الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

اجتماع وزيري خارجية ليبيا وإسرائيل في طرابلس يطيح بـ"المنقوش"

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة "آراب ويكلي" صورًا لليبيين يحرقون الإطارات أثناء احتجاجهم في طرابلس أمس الاثنين الموافق 28 أغسطس 2023، وأعلن رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، مساء الأحد، في قرار رسمي نشره على موقع فيسبوك، أن نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، "موقوفة مؤقتا" وستخضع "للتحقيق الإداري" من قبل لجنة برئاسة وزير العدل.

ووصفت وزارة الخارجية الليبية لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوزير الليبية نجلاء المنقوش بأنه "صدفة ولقاء غير رسمي"، ولكن أنباء التسريبات التي تناولت اللقاء أدت بالفعل إلى احتجاجات في الشوارع وإدانات سياسية، مما وضع الدبيبة تحت ضغوط شديدة.

ومما زاد من الأزمة في الشارع الليبي، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، أن وزيري الخارجية الليبي والإسرائيلي تحدثا لأكثر من ساعتين الأسبوع الماضي في اجتماع تمت الموافقة عليه “على أعلى المستويات” في ليبيا، وهو ما يتناقض مع الروايات الحكومية الليبية عن اللقاء.

واندلعت احتجاجات في شوارع طرابلس وضواحيها، مساء الأحد، في إشارة إلى رفض التطبيع مع إسرائيل. وامتدت الاحتجاجات إلى مدن أخرى حيث أغلق الشباب الطرق وأحرقوا الإطارات ولوحوا بالعلم الفلسطيني.

وبحسب تقارير إعلامية ليبية، فقد سافرت المنقوش في وقت مبكر من يوم الاثنين إلى تركيا على متن طائرة خاصة

منذ عام 2020، تحركت إسرائيل لتطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان من خلال ما يسمى بـ”اتفاقيات إبراهام" التي ترعاها واشنطن.

وشكك المسؤول الإسرائيلي في الرواية الرسمية الليبية. وأضاف أن “الاجتماع تم تنسيقه على أعلى المستويات في ليبيا واستمر قرابة الساعتين. 

وقال المسؤول إن رئيس الوزراء الليبي يرى في إسرائيل جسرا محتملا للغرب والإدارة الأمريكية واندلع الخلاف السياسي منذ مساء الأحد بعد أن قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن وزيري خارجية البلدين التقيا الأسبوع الماضي.

وذكر البيان إن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والمنقوش، نظيرته الليبية في الإدارة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، تحدثا خلال اجتماع في روما استضافه وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني ووصف البيان الإسرائيلي هذه المبادرة بأنها أول مبادرة دبلوماسية من نوعها بين البلدين.

وقال كوهين في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية: “تحدثت مع وزير الخارجية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها علاقاتهما بين البلدين” ولكن وزارة الخارجية الليبية قالت مساء الأحد إن المنقوش “رفض الاجتماع مع أي طرف” يمثل إسرائيل وأشاد كوهين بلقائه مع المنقوش باعتباره “الخطوة الأولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا”، كان غير رسمي ولم يعكس موقف الحكومة. ومع ذلك، قال مسؤولون دبلوماسيون إسرائيليون يوم الاثنين إن القيادة الليبية كانت على علم بأنه سيتم الإعلان عن الاجتماع، بحسب ما نقلته قناة “كان”.
وقالت الوزارة في بيان، إن “ما حدث في روما كان صدفة ولقاء غير رسمي، خلال لقاء مع نظيره الإيطالي، ولم يتضمن أي نقاش أو اتفاق أو تشاور” وأضاف البيان أن الوزير جدد "بشكل واضح لا لبس فيه موقف ليبيا تجاه القضية الفلسطينية" وأثارت أنباء الاجتماع احتجاجات في بعض المدن الليبية ورسالة من المجلس الرئاسي في البلاد تطلب توضيحا واتهمت وزارة الخارجية الليبية إسرائيل بمحاولة “تقديم هذا الحادث” على أنه “اجتماع أو محادثات”.
وفي بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية، نُقل عن كوهين قوله إن الجانبين ناقشا “أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين، والذي يشمل تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد” وأضاف أن “حجم ليبيا وموقعها الاستراتيجي يوفران فرصة كبيرة لإسرائيل”.

