محلل سياسي يفسر تصريحات قائد الجيش السوداني الأخيرة بشأن تسليم السلطة
أكد عثمان ميرغني؛ رئيس صحيفة التيار السودانية أن هناك شكوك في أن يصدق قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في تصريحاته بشأن تسليم السلطة إلى المدنيين بعد انتهاء الحرب.
وقال ميرغني في مداخلة مع قناة "سكاي نيوز عربية": "الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني قال إنه يريد جيش محترف وموحد وربما يقصد بموحد هو الابتعاد عن السياسية والاكتفاء بالمهام الدستورية أما جيش موحد فهو يخاطب الجيوش المتعددة في السودان مثل قوات الدعم السريع وجيوش الحركات المتمردة الأخرى".
وأضاف: "البرهان تحدث عن جيش محترف؛ وربط الأمر ببعض الإصلاحات مثل التدريب وغيرها؛ الحديث عن تطوير الجيوش المستمر أمر طبيعي؛ وهو تحدث عن خروج الجيش من السياسية كما تحدث حين كان في مدينة العلمين بعد لقاء الرئيس السيسي وأكد أن الجيش ليس له مطامع في الحكم".
وتابع: "لا أحد يثق في تسليم السلطة لأنه كان هناك فرصة سابقة والجيش نفسه انقلب على الحكومة السابقة ولا يوجد ما يؤكد أن البرهان يقصد ما يقوله ولكن حاليا يركز المواطن السوداني على الشق الأمني المتصل بالمواطن وهو أن تنتهي الحرب وأن يعود المواطنين إلى بيوتهم".
وأكمل: "لا يوجد أي ضمانات لخروج الجيش من السلطة بعد الحرب؛ ولكن يبقي كل ذلك أحاديث لا يمكن اختبارها إلا بعد أن تنتهي الحرب؛ والأمل الوحيد في التزام الجيش بتعهداته هو وجود مكون مدني قوي يستطيع أن يواجه الجيش لأنه أحيانا يتجحح بعدم وجود مكون مدني".
وواصل: "الحرب لها ضرر سياسي كبير؛ هناك شكوك كبيرة في الالتزام نحو التحول الديموقراطي أو أن تكون هناك حكومة مدنية؛ لابد أن يكون هناك مكون مدني متحد وقوي قادر على أن يقدم نموذج للدولة وليست ثورة؛ لابد أن تكون هناك أحزاب قوية قادرة على أن تحصل على ثقة المواطن وأن يكون هناك قدرة على الضغط على الجيش للخروج من السلطة".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان قد أكد في أكثر من مناسبة على أن القوات المسلحة تريد الخروج من المشهد السياسي وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.