الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

خبيرة في الشأن الأفريقي توضح أسباب انقلاب الجابون

أرشيفية
أرشيفية

أكدت الدكتورة أماني الطويل؛ مدير البرنامج الافريقي بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية؛ أن الانقلاب الذي شهدته الجابون جاء تعبيرا عن تراكم الغضب الداخلي خاصة بعد تعديل الرئيس المعزول للدستور من أجل الترشح لمدة ثالثة.

وقالت الطويل في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "انقلاب الجابون تعبير عن تراكم غضب داخلي واحتقان كبير وحالة من الرفض للرئيس علي بونجو على اعتبار أنه قام بتعديل الدستور لكي يحصل على ولاية ثالثة وهذا الأمر لم يعد مقبول في الأوساط الافريقية لأن التركيب الديموجرافي للقارة أصبح من الشباب".

وأضافت: "الجابون تعاني من الفساد؛ هذه الدولة الغنية حالة العاصمة فيها بائسة والبنية التحتية غير موجودة وغالبية السكان فقراء والأسواق من الصفيح؛ مفارقة غريبة أن تكون الدولة غنية وسكانها فقراء".

وتابعت: "نجل الرئيس منخرط في عمليات تفوح منها الفساد مع شركات فرنسية ورجال أعمال وتهريب أموال للخارج".

وعن مطالبة الرئيس المعزول الشعب الجابوني بالتظاهر لدعمه قالت الطويل: "الرجل يطلب المستحيل؛ من يظل في علبة السلطة لفترة طويلة يفقد القدرة على إدراك الواقع؛ الرجل خلق وفي فمه ملعقة من الذهب وهو لا يدرك التفاعلات الحقيقة حوله؛ يحيط نفسه بنخبه مستفيدة تزين الواقع وتزيفه؛ الرجل مفصول عن الواقع تماما وبالتالي لن يجد مساندة على الصعيد الشعبي ولا الإقليمي".

وأكملت: "يبدو أن أوروبا أدركت ان ما يجري نتيجة لخطأ في السياسيات ويجب تغيير هذه السياسات على المستوى الافريقي؛ هامش المناورة لدى فرنسا شبه معدون لأن حالة الجابون مختلفة عن فرنسا؛ الرئيس علي لديه مستشار صيني وهو ما يبرر تدخل الصين في الامر بالمغايرة لحالة النيجر".

وواصلت: "ما يحدث يقلل هامش المناورة أمام الفرنسيين بشكل كبير؛ هم لديهم قوات محدودة في الجابون وأصبحت سلامتهم على المحك؛ الحاضنة الشعبية خلال فترة قليلة من حدوث الانقلاب لافتة للنظر؛ الحاضنة لانقلاب الجابون كانت فورية ووجدناها في الشوارع منذ الساعة الأولى لإعلان الانقلاب العسكري".

واختتمت: "الواقع الافريقي مأزوم على المستوى السياسي والاقتصادي؛ نشهد موجة من الانقلابات العسكرية مماثلة لانقلابات التسعينات والتي لم تسفر عن حالة مغايرة من الحكم مثل اعتماد أليات الحكم الرشيد".