وقال كوهين الإسرائيلي في بيان: “تحدثت مع وزيرة الخارجية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها علاقاتهما بين البلدين” وفي الأثناء، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني قام بتيسير الاجتماع، مضيفة أنهما ناقشا التعاون المحتمل والمساعدات الإسرائيلية في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه.

وفي وقت سابق من مساء الأحد، طلب المجلس الرئاسي الليبي “إيضاحات” من الحكومة، بحسب ما نقلت قناة ليبيا الأحرار نقلا عن مراسلة المتحدثة باسمه نجوى وهبة ويضم المجلس الرئاسي، الذي يتمتع ببعض الصلاحيات التنفيذية والمنبثق عن العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة، ثلاثة أعضاء يمثلون المحافظات الليبية الثلاث وجاء في الرسالة أن هذا التطور “لا يعكس السياسة الخارجية للدولة الليبية، ولا يمثل الثوابت الوطنية الليبية، ويعتبر مخالفة للقوانين الليبية التي تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني” وطلبت من رئيس الحكومة “تطبيق القانون في حال انعقاد الاجتماع”.

وفي إسرائيل، وفقًا لموقع "آي 24" الإخباري، كتب وزير الخارجية السابق لابيد على منصة X: "إنه صباح العار الوطني والمخاطرة بحياة الإنسان من أجل عنوان رئيسي في الصحف" ويتعرض وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لانتقادات حادة بسبب تعامله مع لقاء أجراه الأسبوع الماضي مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش، والذي أثار احتجاجات في ليبيا وأدى إلى إيقاف الوزيرة عن العمل.

في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة على العلاقات الحساسة بين إسرائيل والدول التي لا تقيم معها علاقات دبلوماسية، إن هذه الاتصالات عادة ما تكون سرية، مضيفة أن هناك تخوفًا على حياة وزيرة الخارجية الليبية الذي تردد أنها فرت الى تركيا.

وبحسب الموقع الإخباري الإسرائيلي ماكو، أدان مسؤولون حكوميون كبار أيضًا قرار الوزير نشر معلومات حول الاجتماع قائلين إن كوهين تسبب في أضرار سياسية جسيمة لإسرائيل، الأمر الذي "سيمنع القادة في العالم العربي من الاقتراب منا".

وشدد المسؤولون أيضًا على "الأضرار الشخصية الجسيمة التي ألحقها بالوزيرة الليبية لترويج نشاطاته في إطار العلاقات العامة" وعقب وزير الخارجية الإسرائيلي السابق وزعيم المعارضة الحالي يائير لابيد في هذا السياق بنفس نبرة تلك الانتقادات، مؤكدًا أن “الحادث الذي وقع مع وزيرة الخارجية الليبية هو عمل غير احترافي وغير مسؤول وفشل تقديري خطير".

كما تعرض وزير الأمن السابق بيني جانتز للقضية ذاتها مبينا استياءه من تصرف كوهين غير المسؤول تجاه “مسألة حساسة وخطيرة.. عندما تفعل كل شيء من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية، دون أي مسؤولية أو تفكير إلى الأمام، فهذا ما يحدث في العلاقات الخارجية أو الأمن أو الاقتصاد أو التعليم. حكومة نتنياهو حكومة مهملة وفاشلة ويجب أن تنتهي أيامها” وبينما تتصدر الاحتجاجات المحتدمة في ليبيا بسبب اللقاء عناوين وسائل الإعلام العالمية، حتى أن مصادر داخل وزارة الخارجية تنتقد كوهين، قائلة إن الدول التي ليس لديها علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية ستكون أكثر حذرا حيال إجراء محادثات إذا "لم تعرف إسرائيل كيف تبقي الأمر سرًا."