية مينغ هونغ في الساعات القليلة الماضي، إذ قال يورغن شتوك الأمين العام للمنظمة أمس السبت، إن "الإنتربول" طلبت من بكين توضيح وضع رئيسها الذي اختفى خلال زيارة للصين.
وأضاف شتوك، الذي يقوم بإدارة الشؤون اليومية للمنظمة، على موقعها على الإنترنت "الإنتربول طلبت من خلال قنوات إنفاذ القانون الرسمية إيضاحا من السلطات الصينية عن وضع رئيس الإنتربول مينغ هونغ وي".
وقال في بيان "الأمانة العامة للإنتربول تتطلع لتلقي رد رسمي من السلطات الصينية لتهدئة المخاوف المتعلقة بسلامة رئيسها".
وتعقيباً على القضية من الناحية القانونية قال أستاذ القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة، إن "رئيس الشرطة الجنائية الدولية لمنظمة الأمم المتحدة (الإنتربول) ومقرها ليون في فرنسا، موظف دولي يخدم الأسرة الدولية، وهنا منظمته هي التي يعمل فيها ولأجلها فقط، ولا يلتزم إلا بميثاقها المؤسس لها".
وأضاف سلامة في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" إن "الموظفين الدوليين يتمتعون بحصانات وامتيازات خاصة بهم، وفوق ذلك فإن العاملين بالإنتربول يحملون جوازت سفر خاصة تسمح لهم بحرية الحركة في الدول الأعضاء في منظمة الإنتربول كافة، وهي ذات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، باستثناء كوريا الشمالية".
وأكد سلامة في الوقت ذاته أن "الموظف الدولي حين تطأ اقدامه إقليم الدولة التي يحمل جنسيتها، تزول عنه الحصانات والامتيازات التي يتمتع بها دولياً، وتعامله مع سلطات دولته يكون مثل أي مواطن عادي، إلا في الحالة التي يتواجد فيها ذلك الموظف الدولي في الدولة التي يحمل جنسيتها في مهمة رسمية وظيفية يمثل فيها منظمته الدولية".
وفي السنوات الماضية ظهرت عدة قضايا اختفى فيها مسؤولون صينيون كبار دون تفسير لتعلن الحكومة الصينية بعد أسابيع أو حتى أشهر خضوعهم للتحقيق في قضايا عادة ما تكون متعلقة بالفساد.
ونقلت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينغ بوست) في هونغ كونغ عن مصدر لم تسمه قوله إن مينغ (64 عاما) يخضع للتحقيق في الصين وإن السلطات اقتادته لاستجوابه بمجرد وصوله إلى هناك. ولم يتضح أيضا سبب لذلك.
وقالت مصادر في الشرطة الفرنسية لـ"رويترز" إن تحقيقها ينصب على ما يسمى في فرنسا بأنه "اختفاء مقلق".
ومن يشغلون منصب رئيس الإنتربول يعارون من إداراتهم في بلادهم فيما يواصلون شغل مناصبهم فيها.
وذكرت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينغ بوست) أن اسم مينغ مدرج على موقع وزارة الأمن العام الصينية بصفته نائبا للوزير، لكنه فقد مقعده في لجنة الحزب الشيوعي في أبريل/ نيسان.
ووفقا لموقع الإنتربول على الإنترنت فإن خبرة مينغ تقترب من 40 عاما في مجال القانون الجنائي والشرطة وأشرف على أمور متعلقة بالمؤسسات القانونية ومكافحة المخدرات والإرهاب.وكان كيري قاد الجانب الأمريكي في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خلال المفاوضات مع إيران حتى التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني، الذي نقده ترامب.
وتابع كيري، أن انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق "خطأ هائل" و"سياسة خارجية خطيرة ومدمرة تضع أمتنا تحت التهديد".
وأضاف، أن انسحاب ترامب جعل الوضع داخل إيران أكثر تعقيدا، وعزز احتمالية نشوب حرب في المنطقة.
وأوضح كيري، أن انسحاب ترامب يمنح سلطة أقوى للاتجاه المحافظ داخل إيران والرافض للمفاوضات مع أمريكا، مشيرا إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي كان معارضا للمفاوضات مع الولايات المتحدة تماما، واحتاج الأمر إلى جهد دبلوماسي كبير لإقناعه.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية: استطاعت إحداث تغيير في برنامج طهران الصاروخي الإيراني ومسألة حزب الله والوضع في العراق واليمن".
وحول الوضع الإقليمي، رأى كيري أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني جعل إمكانية اندلاع حرب في المنطقة أكثر احتمالا، معتبرا أنه "يوجد أشخاص في المنطقة يحبون أن يشاهدوا الولايات المتحدة تقصف إيران".
وقال كيري، إنه "عندما قابلت الملك عبدالله في السعودية، قالها لي بشكل مباشر: الطريقة الوحيدة للتعامل مع إيران هي بقصفها".
وأضاف: "عندما قابلت الرئيس المصري مبارك، قال: عليكم أن تقصفوا إيران. وقلت له إذا فعلنا ذلك يا سيادة الرئيس فستكون أول من ينتقدنا في الصباح التالي، فقال: بالطبع سأفعل (وهو يضحك)".
واختتم كيري، أن "رئيس وزراء إسرائيل زار واشنطن وطلب من أوباما الإذن لقصف إيران، وأوباما قال: لا يمكننا أن نسرع بهذا الاتجاه، يجب أن ننتظر لنرى إذا كانت الدبلوماسية ستنجح"، مشيرا إلى أن إدارة أوباما اختارت طريق الدبلوماسية ونجحت في التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.