المتاجر البريطانية الكبرى: حظر موسكو لصادرات الحبوب يعرض أسعار الغذاء للخطر
يهدد قرار إلغاء صفقات تصدير الحبوب، ولا سيما القمح، بعرقلة تخفيف الضغوط في جانب العرض، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، حذر رؤساء المتاجر الكبرى من أن الحظر الذي فرضته موسكو على صادرات الحبوب من أوكرانيا يهدد بوقف انخفاض تضخم أسعار المواد الغذائية في المملكة المتحدة.
وأضافت الصحيفة: “هناك دلائل تشير إلى أن الارتفاعات المتفشية في تكاليف الغذاء آخذة في التباطؤ وهذه نتيجة إيجابية للغاية يخضى التجار من أن تزول وتتلاشى، مع تلاشي ضغوط العرض الناجمة عن الوباء والغزو الروسي لأوكرانيا”.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية في أغسطس بنسبة 11.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لاتحاد التجزئة البريطاني، وهو تباطؤ ملحوظ من مستوى 13.4% المسجل في يوليو الماضي وأدنى مستوى منذ سبتمبر الماضي.
وقال اتحاد التجزئة البريطاني، الذي يمثل تجار التجزئة بما في ذلك محلات السوبر ماركت، إن الضغط يتراجع بشكل خاص بالنسبة للحوم والبطاطس وبعض زيوت الطهي.
ولكن قرار روسيا بإلغاء صفقة السماح ببعض الصادرات من الموانئ الأوكرانية يهدد بعكس المؤشرات الواعدة ومحو النتيجة الإيجابية، وفقًا لهيلين ديكنسون، الرئيسة التنفيذية للاتحاد.
وقالت: “في حين أن التضخم في طريقه لمواصلة الانخفاض بفضل جهود تجار التجزئة، إلا أن هناك مخاطر تتعلق بسلسلة التوريد يتعين على تجار التجزئة التعامل معها”.
ويمكن أن انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود واستهدافها لمنشآت الحبوب الأوكرانية، بمثابة حواجز محتملة أمام خفض التضخم، فضلًا عن ضعف المحاصيل في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، ومن المؤكد أن الارتفاع المحتمل بمقدار 400 مليون جنيه إسترليني في فواتير أسعار الفائدة التجارية اعتبارًا من أبريل المقبل سيعرض للخطر الجهود المبذولة لمعالجة التضخم ما لم يتدخل وزير المالية.
وأضافت ديكنسون أن التغييرات الضريبية فرضت أيضًا المزيد من الضغوط على المتسوقين من خلال رفع أسعار بعض المشروبات: "كانت أرقام التضخم هذه أقل، لو لم تقم الحكومة بزيادة رسوم الكحول في وقت سابق من هذا الشهر"، وقد تؤدي الضغوط التضخمية الأخرى أيضًا إلى ارتفاع تكاليف المعيشة في وقت لاحق من هذا العام.
وتلاشت المخاوف بشأن الإضرابات في منشآت تصدير الغاز الطبيعي المسال الأسترالية، بعد أن أدت في البداية إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أسواق الجملة، لكن حساسية السعر للصدمات تؤكد المخاطر التي تواجه الأسر والشركات هذا الشتاء وفي الوقت نفسه، انخفض الحد الأقصى لأسعار الطاقة المنزلية في المملكة المتحدة، ولكن إلغاء الكثير من الدعم للعائلات لدفع فواتيرها وزيادة الرسوم الدائمة يعني أن ما يزيد قليلًا عن واحد من كل ثلاثة ستشهد ارتفاع تكاليف الطاقة مقارنة بالشتاء الماضي ومع ذلك، يبدو أن الأجور ترتفع الآن بشكل أسرع من الأسعار، وفقًا للبيانات الرسمية.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن متوسط الدخل في يونيو ارتفع بنسبة 8.5% على أساس سنوي. وقد فاق هذا الزيادة بنسبة 7.9% في أسعار المستهلك خلال نفس الفترة، مما يشير إلى أن مستويات المعيشة تتحسن أخيرًا.
ومنذ ذلك الحين، انخفض معدل التضخم إلى 6.8%، مما زاد الآمال في زيادة مستدامة في القدرة الشرائية للعمال.
